تراجع تأثير حركة الشباب أمام منافسة “داعش”

تواجه حركة الشباب الاسلامية في الصومال صعوبات للاحتفاظ بالقدرة على اجتذاب الجهاديين بعد بروز تنظيم الدولة الاسلامية الاكثر تعطشًا للدماء والابرع في استغلال وسائل الاعلام. ويوم السبت اعلنت حركة بوكو حرام الاسلامية في نيجيريا مبايعة التنظيم الجهادي.

وطغى صعود هاتين المجموعتين على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة واثر على قدرتها في تجنيد مقاتلين اجانب، بحسب كين مينكهاوس الخبير في شؤون الصومال والاستاذ في معهد ديفيدسون في كارولاينا الشمالية. وتابع ان “تنظيم الدولة الاسلامية طغى فعلًا على حركة الشباب”.

واعلنت حركة الشباب ولاءها لتنظيم القاعدة في 2012، الا ان انتقالها الى تنظيم الدولة الاسلامية يبدو ممكنا الان. ويقول مات برايدن مدير مركز ساهان للابحاث في نيروبي “جددت حركة الشباب روابطها مع القاعدة، الا انه لم يصدر منها اي تصريح يندد بتنظيم الدولة الاسلامية بعد”. واضاف “هناك بالتاكيد اهتمام لدى بعض عناصر الشباب بالانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية”.

وتغطي مواقع الشباب والاذاعات التابعة له اخبار التنظيم الجهادي بحماسة مع تعليق ايجابي، بما في ذلك حول اعلان المبايعة من قبل حركة بوكو حرام قبل ايام. ازدادت حدة النقاش داخل حركة الشباب حول الانتقال الى تنظيم الدولة الاسلامية، بعد مقتل زعيم الحركة احمد عبدي غودان في غارة اميركية في العام الماضي.

والامير الجديد احمد عمر موال للقاعدة، بينما يدعو قياديون اخرون، من بينهم مهاد كراتي، الذي يتولى جناح الامن الداخلي، المشرف على الاستخبارات وعمليات الاغتيال، الى الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب خبراء. وتراجع نفوذ حركة الشباب بشكل كبير عما كان عليه قبل بضع سنوات عندما كانت الوجهة الاولى لطالبي الجهاد في مختلف انحاء العالم.

وتقول السلطات البريطانية ان محمد اموازي، الذي كشفت وسائل اعلام أخيرًا انه “الجهادي جون” ذباح تنظيم الدولة الاسلامية، حاول السفر الى الصومال مرورا بتنزانيا في اب/اغسطس 2009. كما اتهم مايكل ايبدولاجو، الذي قتل جنديا بريطانيا في لندن في ايار/مايو 2013، بانه حاول الالتحاق بحركة الشباب عبر كينيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.

وبعدما كان عدد كبير من غير الصوماليين والصوماليين المقيمين في الخارج ينضمون الى الحركة، باتت اليوم تواجه صعوبات لاجتذاب مجندين من خارج شرق افريقيا وحتى بين الصوماليين انفسهم. واضاف برايدن “الصوماليون في الخارج يتوجهون الى العراق وسوريا، وليس الى الصومال”.

وتبين في العام الماضي ان سيد حسين فيصل علي المولود في فنلندا ونجل احد المسؤولين المرشحين للانتخابات الرئاسية في ارض الصومال توجه الى سوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية. ويشتبه مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي “اف بي آي” بان عددا كبيرا من المقاتلين توجهوا من الصومال للقتال في صفوف التنظيم المتطرف. وفي الشهر الماضي، اتهم حمزة احمد من ولاية مينيسوتا بـ”التآمر من اجل تامين دعم مادي” لتنظيم الدولة الاسلامية.

واعلن المدعي الاميركي اندرو لوغر ان “حمزة احمد هو الشخص الرابع على الاقل من منطقة مينيابوليس سانت بول في الولاية، الذي توجه اليه التهمة ضمن التحقيق الجاري حول افراد سافروا او حاولوا السفر الى سوريا من اجل الالتحاق بصفوف تنظيم ارهابي اجنبي”.

واوردت وسائل اعلام محلية في مينيسوتا ان 15 شابا اميركيا من اصل صومالي تقريبا سافروا الى سوريا بحلول منتصف العام الماضي، وان قسما منهم قتل في المعارك. وكانت قدرة الحركة على اجتذاب الجهاديين الاجانب قد تراجعت، وخف الاهتمام العالمي بها قبل حتى سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على اراض واسعة في العراق في الصيف الماضي.

وكان اشهر مجندي هذه الحركة الاميركي عمر حمامي من ولاية الاباما المعروف بابو منصور الاميركي، والذي ظهر في تسجيلات فيديو يشيد فيها بالجهاد. وقتل حمامي في قتال داخلي بين افراد الحركة في 2013 سقط فيه ايضا عدد من المقاتلين الاجانب.

وسعت حركة الشباب في تسجيلين دعائيين حديثين الى استعادة بعض المكانة التي خسرتها على الساحة الاعلامية، ودعت فيهما الى تنفيذ هجمات  شبيهة بالهجوم على مركز “وست غيت” التجاري في نيروبي في كينيا في 2013، وعلى مدينة مبيكيتوني الساحلية في 2014.

بالمقارنة مع التسجيلات الدعائية المتقنة لتنظيم الدولة الاسلامية، سواء كان الامر يتعلق بعمليات اعدام او لقطات جوية عبر طائرات بدون طيار، فان تسجيلات حركة الشباب تبدو محدودة وضعيفة. فالتسجيل حول هجوم وست غيت استمر ساعة و16 دقيقة من دون ان يتضمن معلومات جديدة. وقال مينكهاوس “كان خائبا. انهم بحاجة الى مخرج جديد”.

وانتهى التسجيل بدعوة الى المسلمين في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الى شن هجمات مماثلة على مراكز تجارية في تلك الدول، مما يبرز عدم قدرة الحركة على ان تقوم بنفسها بهذه الهجمات. اما التسجيل حول الهجوم على مبيكيتوني فتضمن لقطات بطيئة لاعدام مدنيين بايدي مسلحين. وبما انه اختار الهجوم على بلدة صغيرة في كينيا موضوعا اساسيا له، فان جمهوره بات محدودا بالسكان المحليين، مما يعكس الوجه الحالي للحركة التي تضم بشكل خاص مقاتلين من كينيا والصومال.

وتابع مينكهاوس ان حركة الشباب “اقوى اقليميا، لكنها اضعف دوليا”، الا انه حذر من ان ناشطيها لا يزالون موجودين حتى لو كانوا اقل قوة. وختم بالقول ان “الحركة شهدت في السابق تراجعا في النفوذ، الا انها نهضت من بعده”.

(أ ف ب) 

زر الذهاب إلى الأعلى