مراحل وتطور الإعلام  في الصومال 6-12

الصحف الصومالية في فترة الحرب الأهلية 1990-2023

تميزت هذه الصحف بميزتين إثنتين ؛ فالأولى هي  أنها صحف خاصة  ومستقلة  لا تخضع لرقابة حكومية  يملكها أشخاص لهم انتماء قبلي ينشرون كل ما يخالج صدورهم بحسن أو سوء نية ، والثاني أنها  نسخ ورقية  من طراز  A4  ولا تتوفر فيها المعايير  المطلوبة للإطلاق عليها صحيفة أو جريدة.

لم تستمر معظم تلك الصحف لفترة طويلة  وكانت تختفي بسرعة من المشهد  ما عدا بعض الصحف المدعومة من قبل مؤسسات المجتمع المدني أو أمراء الحرب حكماء البلاد  في تلك الفترة أو يملكها شخصيات  ميسورة الحال.  ومن أبرز تلك الصحف:

  1. صحيفة  الوطن

هي من أوائل الصحف اليومية التي ظهرت بعد الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991، والصادرة   من وزارة الإعلام في حكومة  الرئيس علي مهذي محمد   المشكلة في جيبوتي فور سقوط سياد برى، وأنها كانت ضمن مطبوعات المطبعة الحكومية السابقة  أو ما تبقى منها. تميزت  صحيفة الوطن الحكومية عن غيرها من الصحف الصادرة في ذلك الوقت بتلبيتها جزءا من المعايير المهنية والفنية للصحف العالمية، وعمل فيها  العديد من موظفي  وزارة الإعلام الصومالية  في حكومة سياد بري الذين يشهد لهم بالكفاءة والخبرة والتفاني في العمل ، وكانت تغطي بإنتظام  الأخبار الحكومية والجهود المبذولة لإعادة الأمن والاستقرار  ومنع تفكك البلاد،  لكن لم يستمر صدور هذه الصحيفة  طويلا وخرجت من الخدمة إثر تفاقم الوضع واتنشار رقعة المعارك بين حكومة علي مهذي محمد ورئيس جبهة المؤتمر الصومالي الموحد (USA) الجنرال محمد فارح عيديد الذي استولى على  المرافق الحكومية الرئيسية  في العاصمة مقديشو بما فيها   مقر وزارة الإعلام ، ووكالة سونا، والمطبعة  الحكومية.

  •  حكوغال

صحيفة يومية خاصة أسسها وحررها محمد أدم جوليد  الملقب بعانوغيل الذي أصبح فيما بعد نائب محافظ وعمدة مدينة مقديشو قبل أن يقتل في تفجير انتحاري نفذته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة  وقع في فندق سنترال وسط مقديشو عام 2015 . إنشئت صحيفة  حكوغال في فبراير  عام 1991 ، ومرت  بمراحل صعود وهبوط عانت فيها  ما عانت به  معظم الصحف الأخرى في الصومال من مخاطر التهديد بالقتل والإغلاق والمشاكل الاقتصادية الإنها استطاعت على الثبات والإستمرار  عكس الصحف الأخرى، وأنها تعد من الصحف القليلة التي تصدر  حتى الآن ، ويديرها أخو المؤسس عبدي آدم جوليد.  تميزت الصحيفة أيضا بتغطيتها اليومية لسير المعارك القبلية، والصراع السياسي بين أمراء الحرب في العاصمة مقديشو. تمتعت الجريدة برواج من قبل  النخب والمثقفين الصوماليين وكانت توزع في المنازل والمحلات التجارية وفي مفترقات الطرق الرئيسية .

  • جريدة قرن اليومية

تعد من كبريات الصحف الصادرة في فترة  الحرب الأهلية ، وأنشئت في مطلع عام 1991  على يد أحمد عبد الله علي المعروف بـ   Black . كان مقر الجريدة في جنوب مقديشو  الخاضع لمليشيات قبائل الجنرال محمد فارح عيديد ، وانتقدها البعض لتغطيتها المنحازة إلى تلك القبائل كما فعلت نظيراتها الأخرى الصادرة من شمال مقديشو معقل ميشيات قبائل علي مهدي محمد ، لكن في الحقيقة ساهمت صحيفة قرن اليومية في سد  الفراع الذي تركته وزارة الإعلام الصومالية وظلت لفترة طويلة نسبيا مصدرا في غاية الأهمية للأخبار، وكانت توزع نسخا كثيرة منها ، وتمكنت  الجريدة من الدخول في بيوت العاصمة مقديشو في الشمال والجنوب على حد سواء تقدم لهم الأخبار والأحدات السياسية والأمنية وتحليلاتها ناهيك عن نشر المقالات الأدبية والإجتماعية

  • صحيفة صنعا (Sanca)  

تعتبر من أبرز  الصحف  الورقية الأسبوعية الصادرة من شمال مدينة مقديشو وأكثرها مبيعا في تلك الفترة ، وقد أنشئت عام 1992 ، ورأس هيئة تحريرها في تلك الفترة محمد  محي الدين علي. تركزت تغطيات الصحيفة على ما تشهد العاصمة ومقديشو وخصوصا شمالها من أحداث سياسية وأمنية وإجتماعية، كما اشتهرت بنشر كاريكاتيرات معبرة تعكس الواقع السياسي في الصومال بالإضافة  إلى سلسلة مقالات يكتبها شخصيات بارزة بينهم الكاتب والمحلل الاقتصادي  يحي عامر.

  • 5-   صحيفة الأمة

صحيفة  أسبوعية  خاصة ناطقة باللغة العربية أصدرها مركز القرن الإفريقي للدراسات الإنسانية والمعروف بإختصار  HACHS  بالعاصمة مقديشو. أنشئت صحيفة  الأمة  عام 1994 ،  وعمل فيها صحفيون وإعلاميون وفنيون بارزون اشتغلوا في وزارة الإعلام في حكومة سياد بري وجريدة نجمة أكتوبر  أبرزهم، حسن حاج محمود  رئيس التحرير، والأستاد عابي فارح رئيس الصحفيين الصوماليين والمهندس عثمان نينو ، والخبير الإعلامي الأستاد أحمد طعيسو. مثلت هذه الجريدة في منتصف التسعينات مصدرا مهما  يحصل منها الناطقون باللغة العربية الأخبار الصومالية ومجريات الأحداث في فترة الحرب الأهلية. وكذلك صدر لمركز القرن الإفريقي للدرسات الإنسانية صحيفة يومية  باللغة الصومالية  تسمى (DADKA) وكان رئيس تحريرها الأستاد عبد القادر محمد مرسل.

 5- هناك أيضا  صحف ورقية أخرى صادرة في فترة ما بعد الإطاحة برئيس سياد بري سواء في مقديشو أو المدن الكبرى الأخرى مثل هرجيسا وبوصاصو وجروي بينها : مقديشو تايمز وبانوراما ، وأيامها بمقديشو،  والجمهورية ،  ومانديق في هرجيسا،  وسهن ، ويول ، ومدغ تايمز، وكاها باري في اقليم بونت لاند.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى