نخوة التعليم بين الطلبة (الغيرة والإندفاع)

التفوق والتطور معياران للإنسان المفكر، ونخوة حياة لها سعادة تأتي من قبل المتنافسين.. .فلو وجدنا في حياتنا الاجتماعية شخصا يتمتع وينتفع بإمكانيات عالية ومتباعدة من تفوق علمي أو ثقافي أو تفوق بتحصيل دراسي بخبرته المباشرة! إنه يجتهد ما بداخله وخارجه ليحصل العلم، مستفيدا لما لديه من وقت، تلك نقطة التميز والتفوق.

كما نعلم أن الساحة التعليمية مليئة بالنشاط الحيوي ومفعمة بالتنافس الشريف بين أهل العلم، والمواظبة بين الطلبة للحصول على أفضل التقديرات أو للوصول إلى أي هدف آخر يطمح إليه الطالب ، بيد أن النشاط التربوي هو الذي يحرك فاعلية التمييز والتفوف العلمي لشخص ما، ولذلك فلو خرج التنافس عن إطاره السليم وتحول إلى غيرة عاطفية متقدة تشعل نار الحقد والحسد بين أوساط الطلاب والطالبات في المراحل التعليمية المختلفة، يؤدي إلى زوال لذة العلم، ومجيئ خاوية التطرف التعليمى!

لذا فإن هذه المشكلة (الغيرة عن التعليم) هي العامل المشترك في كثير من المشاكل النفسية عند الفرد ونعني تلك الغيرة التي تدمر حياة معظم الأجيال الناشئة، فتكون سببا في إخفاقه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية والخلقية.

ما الغيرة؟

هناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لمفهوم الغيرة، والاتفاق على تعريف موحد وشامل، ويعود  ذلك لأسباب كثيرة أهمها؛ الاختلاف في الأهداف المنشودة عند وضع التعريف وتباين المفاهيم والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل الاجتماعي الذي يخدم لذلك الموضوع، فإن مفهوم الغيرة يتجه على النحو التالي:

فالغيرة هي مشاعر من الخوف من فقدان وغضب وإذلال، وهي تعد حالة انفعالية يشعر بها الفرد (المتفوق عليه) ويحاول إخفاءها، ولا يظهرها للناس إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها، حيث أن الغيرة عنده ماهي إلا مزيج من الإحساس بالإخفاق والفشل والانفعال…فالقليل من الغيرة تفيد للإنسان، وتحفزه على التفوق، غير أن الكثير منها تفسد الحياة وتدميرها.

وتعد الغيرة واحدة من الصفات المهمة في شخصية الانسان وهي موجودة لدى جميع الناس ولكنها تتفاوت في شدتها لبعض الناس، فمنهم من يشعر بالغيرة الخفيفة أو الطبيعية (القليلة) والتى – كما ذكرت سابقا – تواجه الفرد نحو التنافس والتفوق العلمي والتي تقضي إلى نتائج إيجابية.

أسباب الغيرة وأعراضها:-

١- شعور الطالب بالإحباط والإخفاق الدراسي المتكرر أثناء مراحله التعليمي(السلم التعليمي).

٢- شعوره بإلحاق الأذى والقهر ممن حوله سواء من المعلمين أو الطلبة؛ ومعاملتهم معه معاملة قاسية وشاقة.

٣- تفضيل بعض المعلمين بين الطلبة؛ بحيث يفضل المعلم طالبا على آخر لأي سبب كان، وعدم الفروق الفردية بين المتعلمين.

٤- ضعف قدرات الطالب التحصيلية، على حين يرى آخرين متفوقين دراسيا.

٥- فقدانه للجو العائلي المستقر، على حين يرى آخرين ينعمون بالسعادة تحت أسرهم.

6- عدم رغبة الطالب بالتعليم، وطربه عن درب الإنحباط النفسي.

والجذير بالذكر أن للغيرة آثار سلبية لدى الطلبة في تحصيلهم الدراسي وحصول بعص الطلاب والطالبات على درجة عالية، فهي تخلق العديد من الحقود والمشاحنات بين الطلاب، وكما نعلم أنها تفضي من ناحية أخرى إلى عدم الاستقرار النفسي لدى الطلاب؛ وبالتالي قد ينعكس ذلك سلبيا على مستواه التحصيلي.

فلسفة العلاج بالغيرة

الثقة قبل كل شيء، فشعور الطالب بقيمته ومكانته في ساحة التعليم والتحصيل العلمي بين المتعلمين(الطلاب والطالبات) سبب في التفوق العلمي، فتعود الطالب بتقبل التفوق والهزيمة أمر ضروري؛ بحيث أنه يعمل من أجل تحقيف الهدف بنجاح وبذل الجهد المناسب دون غيرة من تفوق الآخرين عليه.

حسن علي معو

طالب دكتوراه في اللغة العربية، جامعة الجزيرة، السودان _ الخرطوم
زر الذهاب إلى الأعلى