حوادث القتل بين الأزواج في الصومال .. لغز اجتماعي يحيّر نُخب المجتمع

استيقظ سكان حيّ من أحياء مديرية “كاران” في العاصمة الصومالية “مقديشو” صباح أمس الجمعة، على حادثة مؤلمة ومروّعة، قُتل فيها أب بعد خلاف عائلي بينه وبين زوجته المشاركة في قتله حسبما تناقلته وسائل إعلام محلية.

وأفاد بعض أهالي المقتول محمد حسن وبعض سكان الحي، أن الزوجة وابنيها من زوج سابق أقدموا على قتل الزّوج مستخدمين السكين الّذي طعنه به أحد الأبناء، حتى أرداه قتيلا.

وقبلها بيوم، أي في مساء الخميس، شهدت العاصمة “مقديشو” حادثة مقتل عريس في شهر العسل من قبل عروسه التي خنقته حتّى الموت، وذلك بالتعاون مع طليقها السابق، حسبما أفاد والد القتيل لبعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الـ 26/يناير-كانون الثاني/2024م، أقدم سيد علي معلّم داوود على إحراق زوجته لول عبدالعزيز التي توفيت لاحقا في مستشفى “ديغفير سابقا/رجب طيب إردوغان حاليا”، في العاصمة الصومالية “مقديشو” متأثرة بالإصابات التي خلّفها الحريق على جسدها، لتترك خلفها أيتاما كانت تعيلها بنفسها!

وعلى الرّغم من محاولة الجاني الهروب من العدالة، إلا أن السلطات الأمنية استطاعت القبض عليه وهو يختبئ في بعض قرى محافظات ولاية غلمذغ وسط الصومال، وذلك بعد أكثر من أسبوع على تنفيذ فعله الشنيع.

وبالرّغم من غياب جهة رسمية، تقوم بدراسة أسباب تكرّر هذه الظاهرة في العاصمة مقديشو وفي مختلف أنحاء البلاد، إلا أن معظم الأسباب وراء هذه الحوادث تتمثل في الغيرة والخلافات العائلية الناجمة عن أمور كثيرة مثل الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل ملحوظ في هدم الأسر الصومالية وإنهاء العلاقات الزوجية بين الشريكين، خاصة، في حال مخاطرة أحد الرفيقين الانضمام إلى تطبيقات المراهنات المالية على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الخلافات المالية.

والأمر اللافت للنظر في هذه القضية، هو عدم التوازن بين حجم هذه الكوارث ومدى استجابة الجهات الشعبية والرسمية لمنعها أو الحدّ منها حيث مات حوالي 7 أشخاص خلال الأسبوع الماضي لأسباب عائلية!

بل إن البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جعلها قضية تندّر ومادة فُكاهية للتّسلية والتّرفيه، وهو أمر خطير، يترك تأثيرات سلبية على التماسك الأسري والقيم الإنسانية التي تعزّز الاندماج والتماسك الاجتماعي.

إن الأسرة تمثّل اللبنة الأساسية لتكوين المجتمعات، وكلّما كان الترابط داخل الأسرة، كلما ازدادت فرص تشكيل مجتمع قوي متماسك ومتناسق، وبالتالي على الجهات المعنية بالقضية أن يلعبوا دورهم في دراسة أسباب هذه الظاهرة أو المشكلة، ومن ثم البحث عن حلولها على المستوى الشعبي والإداري، حتى يمكن تفادي تهاوي القيم الإسلامية والاجتماعية الإيجابية لدينا ونستطيع بناء أمة قوية مترابطة وموحّدة.

زر الذهاب إلى الأعلى