العلاقة الأدبية بين الشعر العربي القديم والشعر الصومالي “دراسة مقارنىة” (2)

هورسبقلم   الشاعر. محمود علي أدم هوري.

أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

في جامعة ماخــر . الصــــومال

 أحيا العديد من الأمسيات الشعرية

باللغة الصومالية والأدب العربي،

وله بحوث مطبوعة وأخرى مخطوطة

الدراسة PDF

تمهـــيد:

 الشعر شعور إنساني جميل ,يترجم ما يختلج في داخل المرء  من أحاسيس بعبارات موزونة   وكلمات  مختارة, ويصاغ بأسلوب حكيم  وصورة بديعة وخيال رائع ,والشعـر فن من الفنون الجميلة  التي تصور الحياة وأحداثها  او بما فيها من أفراح ، وأتـراح , وآمال وآلام   , وشعرنا الصومالي    مليئ    بالحكم والأسرار،ويمتاز بالروعـة والجمال ,وبالفصاحة والبلاغـة, وبالديباجة  والكمال. وهناك أصول ادبية عند الأدباء والشعراء في هذا المجال الزاخر  ونذكرها بإختصار انشاء  الله لكي تعم الفائدة والبركة ولكي يصبح الموضوع أفيد وأروع ما ذكر  ومن  أهما كمايالي:

العلم والفـــن                              {Aqoonta iyo farshaxaka}

  العلم والخير والجمال هي غيات العقول ،ومقاصد المعرفة ،ومثل العليا ،فما يوصل الى  الحق من معارف البشـر فهو : ( علم ومعرفة) وما يريدون به الجمال فهو (الفن) وما يصلون  به الى الخير  فهـو (الأخلاق)

الأدب فن من الفنون { Suugaantu waa jaad farshaxan }

والفنون – في اختلاف  مظاهرها واتحادها- كالكلمات المترادفة في التعبيراو الإنشاء  عن المعنى الواحد ، فالشاعر والمصورّ اذا ابصر “غروب الشمس” في البحر  أثار في نفسيهما  كيلاهما  شعورا واحدا، ولكن هذا يعبّر  عنه  بالألفاظ والأوزان ، وذاك يعبّر  عنه بالخطوط  والألوان .فالصورة  البارعة  قصيدة من الشعر ، والقصيدة العبقرية  صورة من الصور .والتصوير  اخو الموسقي ، وكلها  مظاهر متعددة  للجوهر الواحد – الأدب والنقد – هذا هو معناه  العام ، أما الأدب على وجه التحديد والتعريف  فهو ” مجموع  ما في لسان  من الألسنة  من كلام جميل”من شعر او نثر ، ومن مذكرات  او رسائل  ،او عرض او مقالات  او قصة  او روايـة… فالأدب انشاء  وابداع ،أما  النقد  فهو  وزن  وتقويم، يشعر الأديب  فيعبّر ، عن شعورة  بقطعة  من الشعر  او النثر  ينشئها  ويبدعها ،فجيئ الناقد  فيضعها  في كفّة  ميزانه _الخاص_،  ويضع في الكفة  الأخرى  الصورة الكاملة  التي يريدها  لها، ثم يبني  ما في القطعة  من الخفة او الرّجحان  ، ومن الكمال او النقصان ، حتى تتجلى الحقيقية .

     تاريــــــخ الأدب { Sooyaalka suuganta  }            

اما تاريخ الأدب  فهو ترتيب  وتصنيف وإختبار بأولويات الأحداث  الزمنية . حيث الأديب  يشعر فيعبّر ، والناقد يزن  فيقدّر، فيأتي مؤرخ الأدب  فينظر في آثار الأدباء  وفي أحكام  النقاد،  يلحظ التسلسل  الفكري  والتعاقب  الزمني ، وينظم  ذلك  كله  في دراسة  عامة  وسرد شامل،.وأما الأصول الأخرى  فهي  كثيرة ولكن  نختصر بإجاز من هنا وهناك  حسب  طاقتنا المحدودة ، فيقول الشاعـر الصومالي عبد القادر حرس يميم معللا أن التاريخ يعيد نفسه ويصور ما معناه   “ان الإنسان مهما غرس خيرا  أوشـرا، فالتاريخ يرويه  ” وهذا هو ما نصه في قصيدته الطويلة

“Ninkii Timir  Abuuriyo ,

Ninkii Tiinta taallaalaba,

Taariikhdu waa Teben” 

ويقول ايضا الحاج آدم “أفجلوع”  وهو من الشعراء المعدودين في سجل كرامة تاريخ  ادب الصومال المكبير ، فقد شارك  في الستينات  حركة طلائع الإسقلال والحــرية ،فناطل معها  لأي نيل الإستقال  وطرد المستعمر الظالم ، كما شارك أيضا لجنة تطوير اللغة الصومالية  مع هيئــة  وضع المصطلان  العلمية،ومن ثم فقـد ساهم فن التدريس  في الجامعات الحكوميىة والمعاهــد العلمية في الصومال ،  فترك لنا  ادبا وشعرا  وحكما جمة وفرائدا جوهرية ،وله  ديوان كبير  جمع فيه جلّ اشعاره وقصائدة المختلفة حسب  ترتيبها  وتصنيفها   التارخي وما يحتويها من أنسانية وشهامة وعظمة  جبّــارة:

Taariikhdu way noo Misbaax Maanka Caawiya.e

Adoo Male gudaayaa Micin Marar ku gaadha.e

ومعنى هذه ان التاريخ مصباح ووهاج وقنديل منيبر، اذا أنه يساعد في التفكيرالإبتكاري  والإبداع .

فالإنسان الحائر  الذي يتخبط في أرض همياء وهوجـاء  يعتمد بصدق التاريخ ومصدرها الحقيقي.

ومن شذرات شعر محمد حاشي طمع المشهور” بجاريي” وهو يصف أهمية التاريخ  وأصولها  الرائعة في تقلبات الأيام وإختلاف الأزمان  مع زيادة رجحان وبرهان،  ونقصان وطمس الأعمار    فيقول  ما يشــير بهذه الفكــرة ومن نص القصيـــدة الربايعــية  المعروفــة لدى الجميــــع

Waagii    guduutaba

Gu’ mooyeee haddaan

 Garaad kuu godhayn

ileen Geed kama duwanid

ومعنى هذه الرباعية  الأدبية ان بداية كل حقبـــة من الزمن

  إن لم تزد لك لباّ وعقلا وحذقا وفظنة  فلا فرق بينك والشجر

 فننظر سريعا مرّة ثانية  ما قالت العرب في بحبوحة  التاريخ  قديما وحديثا ،سابقا وحاليا ، سواء كانوا من الأدباء الشعراء  والمؤرخين عبر عصور  التدوين والمعاصرين  اليوم ، يقول علاّمةالشيخ الوالدد.يوسف القرضاوي”ان التاريخ يوسع افق المسلم ويطلعه،على احوال الأمم، وتاريخ الرجال،وتقلبات الأيام  بها وبهم، فيرى الأنسان  بعين  بصيرته كيف تعمل سنة الله  في المجتمعات  بلا محاباة  ولا جور،كيف ترقى الأمم وتهبط ؟ وكيف تقوم الدول وتسقط؟ وكيف تنتصر الدعوات  وتنهزم ؟ وكيف تحيا الحضارات وتموت؟ وكيف ينجح القادة ويفشلون؟ وكيف تنام الشعوب  وتصحو ؟ وهذا ماجعل العرب  قديما يقولون”ما اشبه الليلة بالبارحة “وجعل الغربيين  يقولون” التاريخ يعيد نفيسه 

 يقول  أيضا  عبقرية محمد قطب ”    أن التاريخ ليس مجرد  أقاصيص  تحكى ،ولا هو مجرد  تسجيل للواقع  والأحداث، انما يدرس  للعبرة  ويدرس للتربية ، تربية الأجيال ،”فاقصص القصص لعلهم يتفكرون” وكل أمة من امم الأرض تعتبر  درس التاريخ  من دروس التربية للأمة، فتصوغه  بحيث  يؤدي مهمة  تربوية  في حياتها ،ولا يعني  ذلك  تزوير  التاريخ الأسلامي  لأعطاء  صورة وضاءة  لإحداث  أثر معين  في نفس الدارس ، ولا الى  اغفال  عثرات  المسلمين وانتكاساتهم  وابراز الأمجاد والبطولات وحدها، فهذا ليس  هو المطلوب .وانما المطلوب  ان يكون  الدرس التربوي  الأكبر المستفاد  من درس التاريخ ،أن احوال  هذه الأمة  في صعودها  وهبوطها  ورفعتها  وانتكاسها  انما تخضع  لنواميس  ربانية  ثابته  لا تحابي  أحدا   ولا تنحرف  عن مسارها  من اجل أحد 

وقول د.عبد العظيم  محمود الديب ويقول ” التاريخ هو ذاكرة الأمة، والذاكرة  للأمـة  كالذاكرة  للفرد تماما،بها  تعي الأمة ماضيها،وتفسر حاضرها  وتستشرف  مستقبله، فالأنسان  الذي يفقد ذاكرته ، يرتد_على ضخامة  جسمه_طفلا غــراّ لا يعي شئيا مما حوله عاجزا ان يتبصر  في  نفسه ،او يشعر  بيومه ،او يتطلع  الى غــده، وكذالك  الأمة  حين يضيع  منها  تاريخها  ويشوش  في عقول ابنائها  عندئذ  يضيع  منها الطريق ،وتسلم  مقودها  لمن يوجهها، فالتاريخ  ليس علم  الماضي ، بل هوعلم الحاضر والمستقبل  في واقع  الأمر  وحقيقته  فالأمة  التي تستطيع  البقاء هي التي  لها ضمير  تاريخي  تعي به ماضيها  وتفسر  حاضرها  وتستشرف  مستقبلها ”          {}

أما وجهة نظري في تحديد  فلكية التاريخ  ودورانها ، فأقول  البشر  مرهون بتاريخ حياته منذ نعومة  أظفاره الى موته ، والتاريخ ديوان الشعوب  والأمم او الدول الغابرة، وزمام الحضارات والإزدهارات  البشـرية، فهو نهر  فياض والعارفون  حول هذا النهر يطوفون، كما أنه  بحر عميق، والحكماء حول هذا البحر الزاخر يغوصون بقصد ونباغة ، وأقلام الكتّاب يتداولون ويحللون،  ويدونون  في مدوانات  ومذكرات ، ويرسمون  أشكال الحضارة  والتقدم المصنوع”}      {

      أشكل الأدب :   الشعــر  والنثـر      { Tix iyo tiraab }

 والشعر  هو” التعبير   الجميل عن الشعور الإنفاعالي ” عند الأدباء أما عند العروضين فهو: ” الكلام الموزون  المقفّى قصـــد”  وأن أكثر المتأدّبين  لا يفرقون  بين الشعر  والنثر الإبالوزن ،مع أن الموزون  ماليس  بشعر  كالنظم العلوم  وبعض الأبواب مثل: المنظومات .الفية ابن مالك والعراقي والسيوطي ،والرحبيـة.. فكل هذه المنظومات  خالية  من اركان الأدب العربي  كالعاطفة   والأسلوب الجميل و معاني الأدبيـة

     علوم الأدب                    { Aqoonta suugaanta }        

 والقطعة الأدبية  كالعمارة  المشيدة ،لابد لبنائها  من اختيار الحجارة  وتمييز  انواعها ، ثم معرفة بنيتها  لئلا  تكون  نخرة  او فارغة،ثم نحتها  بحيث  يركب  بعضها  على بعض،ثم وضع الخطوط بحيث يجيئ  البناء  وقف الطلب  ومقتضى الحال، دارا أو فندقا وغيـرها، وحجارة البناء الأدبي  _الكلمات _ تعرف  اجناسها  بعلم  اللغة  وتركيبها  وبناؤها  بالصرف ،ونحت اواخرها  حتى يتصل  بعضها  ببعض بالنحــو،ووضع القطعة  بحسب  ما تقتضيه  الحال  بالمعاني ، والأفتنان في التعبير بالبيان ،والتجميل  والتحسين  بالبديع وعلم  صناعة  جوهر الأدب والإنشاء } العروض والقوافي Sar-goynta Maansada {

     انـواع  النقــد الأدبي    {Laama faaf reebka sugaanta  cuddoon }

والنقد عند الأدباء والشعراء  في برمجة عالمية الأدب  نقــدان :  فالاوّل:هو نقـد القطعة  من حيث لغتها واعرابها  وتأليفها  ووزنها ، وهذا “نقد علمي”   أما الثاني فهـو: نقد القطعة من حيث جمالها واسلوبها  وأثرها في نفس قارئها  وهو  “نقد فنّي”

       منهج تاريخ الأدب  {Hilinka sooyaalka suugaanta }

 فهذا لمنهج الأدبي أو التاريخي   فقد يكون تصنيفا زمنيا ” يتبع العصور الأدبية”   أو يكون تصنيفا  فنيّا ” يتبع المذاهب الأدبيـة”  وقد يجمع احيانا بينهما  يقدر الطاقة والحاجة .

            الأسلوب                {HabQuraarid  }

والأسلوب  كلمة لا تزال مبهمة ،لم يحّدد معناها  تحديدا  منطقيا يجمع  افــراد ما تدل  عليه  ويخـــرج أضدادها وقد يتصل بالكلمات  : غرابة  و وضوحا ورقّة وجفاء . ولكل كاتب  او شاعر  قاموس خاص ، مجموعة من الكلمات  يدرور  كلامه  عليها  ويكثر من استعمالها . وقد يكون الأسلوب  في الجمال، طولا  وقصرا ،وبيابنا ، وغموضا ، واشتمالا على السّجع  والمحسّنات  أو خلوّا منها، وهذا الأسلوب  له عــدة أقسام  كأسلوبي صحفي ، أو علمي ، أو خطابي ، أو عاطفي ، أو وصفي وغير ها من المواضيع الأدبية.{}

.

قبل أن نتطرق الى الكلام  وفصل الخطاب،  فمن الممكن ان نشيــر أولا  ماهي العلاقة الأبجدية  بين اللغة العربية واللغة الصومالية من حيث الصوامت  والصوائت لكي تكون مدخــلا وتمهديا

    ؟

جدول بياني الأحرف الأبجدية باللغة الصومالية

الحرف العربي الحرف الصومالي الحرف العربي الحرف الصومالي
ع C الهــــمزة HAMSA
غ G ب B
ف F ت T
ق Q ج J
ك K ح X
ل L خ KH
م M د D
ن N ر R
و W س S
ه H ش SH
ي Y ط DH

الصوائت الطويلة الصوامت القصيـــرة
فتحة طويلة             (   AA ) فتحة قصيرة           ( A  )
كسرة مائلة طويلة       (   EE ) كسرة مائلة قصيرة     (  E )
كسرة طويلة            (  II  ) كسرة قصيرة          ( I  )
ضمة مائلة  طويلة      (  OO  ) ضمة مائلة قصيرة     ( O  )
ضمة  طويلة             (  UU  ) ضمة قصيرة           (  U )

العوامل المؤثرة في الأدب الصومالي {}

{Hal-bow layaasha saamaynta ku  leh  suugaanta soomaalida }

جمل  هناك عوامل كثيـرة تساعـد وتساهـم في صناعة الشـعر الصومالي,لأان الشعـر مرآة الحيـاة  يعكس ما فيها من خيـر وشــرّ,ففي كل أمة من الأمم يعــرف تاريخها ومجـدها  وكيانها.وكل ما تملك من المقـومات:أهي أمة حربية؟ أم هي أمة مسالمة؟ ويعرف طبيعة بلادها  من خلال أدبها وشعرها.. وبإختصار وإيجاز نستطيع أن نقول أن من أهم العوامل المؤثـرة في ميدان الشعـــر الصومالي هي:  الحـروب  الأهلية  ، العصبية والقبلية ،السياسة والإمـارة، ا لكوارث الطبيعية،  وسائل الإعلام الحديثة مع  الثقافة والمعرفة، الروح الدينية والتصـوف، الجفاء وتقلبات الأيام في مسار الحياة، الرخاء والرفاهية،إختلاط ا بين الشعوب  والأمم الأخـرى،  حركة الترجمة والرقيّ  الى النهضة والتّقدم نحو التكنولوجيا خاصة في هذه الأيام. فاالحروب موجودة  في الأرض على وسع  تاريخ الإنسان,وكذلك العصبية والقبلية,أماالسياسة والإمارة فهي من طبيعة البشر,وكلها عوامل مؤثـرة جدا ومساعدات جلية  ما يسمى او يطلق به  “عالمية الأدب

       أغراض الشعر الصومالي وصوره {ujeedooyinka loo tibaaxo gabayga }

  فـإذا زرنا في ميادين شعـر الصومالي وسـرنا في دروبه، وشــرعنا في مهايعه الفسيحة, وجدناه أنـه يضاهـي ويماثل بكل مقايس التّشابه في الأدب العـربي,وحقا كأنه هو.. فالشاعـر العربي يحمس ويمدح, ويرثي ويغزل,ويهجو ويعاب ويوصـف, وشاعـر الصـومالي يمدح وهو بحـر, ويحمـس  ويهجو وهـو ليث, ويـرثي ويغـزل وهومـولع,أمّـافي الوصـف وجمال الطبيعة , وما يحبط به من تلال ووديان وسهـول وهضاب وكذلك مايراه من حيـوان اوطير أو إنسان فهـو نهـر ولا مثيل له.ومن أبـرز أغراض شعر الصومالي والعربي يمثلان في مكان واحد

فهناك أغراض واساليب ينشد الأديب في قصيدته ، خاصة عند الشعراء في الصومال ، وهي وجود الدوافع  والإنفعالات النفسية ، سواء كانت فرحة وحزنة،وأمنا وخوفا،ونصرة وهزيمة ،فها هو الشاعر الصومالي الكبير { cali xuseen makaadsade}علي حسين  المعروف بــ” مكادسدي ” فيشهد بلحمه وشحـــمه  بهـــذه  القضية  المذكورة  ” ثم يقول

Haddaan  gabayga uurkoo bikiyo arami kaa keenin

Amaan olol xanuun iyo jacayl kugu ijabaaraynin

Afka uun baa ka leedahay tixuhu arar mayeeshaane

ومعناه! أن الشعر ليس فيه  جدوى  إن  لم يكن  في حوزتك وضميرك أنفعالات

 مريرة، وولع وشـــوق مستهام ، فإنمـــا هو ما تتقـــول به وتنطق به  فقط

   وهل الشعر بالنسب ؟  ام بالإكتساب  ام كلاهما  ؟  فجيب هذا السؤال  احد أدباء المشهورين  في قطر جمهورية الصومال{Abwaan aadan carab }  “أدم عرب”  وهو يفتخـر بموهبته الخاصة،وأن نظم القوافي لا يورث ! بل هو فضيلة وزيادة خاصة ،وان لم يكن لديك   ناموس رباني وغريـزة  نفسية طبيعية عند الأديب ،فلا يسطيع الإنسان ان يقول شعرا  الإ بالمواهب الربانية ،والإبداعات الكامنة في ذاكرتة ، والمواهب ترقى وتحيا ، كما تمون  وتـــزول ـ وهذا  ما نصه الشاعــر بكيفية انشاء القصيدة  او الشعــر، كما ينبه  ايضا أنه لم يساقر الى بلدان  شاسعة   كمصر وسودان لأجل  كسب هذه الثقافة الأدبية  وقونينها الوضعية.

Anba kama mahoobin  tolkay, maansadaa badane

Masar iyo khyrduuna uma tegin ,mana masaafoone

Kama mudanin shiikh iimarshiyo oo macrifo idheere

Waan mihindiseye iima dhigim macalin yeershaa.e

Waa shey maqaadiir ku yimi aan yar maamulaye

 ثم أعرب ايضا بهذه المسألة  {Abwaan cabdulaahu macalin dhoodaan}عبد الله معلم طوطان، بل يعتقــد ويؤمن ان الشعر موهبة من قبل الله سبحانه وتعالي  وهذا ما نصه في احدى قصائده

Dersi malaha  lays baro xikmadi wayse weyntahaye

War waa deeq ilaah baxshiyo doobir gooniya .e

ثم يتفرع  الأدب الى فنين كبيـرين وهمـا: الشعر   {Tix } النثر{Tiraab}ماأشبه الليلة بالبارحة, فإذا كان الكلام شعــرا موزونا ومقفيا فـهو نظم وغيــره نثــر، وهــذه دراسة مقـــرانة بين الأدبين , بـحيث يشتبهان, ويـمـثلان,وإذا نظرنا الى جهـة التقـسيم  والتصنيف وجدنا أنهــما  في صرة واحدة , ويأتيان على نبط واحد. و الغرض من دراسة الأدب ، يهـدف الى تهـذيب اللسان وصــونه عن الخطأ واللحـــن,ومنها تحسين الأخلاق  وإرشاد الخيــر وإبتعاد عن الشـــر والرذائل، وتثقيف العقـــل وتوسيــع  الأفكاروالمدارك, كما يكتسب الدراس أيضا،بخــبرات السـابقين في الحياة,وحصـوله بالثقــافة القـدماء….ومنها أن يأخـذ الطالب  مايدرســه بالمتعـة  وعن طريق الّراحة خاصـة حينما يدرس الرّوايات  والمسـرحيّات ..إضـف الى ذلك ..فكم يستفيـد الدارس  من هــذا الفــن الى معــرفة التّجارب ونمادج إنسانية مختـلفة. ولكن الأيام تتغير, والإنسان يتكيـف, و مبنع هذه الحكمة الشعرية او الأدبية مكان واحد، والنظرة الشاعــر الذي يعبر  بأشياء فلابد  ان  يتناول من احد هذه الأغراض المنتشرية  عند الشعـراء العالم ومن  أهمها :

المدح: Ammaan           “Praise

شكوى الزمن:   Calaacal   “Lamemtation”

الغزل :     Caahaqa  ama jacayl     love    

الهجــاء : Cay      “Diatribe’

اثارة  الأفـــة: Diradiro “Provocation”

الفخــر: Faan      “Boasting” Digasho  “Taunting”

التحريض: Guubaabo      “Exhortation”

الغاز او اللغز :   Hal-xiraale    “Riddle”         شعر دعاء على : Guhaan     “Curse”

        الموعظة : Waano     “Advice”

          المزاح: Kaftan       “Humour”

        الحكمة : Xikmad        “Philosophy”

   هذه قطوف دانية   ولطائف شعرية  عربية، لشعراء الصومال  ،لأن الشاعـر الصومالي ليس بعيدا أن يعبر شعـره با العربية الفصيحة،بل أنه يسبح في بحـور شعـرالعـربي, وهـذا دليل  ان هناك تشابه كبير بين اللغتين ,ومن امثالهـم  الاستاذ: عمـر محمد عبد الرحمن ,شاعر صومالي وأديب معصر, يمتاز شعـرة بالنزعة الوطني, وقد وجه هـذا النداء الى الأمة الصومالية  في عام 1949م يدعوها الى السيـر في طريق التحـرر والتقـدم والعمل ومحاربة الكسـل

أيــدرك قــومــي أن بالأرض مغنمـا             وأن بهـا كنــزا وفي تـــربـها التبـر

وفي غابــها خصب وحســن وبهجة            وجوفهـــا زيت وفـــي بحـــرها الـــدّر

تمتّع فيها من أضــاع حقوقـــــــــنا            ومن جـــار فينا وهو كالليـــث يــزأر

وأيتـــم أطفــــالا وأجـــرى دماءنا            ووطـد ركــن الجهـــل والجهـل أخطـر

وقد بـــــات أهلوها  جياعــا وكلّمــا           قسا الجوع  صـاحوا  يهتفون متي  الفجر

ويخفــي كنوز الأرض وهـي لــوامع            ويســرقهــــا ســرّ وجـــهــرا ويقهـــر

بني وطنـــــــي إن البلاد فقيـــــرة               بفقد رجال العلـــم والعلـــــــم نيـــر

أنـــــادي بإنشاء المـــدارس  ليتــني               أرى بــذرة الآمال تنمــو وتثمـــر

أتمــسمــــع آذان بهـا الصــم والوقــر            وهل توقظ الاشعار من ضمـه القبـر

  في عام 2000 بمناسبة توقيع الفصائل الصومالية  على إتفاقية عرتا  وترك الـروب  الأهلية  ،وإعادة أمل الصومال في ساحة البلاد والوطن,  فشارك فيها أدباء وشعراء كثر وروايين في المسررحيات والأليفات الحساسية،  فمن بينهم من نطق بشعره بااللغة الصومالي والآخر بالعربية ، ففي هذه الحالة الهادئة  والجوّ المعتدل يعبر شاعرنا عبد الوارث على أدم الصومالي الجيبوتي :

فق أيـــها الدمع الذي أعياننـــي               وارحــــــل فعيني لم تعد بمكــــان

إرحل فهـــــذي ارضنا قد شمــرت            لتعيــــد مجــــدا غـــــاب من زمان

صومـــــال يا أرض الكرامة والإباء             هبي لتحـــــيــــــا أمتـــــي بأمـــــان

طال الغياب فزاد شوق حــــارق               للقك ياعبــــــق أمتي الفتـــــــــان

بمجيئك الميومون  تطــوى صفحة              مــملوئــــــــة بالحقـــــــد والأردان

وبطيهــا للكـــــل تبدى صفحـــة                بيضـــــاء ترفــــع للجمـــيع تهــاني

ولسوف نسمع بالــــورود تفتحت              في غابــــك المشتبــــــــاك  الألــوان

والطير سوف نراه يـــسرع صادحا              مرحا ينظـــــم أجمــل الألحـــــــان

وستسمــــع الأم الدموع وقد بكت               بالأمــس تندب بالدموع القانــــــي

زهـــــر الاخوة ماارق جالهـــــــــا               أزكى عبيرا من شذى الريحــــــان

في ظلها يحــــــيى الجميع  كأنمـــــا                هم اســرة تسعى  الى العمــــــران

صومال شعبك للسلامة عـــــــاشق              وبســرّه لحـــن الأمــــــــان أمـــاني

عـــرتى إسمحي لي ان أزف مشاعـري          لسماك يا فردوسة الشجــعــــــان

ثم يقول الشاعر عبد الوارث على أدم في أغنية يونيــو

يـــونيو بــذاكــرة الاحرار ملحمـــة           كبرى لقـــوم الى الامـــجاد  قدوثبـــوا

باعــــوا الاله نفــوسا فأشترى عـــددا         من النجـــوم الى الرحمن قد ذهبــــوا

أما العدا فلقــــــد حـــل الهــوان بهــم         في أرضنا  فمـــضـــوا عنا  وقــد هــربوا

ونهـــج قــــــادتنا ســلم  ويحـــــــرسه          عـزم يـــؤدب من للظلم ينجــــــذب

في حكمـــة صنعــوا تــــــاريخ أمتنـــــــا        أبــــوا استكانة  من في الذل يــــرتقب

نادوا فلبّي  الندا كــون فمـــــــا عجــزت        أنفــــــاس ابدا والعـــدل يحتـــجــــب

فأشــرقت أشمس العدل التب احتجبت              واستبشــرت ولقداحتاجها الطــرب

أيا جيبــــــــتي عيشــي حـــرّة فلقــــد           أبا الرجال  سوى عــزله طلبــــــوا

كـرامة النفـس والإحــسان دينــهــــم          والجـــدو والعـــز والأخـــلاق والأدب   {}

لقد تأثـر الشعراء في الصومال  بالثقافة العربية  والإسـلامية،والتيارات السياسية  الأدبيــة،وعبر الشعراء ما يختلج في صدرهم  باللغة العربيـة بكل جوانب الحياة،سياسيا، وإجتماعيا ،وثقافيا، وأيدلوجيا وغير ذلك من جوانب الحياة. ومن الشعر السياسي ما قاله الأستاذ: (عمــر عرتي غالب) وزير الخارجية  الصومالي سابقا:

ما لي أرى الصومال  في ايدي الطغاة        وتحـــــت بـــــــراثن الأعــــــداء

قسمت بأيدي الظالمين ومكرهم            معاهـــــدات صعبـــــة الإلغــــــاء

بين ابل “تمييز” ونجس حبشي              لم يظفـــر طــــول حياتـــه بـولاء

أخذت فرنسا  في الغنيمة ساحلا            وإيطاليا نالت نصيـــــــب الــــراء

ياليت أحمد ذا جرى في أنهـــــم           قاصـــــــد المعتــــــــــدي بــــــإبـــاء

أو سيّد الصومالي سابق                  عهـــده فلكان الغاصبــــــين  بــناء

في الغاب في المدن الكبرى في القرى      وفي الشرق وفي الغرب الى البيداء

في كل أنحاء البلاد  تواجـــدوا             وتكلـــــوابالله  ذي العليــــــــــاء

لا تيئسوا مهما  تكابد شعبنا               منا فسوف ترى ظهــــــور اللواء

خوضوا نضال المجد  فهو رهينكم         واحملوا حيّ الأجـــــــداد والآبــــاء

لا يســـلم الوطن  العزيز من الأذى        حتى تفــــــدى أرضيـــه بدمـــاء

جودوا بأنفسكم لأجل  مصيــرنا          فالويل  للجبنـــــــــاء  والعمــلاء

ثـــوروا بني وطني  للئوذ بلادكم         فالنصر للأبطال الكبرى  بكل وفاء

 الصومال

ومن الشعـراء الذين نجد  في شعرهم الحسّ الوطني  والإصلاحي  كثيرون.. فيقول الشاعر الصومالي المعروف  علي ابراهيم ايدله بهذه القصدة  التي بها يدعوا  شعبه الي التعليم ،والخروج به من دائرة  التخلف والهيمنــــة  الإستعماريـــة ..

طال الكرى فيكم  الجهل  والفرق       وأنـتم  في هجعة  والنّاس في السهـّر

أمامكم  أمم الإسلام فالتحقــوا          وشاركواهم  على إستجلاب  الدرر

ولا سبيل  الى تحرير أرضـــــــكم          إلا بغرس من العلـــــوم  والبــــذر

فابنوا المدارس في الأرياف،والمددن       فأنشروا العلم في الآصال والبكــر

إذ لا حياة  لكم إلا بمعارفـــــــــكم       لا يثني  عــزمكم بالعزل  والهجــــر

هي الأساس على نهوض  دولتكم        ولا بنــــاء  إلا الأسس والجـــــــدر

     أما الأدب الصوفي  في الوطن الصومالي،  لقد وصل الى درجة كبيرة حتى أن عبّر الفقهاء  والعلماء بشذرات  من القصائد  النبوية  بالعربية في الصومال،واليك هذه الأبيات  للشيخ  عبد الرحمن الصوفي  ،التي يمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بكمال  خلقه وخلقـــه

:

أعبد من عبد الله  وأحمدهم                  وأزهد الناس للحرم وما فضــــــلا

وهو الوقور الذكور الشاكر الورع           والخاشع الخاضع  الأخشى كمن وهلا

مقس الذات  موصوف بأحسن خلقه      كما خلقه  في الناس قد كمــــــــلا

كالشمس  أبيض  مشرب  بحمرته          وأزهر اللون ربع القــد معتــــدلا

بهي وجه  كبدر واسع وضيئ               مدور الشعر كهلال  النّـور إذا هلا

عظيم الرأس على القدر أرفعه             وأســود الشعر للأذنين  منســــدلا

محمد واسع العينين  ذو زجـــح              محـــدوب الأفق عـــــلا  مقــــــلا

رعاة 

روائع أدبية بين الشعر العربي

و الشعر الصومالي{

   ولقد أثبت الدراسات الأدبية  واللغويــة والتايخية ، أن الشعر الصومالي  يشبه الشعر العربي  الجاهلي ، ويتفق معه في جميع  أغراضه الشعريــة : من مدح وفخــر ،وهجاء، وغزل، وإعتذار ، ورثاء وحكم وغير ذلك من ابواب الأدب العربي والصـومالي، وسنذكر بلطائف شعرية مقارنــة بين الشعـر العربي القديـم   والشعر الصومالي  : ونقف قليلا  بهذه اللطائف التالية :

اللطيفة الأولي: الوصف: فيقول: الملك الضليل. “امرؤ القيس” امير شعراء الجاهلية  في قصيدة شعرية  يصف فيها الليل وأهواله  وما فيه من الجفاء والغربــــة والعزلــة

وليل كموج البحر أرخى سُدُولَه           علي بأنواع الهُمـــــوم لِيبتلي

فقلت له لما تمطى بصُلبِه                  وأردَف أعْجازا ونــــــاء بكلكل

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي           بصبح وما الإصباح منك بأمثل

فيالك من ليل كأن نجومَهُ                   بكُل مُغارِ الفتل شُدَّت بِيَذبُل

فها هو الشاعر الصومالي يعبّر ما يختلج في صدره من جفاء وأهوال وشدّة طول الليل  ومعاناته

Dheeridaa habeen yohow,,

Miyaadaan idhaafayn

Ma dhulkaan ku siideyn,,

Ma dhaad baa lagaa xiray?

Kolba kuma ay dhaantee,,

Dharaartii maxaa helay?

يقو ل امرؤ القيس وهو يصف  بالرجولته عند المصائب  والنكبات الدهرية  مع انه يفتخـــر بفرسه  الجلاّد القوي ، ويصف أنه مكرّ ومفرّ ومقبل  ومدبر  في آن واحـــد

وقِربة أقوام جعلت عصامها            على كاهل مني ذلول مرحَّل

ووادٍ كجَوفِ العَيرِ قفرٍ قطعتُه           به الذئبُ يَعْـوِي كالخَلِيع المُعَيَّـلِ

فقلت له لمّا عوى إِنّ شَأْننَا              قليلُ الغِنَى إن كنت لَمَّا تَمَوّلِ

كِلانا إذا ما نال شيئاً أفاتَه            ومن يَحترثْ حَرْثي وحرَثكَ يُهْزَلِ

وقد أغتَدِي والطيرُ فِي وُكُناتها             بمُنجَردٍ قَيْدِ الأوَابِد هَيْكَل

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً          كَجُلمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِنْ عَلِ

فما اشبه الليلة بالبارحة  فالشاعر الصومالي  يصفه فرسه  كما وصفه الشاعر العربي :

فيقول السيد عبد الله حسن  الأديب الشهير  المعروف  لجميع أنحاء بلاد الصومال والعربي

Xaamar weeyo oo midab fardood, kala xariir roone

Xawaariyo kabti iyo xooro, iyo xowl iyo jeefag

Xaggii loo eryoba waa gammaaan xulashadiisye

اضف الى ذلك ما قاله الشاعر الصومالي علي علم افيري الذي شهدت له الخلائق بالفصاحة والتبيان ، حينما  كان يصف فرسه  وكيفة ركوب الخيل وفنونه عند اصحابها ورجالها  :

Baxdow farasa booddada horuu Baqalka reebaaye

Nimaan Baranin fuulaanka wacan Beegsan kariwaaye

Basarkiisa wiil daadshey baa, Baaciyo roga ee

Baydarigu shiishkiyo bumtukha bidic ka liishaanye

Bartuu ku qabto Kama leexatiyo tuu bidhaan sado e

Kamana Baydho tuuryadu   ninkii Baqase mooyaanee

ويقول شاعــرنا  الصومالي : جامع علي حرس المعروف بمرتسم ..  وهو يمدح فرسه  ويطهــر جماله وصفاته، مع أنه يستملح   بصــورته الفخارة..
Xamar weeye faras oo nin lihi, Daajey xamashkiiye
Xarfo soo baxduu daaqay, Iyo xera ugbaad-wayne
Xidigaale iyo buu hirqaday, Xooshka geedaha-e
Xareedii da’aysuu wabxoo, Xaabshay ubixiiye
Xayskii curtuu doogsadoo, Xiinkii baa helaye
Xaysimuu guyaal daaqayoo uu, Mudkuna xoodmeye
Farawga u xardhoobaad ka garan, Xaaladu yahaye
Xusuus baad i galisiyo fardaha ku xaragood-koode
Xoodaamin tii niman aqoon, Waa xanibayaaye
Markaad jare kusoo xidhatidee, Koore u xambaarto
Xakamaha markaad gelisidee, Jeedal ku xaluufto
Xiisaanka goortaad sudhuu, Orodka xiimaaye
Goortuu xubnaha kala baxshee, Xawliga u boodo
Xabad aake laga tuuray baad, Moodi xafarkiiye
Xiisaha markaasaad is oran, Xoola ma ahayne
Ma xaraamo neefkii nin lihi, Xadhiga haystaaye
Inaad xeer fardood Iyo taqaan, Dhaqanka xaalkiisa
Oo aad xeryaha geela dhalay, Sebena xoodh jiiday
Horaan kuu xaqiiqsaday ilaa, Xamasho waa ceebe

ومن الجذير أن نـزور حديقة الأدب العربي القديم  وبساتيـنه، ونشاهد بما فيها من أفراح وبهجة وغبط  من هنا وهناك ،فيقول الأديب العربي الأزلي المعروف بملك الضليل وهو يصف بفرسه  ….

كميت  يزل اللبد  عن حاله متنه      كما زلّت  الصفـــــــــــــواء  بالمتــنزل

على الذبل جياش كأن اهتزامه        إذا جاش فيـــه حميــــه غلي مــــرجل

مسحّ إذا مالساحات على الونى      اثــرّن الغبـــار  بالكديـــــد  المركـــل

يــزل الغلام الخف عن صهـــواته     ويلـــــوي بأثــواب العنيف  المثقـــل

درير كخذروف  الولــــيد  امــرّه     تتابـــع كفيـــــه بحط موًصـــــــــــــــل

ومن الشعراء والأدباء  من يشتكي  عمـــره، وطول حياته،  عند العرب والصومال ، ومنهم من  جعل الحياة في كفه ، ومنهم   من قنط ومات .. ونأخــذ منها ما يالي:

يقول لبيد  ربيعة:

اليس في مائة قد عاشها  رجل     وفي تكامل  عشر بعدها  عومر

ولقد سئمت  من الحياة  وطولها    سؤال هذا الناس  كيف لبيــــد

غلب الرجال فكان  غير  مغلب        دهر جديد دائم  معــــــــدود

يوم أرى يأتي عليّ  وليـــــلة       وكلاهما  بعــد  المضاء يعـــود

وفي أبيات أخـــرى يقول زهير بن ابي سلمي  وهو  يشتكي حياته  ويعاني من الم الشيخوخة:

سئمت تكاليف الحياة  ومن يعش     ثمانين  حـــولا لا ابا لك  يــــسأم

وأعلم ما في اليوم  والأمس قبله       ولكني عن علــــم ما في غـــد عـــم

رأيت المنايا  خبط عشواء من تصب  تمته، ومـــن تخظئ يعــمّر فيهــرم

فيقول الشاعر الصومالي مع انه يعاني من الم الشيخوخة :

Lixdankii labiyo toban baan dul maray waana la hubaaye

Lafta dheer laxaadaka idabacdiyo laafyihii gacanta

Waa taa laleemada indhaha aragu liitaaye

Hadaan luqunta taagijirey bere, liicday araxdiiye

Luuf baa ka soo haray dowliskii liishanaan jireye

ويقول لبيد  ايضا:

اليس وراثي  أن تراخت منيتي         لزوم العصا تحني عليها  الأصابع

أخير أخبار والقرون التي مضت        أدبّ كأن كلما قمت  راكـــــــع

فأصبحت مثل السيف أخلق جفنة   تقادم عهـــد القرن  والفصل قاطع

اللطيفة الثانية:  الفخـر: شعر الفخر من أهم الشعر الصومالي  وله علاقة متينة   بالشعر الحماسي ،فالشاعر الصومالي عندما  يفتخــر  قد يمدح نفسه واهله، وأصحابه، وأقربائه، ونسبه الأصلي. والشعراء الصوماليون  المتميزون  في هذا الباب  كثيرون  ،ولا يمكن حصرهم   من هنا بل ناخذ شيئا منها ، فيقول الشاعر الصومالي  إذا اجتمع الرجال في مكان اهل الحل والعقــــد  وهو يظهــر نفسه وعــزه  وكيانـــه :

Shir haddii layimaado,Oo xarago shaaca laga qaado

Maqaamaha shantaa baan, Ragow kuugu sharaf sheegin

فيقول الشاعر العربي القديم في العصــرالجاهلي  طرفة بن العبد بن سفيان البكري ،وهو يفتخر بالكرامة الأصلية ،والعزة والشرف، والفحاوة ،والجود، والفصاحة  والبلاغة بكل المقايس  الفخر عند  الأدب العربي،مع انه يتحدى  نظرائه  وارجاله، انه أحد الأدباء العرب القديم ،وأحد  شعراء  المرموقين

إذا القوم قالوا  من فتى خلت أنني       عنيت فلـــم اكسل  والـــــــم اتبلد

ولست حلال التلاع مخافة             ولكن متى يســـــــترفد القـوم ارفد

فإن تبغني  في حلقة القوم  تلقني       وان تلتمسني في الحــوانيت تصطــلد

وان يلتقي الحي  الجميع تلاقني        الى ذروة البيت  الكريم  المصمـــــد

كريم يروي نفسه  في حياته         ستعلم  ان متنا  غــــذا  ايــــنا  الصــــد

اللطيفة الثالثة الحكمة : وفي الشعر الصومالي القديم يوجد  بعدة من الحكم والأمثال، كما أن الأدب العربي حافل بالحكم  الجادبــــة  والأمثال الدامغـــة  ،فيقول الإمام الشافعي  رحمة الله علية تعالى :

توكلت  في رزقي على الله  خالقي        وايقنت  ان الله  لاشك رازقي

وما يمكن رزقي فليس يفوتني           ولوكان  في قاع البحـــر العوامق

سيأتي به الله العظيم  بفضله                ولو لم يكن مني اللسان  بناطق

ففي اي شيئ تذهب  النفس حسرة       وقد قسم الرّحمن  رزق الخـلائق

فيقول الشاعر الصومالي  نفس المعني :

Kulli good Addoomoha Rabow Qabsheyey y kibistoode

Bad kalluun ku jira kolley ku tahay ama fujaan kooban

Nin weliba wixii loo kabtiyey waa la kulan siine

Nin kastoo kadleeyo ama kallaha ama kur dheer fuula

Nin waliba wixii loo katibay waa la kulansiine

اللطيفة الرابعة الغزل: يمتاز الشعر الصومالي قديما وحديثا بقدر وافر من الغزل  سواء كان في الحضر وفي البادية وكذلك لا يخلو الشعــر  العربي القديم  من هذا المنوال. وفي الأدب العربي القديم  يوجد قصص غرامية   تشبه  تماما بالشعر الصومالي القديم : فها هو مجنون ليلى العربي، ومجنون هدن الصومالي   وكيلاهما من زاوية واحدة  ، والحب يصنع احيانا عجائبا، كما يفــعل اطوارا  غرائبا ، ويحدث تارة شوائبا ، انه الحب  والحب  اعذب كلمة وأغلاها وأطيبها  في القاموس العربي. فيقول الشاعر الصومالي  المعروف ب(علم بوطري ) بقصـــدة غزليـــة   الى محبوبتـه هدن

Sida geel haraado wax badan, Howdka miranaayey

Oo haro lasoo joojiyey, oo kurey u heesaayo

Oo hoobeyda loo tiranayo, iyo hees wal waaleedka

Kol kaad hodon tiraahdaanba .waan soo hin qanayaaye

Haday hawl yadhi idinla  tahay, aniga way hooge

Iyadoo xabaal lagu hamsiin, waanan ka hadhayne

أما مجنون ليلى العربي فقد ظل ان يستمر  عشقه حبــه  وولعه،  وهو مستهام  الى هذه الفتاة الجميلة ولكل شاعر من الشعــراء  له محبوبة  يصفها طول حياته ….ٍومن أشعاره المشهـــورة  ما يالي:

وكيف  خلاصي من   جــوى الحب بعدما * يســر ببطن الفـــوئد وظاهـــره

فهذا الشاعـر  يصف  مكانة  شوق هدراوي  بمحبوبته  في مدينة  بلدوين  وأعجابه لها،  ويشبه أيضا  بحبه أنه قد فاق  صبابة محمد ورسمه هدراوي ، كما يرى نفسه انه فريسة للحب والعشق  ثم يقول

Beerlula        Hadraawaa

Beled weyn ku caashaqay

Barashadii ka Dabadow!

Waa tuu        Belooboo

Beerkiisa sahan -saday

Oo u seexday    Buundada

Markuu Baahey caashaqu

Booqasho aan la’ filahayn

Waa tuu      Bilaaboo!

Beer Lula    Xusuusteed

U bukooday Subaxdii

Wadnihiisa Bidixdana

Haddii uu bar jarikaro

Walle Kama Bakhayleen

ويقول امرؤء القيس صاحب الحب والصبابة، وهو يصف شوقه الى محبوبتة عنيـزة :

وإن شفائي  عبرة مهــراقــــــــة         فهل عند رسم  دارسمن معــوّل

كذابك من أمّ الحويرث  قبلها              وجارتهـــــا  أم الرباب بمأثـــــل

إذا قامتا  تضوع المسك منهما           نسيم الصبا  جاءت بريا القرنفــل

ففاضت دموع العين  منهن صالح     ولا سيما يوم  بدارة  الجلجل

مهفهفة  بيضاء غير مفاضة           * ترتئبهـــا مصقــولة كالســنجلل

كبكر المقاناة  البياض بصفــرة       *    غـــذاها نميـــر الماء غيـر المحلّل

تصدّ وتبدي عن اسل وتتقي     *      بناظرة  من وحش وجرة مظفل

وجيد كجيد الرّئم ليس بفاحشة   *      إذا هي نصتـــــه ولا بمعــــطّل

وفرع  يزين  المتن  أســـود فاحـــم *   أثيث  كقنــــوة  النخلــة المتعشــكل

وكشح لطيف كالجديل مخصــر    *   وساق كأنبــوب  الســقي المـــذلل

الى مثلها  يرنـــو الحليــم صبابة    *   إذا  ما اسبكرّت بين درع ومجول

تسلّت عمايات  الرّجال  عن الصبا *  وليس  فوئدي  عن هواك  بمنسل

وإذا امعنا النظر الى الأدب شعراء في  الصومال  فنجده   يحاكي  ويضارع   الى الأدب العربي،

فهذه هي الأغنية الحبية    وهي تشبه  قول الملك الضيل

Inan dhalada oo wacan

Lagu dheehay Quruxoo

Dhererkeedu   uu yahay

Lebi dhuur kabaxayoo

 Sidii dhool gu’oo da’ay

Dhaayuhu qabteenoo

Dhoobadii caleed iyo

Saaqood dhexjoogtee

Dhexdu madagna ay tahay

Afku dhuxulana uu yahay

Dhiin loo lisaayoo

Dhay lagu habaayoo

Burcad aan dhalaalayn

Dharaatii lajoogoba

Subag loogu dhaashee

منزل تقليدي

Dhaayihii arkaayaa

Dhaawaca jacaylkana

Laga dhowri kariwaa  

 

محمود علي آدم هوري

بقلم محمود علي آدم هوري: باحث صومالي وشاعر معاصر، ومحاضر بجامعة ماخر كلية الشريعة والدر اسات الإسلامية ، له أبحاث علمية في مجال الأدب الصومالي والعربي وقد طبع بعضا منها وأخرى مخطوطة.
زر الذهاب إلى الأعلى