زيارات خيري الداخلية…. بالون اختبار أم ارهاص بالمستقبل؟

قضى رئيس الوزراء حسن علي خيري أكثر من أسبوعين في عدد من المدن بوسط وجنوب الصومال في أول زيارة من نوعها يقوم بها  منذ توليه رئاسة الوزراء مطلع عام 2017 وشملت الزيارة كلا من مدينة طوسمريب وجرعيل وبيدوة وحذر ومركه.

وتميزت تلك الزيارات بطابعها الشعبي وما تحمله من دلالات نلخصها فيما يلي :

الدلالة الأولى

تركزت زيارة رئيس الوزراء خيري إلى هذه المدن على الأقل رسميا على الجوانب الاجتماعية  لكسب قلوب المواطنين وسكان تلك الاقاليم وإغرائهم بمزيد من الأمل  وتوظيف ذلك لصالح مستقبله السياسي، وحظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة رغم أن النظام الانتخابي المقبل لن يختلف كثيرا عن النظام السابق، حيث سيتم انتخاب أعضاء البرلمان من  خلال المندوبين القبليين وليس عبر انتخابات شعبية مباشرة كما تعهدت به الحكومة الحالية، والجدير بالاشارة هنا إلى أن تلك الانتخابات ستشهد منافسة حادة بين عدد من المرشحين المحتملين من بينهم الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس الوزراء حسن علي خيري نفسه.

 الدلالة الثانية

 رسالة إلى المجتمع الدولي ودول المنطقة، وإبلاغهم إلى أن حكومته مسيطرة تماما على الأوضاع في معظم الولايات الأعضاء في الحكومة الاتحادية وأنه يحظي بتأييد شعبي عارم لا يمكن الاستهانة بها وخصوصا أن تلك الرسالة تأتي في وقت منيت حكومته بهزيمة كبرى واستراتيجية في الانتخابات التي جرت بولاية جوبالاند والتي فاز فيها أحمد مذوبي المعارض لسياسات الحكومة  الداخلية والخارجية.

 الدلالة الثالثة

 كشفت زيارة رئيس الوزراء إلى مناطق في ولايات جلمدغ وجنوب غرب الصومال عن خيبة أمل كبير لدى الحكومة فيما  يتعلق بعلاقاتها مع ولايتي بونت لاند وجوبالاند وقرار تخليها عن تلك الولايتين بسبب فشل خطتها ووصول علاقتها معهما إلى طريق مسدود  والتركز في هذه المرحلة على الولايات الثلاثة الأخرى، جنوب غرب الصومال وهيرشبيلي وجلمدغ باعتبار أنه اذا نجحت الحكومة في ضم هذه الولايات الثلاثة إلى صفوفها فقد حازت بالاغلبية وتستطيع اجازة قرارات مصيرية تتعلق بالانتخابات 2020-2021 ومستقبل البلاد بعد انسحاب قوة بعثة الاتحاد الافريقي.

 الدلالة الرابعة

 اعطاء زخم لمشروع الحكومة الأمني وتسويقه لدى رؤساء الولايات التي زارها رئيس الوزراء حسن علي خيري ومن أهم ركائز هذا المشروع بناء قوة عسكرية موازية ومولاية للنظام تأتي من جميع الاقاليم الصومالية وارسالها إلى ارتيريا لتلقي التدريبات ومن ثم استخدامها لحسم الصراعات السياسية التي تلوح في الأفق ولاسيما خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة بعيدا عن ضغوط وتهديدات المجتمع الدولي والقوى الدولية الراعية لعملية السلام في الصومال.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى