العولمة قصرت المسافات بين الدول وشارك الانترنت الى حد كبير فيها .وبواسطته تحاور المواطن اليمني عفان محمد عبد الله لـ “النهار” .هو ابن عدن يقول عن بطاقته الشخصية “عشت ودرست في عدن حتى المرحلة الثانوية العامة.عملت في اعمال خاصة عدة.ويضيف” انا انسان بسيط. احب القراءة والاطلاع ومتابعة الحدث ايا كان نوعه. واحب الناس والهدوء”.
ومناسبة الكلام مع عبدالله انجازه مؤلفه الجديد “الجالية الصومالية في عدن 1839-1967″. وهو المؤلف الثاني بعد مؤلفه الاول”العالم في مئة عام” الذي يتناول اهم احداث القرن العشرين اليمنية والعربية والعالمية .والمؤلفان ذات طابع تاريخي.ويهتم الكتاب الجديد باهمية موقع مدينة عدن ومينائها والنشاط التجاري والاقتصادي والعمراني والاحصائيات السكانية في عدن في فترة الاحتلال البريطاني . ويلقي الضوء على الجالية الصومالية في هذه المدينة خلال الفترة نفسها من اعمال ومهن مارسها افرادها في عدن تجاريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وسياسيا.
وعن سبب اختياره الجالية الصومالية موضوعا لكتابه يقول” لاسباب عدة .في مقدمها الدور الكبير لها في اليمن وكذلك دورها الاجتماعي.وهي كانت من اكبر الجاليات فيها وذلك خلال فترة الاحتلال البريطاني للمدينة.واسست العديد من الاندية الثقافية والفنية وشكلت جزءا مهما في المجتمع العدني.وعلى سبيل المثال تأسيسها نادي الصومال في منطقة كريتر في عدن عام 1934 والجمعية الاسلامية”.ويعتبر عبدالله ان اهمية هذه الجالية وتاريخها هو في منطقة عدن العاصمة القديمة لليمن حيث شكلت شريحة مهمة فيها وفي تكوينها وفي نهضتها خلال تلك الحقبة.ولعل احد اسباب تجسيد هذا الكتاب هو ان احدا لم يتناول موضوع الجالية الصومالية في عدن في كتاب.
وحاليا بالنسبة الى تلك الجالية ؟.يقول “هي لا تزال موجودة في عدن ولكن عددها ليس كالماضي اذ رحل العديد من افرادها بعد الاستقلال الى خارج البلاد.واكثر من ذلك هناك صلة القرابة والنسب التي حصلت في تلك الفترة. ابناؤها تركوا بصماتهم في عدن. واكثر من ذلك صلة القرابة والنسب التي حصلت في تلك الفترة.حتى بعض الجمل والعبارات والمفردات تدخلت في المفردات العربية او في الاصح في اللهجة العدنية.لقد اسس افراد هذه الجالية العديد من النوادي الرياضية من نادي البارك بوي الذي كان من اشهر النوادي الرياضية في عدن أسس في بداية القرن الماضي”.
يشدك حنين اليهم يبدو ؟.يقول “نعم امي صومالية الاصل من المهاجرين الى عدن. وقد يكون ذلك من الدوافع الرئيسية لتأليفي هذا الكتاب.احببت ان اظهر من خلاله بعض التاريخ المنسي لهذه الجالية.
ولماذا اخترت الكتابة التاريخ؟.يجيب “هو حبي منذ الصغر لمادة التاريخ.فمنذ فترة الدراسة احببتها.ويبدو انه مع مرور الاعوام تأصل هذا الحب في عقلي الباطني.وبقي في نفسي .وكان ثمار ذلك كتاباتي.رغم ان قراءاتي تنوعت لكنني عشقت مادة التاريخ .ونهلت منها كل ما وقعت عليه يداي.
واي تاريخ كان الاحب الى قلبك؟ يقول”قرأت جزءا من تاريخ العراق وسوريا و اليمن القديم والمعاصر والتاريخ الفرعوني.واعجبت بتلك الحضارات القديمة وتراثها الباقي الى يومنا”.
نقلا عن موقع جريدة النهار