العصبية وشهوة السلطة…أزمة السياسي في الصومال

ما أكثر فينا من ينطق الخَلْفُ شماتة واغتباطا ببلية الآخرين يقابل الإساءة بالإساءة ربما اعتقادا منه أن ذلك أداء لواجب النصح وفريضة الأمر بالمعروف أو ممارسة حق انساني مكفول في القوانين والشرائع أو من باب هذه بتلك والبادئ أظلم ، لكن لمثل هذه الأفعال في بلد مثل الصومال لا تزيد الطين الا بلة ولا الجرح الا نكأ وايلاما؛ لأن الإنسان الصومالي بدوي الطبع  وقروي السلوك ولديه نسبة عالية من غريزة الانتقام وحب الانتصار. وغالبا يعتبر نفسه باقعة ذو حيلة الا أنه لا يدع الهنات وحظيات لقمان حتى أصابه الهناع.

فالصومالي عصبي المزاج وذو خلق متقلبة وهذه الصفة باتت تلازم الشخصية الصومالية في جميع مجالات الحياه ولاسيما السياسية منها تجده لايستقر على قرار وعلى مبدأ، مواقفه متذبذبة وغير مستقرة، يميل حيث مالت المصلحة ، ويوظف المكيافيلية في أبشع صورها، الغاية تبرر الوسيلة.

تجده اليوم يقتات فتات الموائد السياسية هنا وبعد غد تلتقطه الكامرات في هناك وقد حط رحاله مؤقتا في ملعب فريق آخر يتبنى سياسات مختلفة تماما عما كان يدعو اليه ولا يلقي نفسه إلى هذه التهلكة السياسية سوى العصبية واشباع شهونه للسلطة والثروة، وهكذا يظل يرسم السياسي الصومالي مسارات مشواره حياه السياسية حتى يغادر  المشهد طوعا أو كرها وغير معزز ولا مكرم وجار ذيل العار والشنارة الا من شذ وخرج عن القاعدة وخالف القياس.

تعتبر العصبية وشهوة السلطة والثروة، واحدة من أبرز الأمراض التي نخرت جسم الصومال وأدت إلى انهيار الدولة عام 1991 وأن السياسي الصومالي للأسف الشديد لا يزال يعاني من هذا المرض الخبيث  الذي لم يقدر العالم  بأسره فك طلاسمه، وحل لغزه، والأنكى من ذلك  فإنه مرض فتاك لا يرجى برؤه وشفاؤه حتى يرجع السهم على قوسه  لأن السياسي الصومالي يظهر خلاف ما يخفيه وتنطبق عليه المثل العربي حرّة تحت قرّة، وأنه يعتقد رغم حلبه شطري الدهر خيره وشره، أن الدلو ليس الا بالرشاء وأن الحياة لا تستقيم الا بالعصبية والسلطة والثروة بغض النظر عن الطريقة والوسيلة ولا يكلف نفسه عناء هذا السؤال، كيف يستقيم الظل والعود أعوج.

زر الذهاب إلى الأعلى