كورونا يفتك بمشاهير ونشطاء الصومال في المهجر‎

 

بينما لم يسجل الصومال سوى وفاتين بكورونا، من إجمالي 21 إصابة، حصد الفيروس، أرواح المغتربين الصوماليين في دول أوروبية، وأخضع العشرات منهم للحجر الصحي نتيجة إصابتهم بالفيروس.

51 وفاة، هي حصيلة الصوماليين المتوفين في القارة الأوروبية، جرّاء إصابتهم بكورونا، فيما تعد مدينتا لندن وستوكهولم من أكثر المناطق التي سجلت وفيات لصوماليين.

** نقص في الرعاية

قائمة وفيات الصوماليين في بريطانيا لا تزال مفتوحة، حيث سجلت مدينتا لندن وبرمينغهام حتى اليوم وفاة أكثر من 26 صومالياً، ويتوقع أن يزداد العدد في أي لحظة، نتيجة تسارع انتشار الفيروس.

ويقول عبد الفتاح علي عضو الجالية الصومالية في لندن للأناضول، إن “الجالية الصومالية في بريطانيا تواجه أصعب حالة في زمن كورونا كبقية المواطنين، إلا أن تباطؤ الرعاية الصحية في البلاد يزيد من قلقها”.

وأضاف علي أن “الفئة العمرية الأكثر تعرضا للفيروس هي التي تفوق عتبة الـ50 عاما، حيث تشكل هذه الفئة أكثر من 90 بالمئة من قائمة الوفيات الصوماليين في بريطانيا”.

وعزا سبب ارتفاع معدل الوفيات الصوماليين في بريطانيا إلى “نقص حاد في معدات الوقاية الشخصية والإمدادات الطبية لمواجهة الفيروس”.

ولفت إلى أن “سوء فهم خطة اعتماد الحجر الصحي الذاتي ساهم في وفاة الكثيرين بسبب صعوبة التنفس”.

والأحد أعلنت وازرة الصحة البريطانية ارتفاع وفيات كورونا في عموم البلاد إلى 10 آلاف و612، إثر تسجيل 737 وفاة.

وتحل بريطانيا خامسة في قائمة وفيات كورونا، بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.

** تجاهل الإرشادات الطبيية

وتعتبر مقاطعة ستوكهولم أيضا، من أكثر المدن في السويد تضررا بفيروس كورونا، ويشكل المغتربون الصوماليون في المدينة النسبة الأكبر من الأجانب الذين توفوا بالفيروس، ويقدر عددهم بنحو 25 شخصا.

ويقول يوسف توحو نائب صومالي في مقاطعة وسترا يوتالاند (جنوب) للأناضول إن “السويد اتخذت جميع الإجراءات اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا، ورغم هذا فإن عدد المصابين في تزايد متسارع، بسبب تجاهل الإرشادات الطبية التي أعلنتها السلطات”.

وأضاف توحو أن “مقاطعة ستوكهولم سجلت أكبر عدد للوفيات بالفيروس في السويد، وتعتبر الجالية الصومالية الأكثر تضررا بحصيلة 25 وفاة”.

وعزا النائب سبب الوفيات إلى “عدم الانصياع للإرشادات الحكومية في أوساط الصوماليين إلى جانب عامل الثقافة الصومالية التي لاتمل من الاجتماعات وزيارة المرضى”.

** كورونا يحصد أرواح مشاهير أيضا

ولم يستثن فيروس كورونا المشاهير والسياسيين الصوماليين، حيث توفي في 24 من مارس/ آذار الماضي في العاصمة البريطانية لندن لاعب كرة القدم السابق في المنتخب الصومالي مختار محمد بعد إصابته بالفيروس.

وكان مختار من أشهر لاعبي كرة القدم في الصومال، حيث سطع نجمه في ثمانينيات القرن الماضي كلاعب في المنتخب الصومالي قبل انتقاله إلى بريطانيا عقب الحرب الاهلية ليعمل مدربا للفرق الرياضية الصومالية الناشئة في المهجر.

وبعد أيام من وفاة مختار محمد، توفي في الأول من أبريل/ نيسان، رئيس الوزراء الصومالي الأسبق نور حسن حسين، عن عمر ناهز 83 عاما.

وشغل نور منصب رئاسة الوزراء في الفترة 2007-2009 ولعب دورا بارزا في قيادة مصالحة وطنية.

كما توفي أيضا عدد من النشطاء الصوماليين في المهجر خاصة في بريطانيا، منهم الفنان القدير أحمد اسماعيل حسين حُديدي البالغ من العمر 92 عاما، وكان من أكثر الفنانين شهرة بعزف العود.

وساهم حديدي في تدريب أجيالٍ من الصوماليين، وترك خلفه مسيرة فنية حافلة بالإنجازات ستبقى خالدة في ذاكرة عشاق الفن الصومالي.

وإضافة إلى وفيات أوروبا من الصوماليين، سجلت الولايات المتحدة الأمريكية في 7 أبريل/ نيسان أول وفاة لمواطن صومالي بفيروس كورونا.

وتعيش الجالية الأكبر من الصوماليين حول العالم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب وكندا وأستراليا.

المصدر- الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى