مواقعها الإستراتيجية كانت كفيلة بجعلها من الدول العربية المرشحة للانضمام إلى القوة العربية المشتركة، فـ«الصومال وجيبوتى وموريتانيا» ليست مجرد رقم مضاف إلى خريطة «عاصفة الحزم» باليمن، بل بالأرض سجلت حضورًا غير عادى بها. صحيح أن الدول الثلاث أعضاء فاعلون بالجامعة العربية لكن كثيرين لا يعلمون الكثير عن هذه الدول بداية من مواقعها على الخريطة العربية وصولا إلى قوتها العسكرية. عام بعد آخر، وجد الجيش الصومالى نفسه محاصرًا في مستنقع الصراعات القبلية بين العشائر، كان ذلك منذ اللحظات الأولى للاستقلال عن بريطانيا وإيطاليا.
في عام 1978، تعرضت الصومال لهزيمة من القوات الإثيوبية المدعومة من المعسكر الاشتراكي، فقدت على إثرها حكومة مقديشيو السيطرة الفعلية على مقاليد الأمور، وزادت حركات المقاومة المسلحة التي دعمتها إثيوبيا، ما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية الصومالية.
وفى أعقاب اندلاع الحرب الأهلية، تم تسريح القوات المسلحة الصومالية، ما جعل البلاد دون جيش نظامى بالمعنى المتعارف عليه حتى الآن.
الصراعات السابقة، تسببت في تسريح القوات المسلحة الصومالية، وأفقد البلاد «نعمة» الجيش النظامي، غير أن الحكومة الفيدرالية الانتقالية بدأت تعيد بناء قواتها المسلحة.
الآن تتبنى وزارة الدفاع الصومالية إعادة بناء القوات البحرية من عناصر مشاة البحرية، يتلقون تدريبهم حاليًا في العاصمة، ويمثلون النواة الأولى لقوة من المقدر أن يصل عددها إلى 5 آلاف فرد، وعلى الخطى نفسها تظهر نواة بناء القوات الجوية.
الاتحاد الأوربى يشرف على تدريبات جنود الجيش الوطنى الصومالي، ويشمل ذلك الرماية الأساسية بالبنادق والتحرك كمجموعة في تشكيل أثناء هجوم مخطط، وبدأ هذا البرنامج بـ700 مجند انتهت مرحلته الأولى بـ150 جنديًا صوماليًا، ومن المفاجآت أن الجيش الصومالى يضم 1500 مجندة بين صفوفه.
موقع «جلوبال فاير باور» وضع تصنيفًا للجيش الصومالي، مع تحديد مصادر تسليحه، إذ تحدث عن 10 ملايين و428 ألف صومالى يعيشون على أرض هذا الوطن، فيما يقدر عدد الشباب بـ4 ملايين و420 ألفًا، يصلح منهم للخدمة العسكرية 202 ألف و760 شابًا صوماليًا، أما المشكلون فعليًا لقوام الجيش الصومالى فعددهم 10 الآف يتذيل الجيش الصومالى تصنيف «جلوبال فاير باور» بين قائمة أقوى جيوش العالم، ويقع في المركز 126، وفقًا لآخر تصنيف تم الإعلان عنه مارس الماضي.
يصل عدد مدرعات القتال الصومالية إلى 430 مدرعة، في حين لا يملك الجيش الصومالى سلاحا ذاتى الدفع أو نظام إطلاق الصواريخ متعددة، ولديه 230 مدفعًا، بينما تقدر قوته الجوية العسكرية بـ30 طائرة حربية خالية طائرات «الهجوم، التدريب، والهليوكوبتر الهجومية».
3 سفن دفاع ساحلية هي قوة الجيش الصومالى البحرية، في حين تخلو قائمته من «السفن الحربية، المدمرات الحربية، الغواصات الحربية»، ويبقى لهذا البلد العربى قوة لوجستية متمثلة في 3 ملايين و500 ألف يد عاملة، و3 موانئ (اثنين رئيسيين وثالث تجاري)
تبلغ ميزانية الجيش الصومالى 58 مليونًا و960 ألف دولار، في حين بلغت الديون الخارجية المستحقة على دولة الصومال 3 مليارات و5 ملايين دولار، فيما بلغت احتياجات النقد الأجننبى 150 مليون دولار.
تقع الصومال في منطقة القرن الأفريقى شرق القارة السمراء، ويحدها من الشمال الغربى جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن من الشمال والمحيط الهندى من الشرق وإثيوبيا من الغرب. وتملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا.
موريتانيا.. 55 عامًا عسكرية
عام 1960، صدر قرار بتشكيل القوات المسلحة الوطنية الموريتانية، وذلك قبل أيام معدودة من إعلان استقلال مورتينيا في العام نفسه، وتم تكليف حينها الجيش الموريتانى بعدد من المهام التي تمثلت في فرض السيادة الوطنية والحفاظ على الأمن.
يشغل منصب وزير الدفاع الموريتاني، جلو مامادو باتيا، ويتولى منصب قائد الجيوش اللواء الركن محمد ولد الغزواني، وقائد الأركان الخاصة مسغارو ولد سيدي، والأمين العام لوزارة الدفاع اللواء محمد ولد الهادى.
بمرور السنوات، تطور نشاط الجيش الموريتانى فأصبح يقتنى تجهيزات ومعدات وآليات وأسلحة حديثة (منشأة، طيران، بحرية، ووسائل نقل واتصال) بل بات له موقع مميز داخل الدولة في مجالات (شق الطرق، حفر الآبار، مد شبكات المياه، صناعة الأنابيب، خياطة الملابس العسكرية وتجهيز القوات).
كما تم إنشاء مدارس لكل من الأركان والطيران، بجانب إنشاء أكاديمية للبحرية، فيما تشكل القوات البرية المكون الأساسى للجيش الوطني، وتم إنشاء الجيش البرى ضمن الهيكلة الجديدة للجيش الوطنى بموجب مرسوم صادر في مارس 2013، وتتمثل المهمة الأساسية للجيش البرى في ضمان السيادة على التراب الوطني، والتصدى لأى شكل من العدوان وبالمشاركة عند الاقتضاء في عمليات حفظ السلام والأمن الدوليين.
كما أنشأت البحرية الوطنية بتاريخ 25 يناير عام 1966، وتتمثل مهمتها في ضمان السيادة الوطنية على المياه الإقليمية وتأمين المصالح الاقتصادية الوطنية في البحر وعلى الشواطئ، ومكلفة كذلك بعمليات الأمن والتأمين البحريين، في المناطق التابعة لميناءى نواكشوط بالعاصمة ونواذيبو، وبالرقابة البحرية والنهرية.
فيما تم إنشاء سلاح الطيران الموريتانى في أكتوبر 1962، وتتجسد مهمته في حماية المجال الجوى الوطني، والمشاركة بشكل دائم في حماية وأمن الوطن، وتقديم دعم للجيوش الأخرى في مجالات: نقل الوحدات والوسائل اللوجستية، البحث والإنقاذ، إنزال المظليين والعتاد والإخلاء الصحي.
تقع موريتانيا شمال غرب أفريقيا وعلى شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال كل من المغرب والجزائر، ومن الجنوب السنغال، ومن الشرق والجنوب مالي، وعدد سكانها 3 ملايين و89 ألف نسمة، لكنها خارج تصنيف أقوى جيوش العالم.
جيبوتي.. عين على باب المندب
ليست مجرد دولة عربية بمنطقة القرن الأفريقي، وعضو في جامعة الدول العربية، بل جعل موقعها على الشاطئ الغربى لمضيق باب المندب، شريكًا أساسيًا بالأرض في عمليات «عاصفة الحزم»، لم لا وتبعد عن اليمن بـ20 كيلو مترًا فقط.
تقدر مساحة جيبوتى بـ23 ألف كيلو متر مربع فقط، فيما يقدر عدد سكانها بـ864 ألف نسمة، وعاصمتها مدينة جيبوتي، كما يتشكل قوام الجيش الوطنى الجيبوتى من «القوات البحرية والجوية والجندرمة»، وتبلغ ميزانية الدفاع لهذا البلد 10 ملايين دولار.
فيما يبلغ عدد القوات العاملة داخل الجيش الجيبوتى 10 آلاف و450 فردًا، موزعين بين «8 آلاف فرد للقوات البرية، و200 فردًا للبحرية، و250 فردًا للجوية، وألفين لقوات الدرك».
هناك 4 مناطق عسكرية على أرض جيبوتي، تشمل «تادجورا، دخيل، على صبيح، أوبوك»، فيما يشمل الحرس الجمهورى «فوجًا واحدًا مكون من سرايا أمن، وسرايا معاونة تضم مدفعية ومدرعات ودراجات نارية».
كما توجد سرية واحدة مخصصة للحماية القريبة، وأخرى تشريفية وللاحتفالات، وثالثة للقيادة والإسناد، أما المدرعات فتضم فوجًا واحدًا مكونًا من «ثلاث سرايا مدرعة، وسرايا لمكافحة التهريب».
ويحتضن سلاح المشاة 4 أفواج مشتركة «من 3 إلى 4 سرايا، مراكز قيادة وإسناد، مراكز تدريب تشمل فوجًا واحدًا للتدخل السريع»، فيما تضم المدفعية فوجًا واحدًا، فضلا عن سلاح المهندسين المكون من سرية لنزع الألغام وسرية أخرى لزرعها، والقيادة مكونة من فوج واحد.
وتتوزع معدات الجيش الجيبوتى ما بين «39 عربة هي: 4 عربات (AML60)، 15 عربة (VBL)، 20 عربة (RATEL)»، وكذلك ناقلات جند مدرعة على عجل يبلغ عددها 20 مدرعة (8 مدرعات BTR_80، و12 من نوع BTR_60).
ولدى جيبوتى 69 مدفعًا موزعة على (مدفعية مقطورة عيار 122 م، و6 مدافع من نوع D-30) بالإضافة إلى 45 مدفع هاون، وتشكيلة من الأسلحة المضادة للدبابات، ومدافع الدفاع الجوى تشمل 15 مدفعًا.
أما القوات البحرية الجيبوتية فتضم «زوارق دورية للمياه الداخلية، و8 زوارق دورية»، بينما تشمل القوات الجوية الجيبوتية طائرات تتنوع ما بين «نقل، عمودية، وتدريب».
المصدر- فيتو