مقابلة حصرية مع المرشح الرئاسي علي حاج ورسمه

أجرى الحوار الأخ عبدالله جامع

جرووي ( مركز مقديشو) أجرى مركز مقديشو للبحوث والدراسات حوارا شاملا معالمرشح الرئاسي علي حاج ورسمه، الوزير السابق للتربية والتعليم في ولاية بونتلاند، حول أبرز ملامح برنامجه الانتخابي، ورؤيته للملفات الساخنة في الساحة السياسية، وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

مركز مقديشو: بداية يشرّف مركز مقديشو للبحوث والدراسات أن يجرى معك هذا الحوار التاريخي سيادة المرشح،هل لك أن تطلعنا على سيرة حياتك؟

السيد علي حاج: باختصار اسمي علي حاج ورسمه من مواليد مدينة جريبن بمحافظة مدغ وسط الصومال عام 1964م، درست المراحل الدراسية الابتدائية في هرجيسا شمالاً والمتوسطة في جالكعيو والثانوية في مقديشو جنوباً، وحصلت على البكالوريوس في علوم الإدارة بمعهد المحاسبة وتطوير الإدارة(SIDAM) ثم توظفت في مقديشو قبل الحرب الأهلية ببضعة أعوام، وفي عام 1991م أصبحت مديرا لميناء بوصاصو حتى عام 1992م، ثم سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة وتوظفت هناك وأصبحت متخصصا في المحاسبة والتدقيق وحصلت على المحاسبةالقانونية (CPA) بأمريكا، وفي الفترة ما بين 1993م- 2003م توظفت في وزارة التربية والتعليم في أبوظبي وأصبحت محاسبا ومدققا، ثم مراقبا ومدققا في جهاز الرقابة المالية لحكومة أبوظبي، ومن عام 2003م- 2010 سكنت في بريطانيا حيث أنهيت الماجستير في إدارة الأعمال وأسست شركة محاسبة خاصة، وفي عام 2011م رجعت إلى البلاد وأصبحت المدير العام لإحدي أكبر الشركات في البلاد، شركة جولس للاتصالات حتى عام 2013م.

وفي أواخر عام 2013م ترشحت رئيسا للانتخابات الرئاسية في ولاية بونتلاند، وأصبحت الثالث على الترتيب بعد المنافسين: الرئيس الحالي والرئيس السابق، وعيّنت وزيرا للتربية والتعليم حتى أواخر عام 2015م، وبحلول عام 2016م ترشحت للانتخابات الرئاسية في الصومال.

مركز مقديشو:كيف تقيّم الوضع الحالي للبلاد؟ وما هي رؤيتك للمستقبل حال عودة النظام الحالي للحكم؟

الوضع الحالي في البلاد ليس مدعاة للتفاؤل، فالفساد منتشر داخل الدولة وأجهزتها،بحيث أصبح الفساد القانون الوحيد في الدولة، وهذا الأمر يتطلب تغييرا جذريا للنظام، والوضع الأمني في تدهور، أما الوضع الاقتصادي ففي منتهى الهشاشة والضعف بإجماع كل المحللين الاقتصاديين؛ فهناك ارتفاع حاد في نسب البطالة، وعدد المهاجرين الشباب للخارج في ازدياد، سواء بالطرق الشرعية أو عن طريق “التهريب” بحثا عن فرص عمل وعيش آمن، كذلك الوضع السياسي بات مزريا ومؤذنا بالفشل الحقيقي،الحكومة الحالية فشلت في تحقيق وعودها، وما زال رأس الدولة يفكّر بالحكم لفترة أخرى، وهو ما يدفعني للاعتقاد بأن البلاد ستدخل في مرحلة أسوأ من جميع المراحل التي مرّت بها البلاد.

مركز مقديشو: ما الذي يميزك عن باقي المرشحين؟ ما هو برنامجك الانتخابي؟

الذي يميزني عن باقي المرشحين هو خبرتي المتراكمة من عملي في القطاعين الخاص والعام بدءا من إدارتي لميناء بوصاصو في التسعينات، وإدارتي لأحد أضخم وأكبر الشركات التجارية في البلاد (جولس للاتصالات)، بالإضافة إلى ترشحي لرئاسة بونتلاند وتقلدي منصب وزارة التربية والتعليم فيها، أعتقدأنني أستطيع الاستفادة من هذا الرصيد في خدمة الدولة والنهوض بها في مختلف المجالات، كذلك أنا معروف لدى الصوماليين بأنني رجل دولة لماقدّمته سابقا في المناصب الحكومية وغير الحكومية، إضافة إلى ذلك فقد اشتهرت بقربي من جيل الشباب الذين هم غالبية الشعب الصومالي، ومعروف بمحاربة الفساد والدعوة إلى التقيّد بالموازنة الحكومية.

أما برنامجي الانتخابي فهو إعطاء الأمل للشعب الصومالي بإعادة الأمن وإنعاش الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب ومحاربة الفساد، ومصالحة صادقة وشاملة بين كافة فئات المجتمع الصومالي.

مركز مقديشو:  ما مدى استعدادك للخوض في سباق الانتخابات الرئاسية؟ وما هي القواعد الانتخابية الممتلكة لديكم والتي تمكنكم من الفوز بالانتخابات الرئاسية حسب ما تؤملونه؟

ليست هذه المرة الأولى التي أخوض فيها السباق الرئاسي، سابقا -كما ذكرت- خضت السباق الرئاسي في ولاية بونتلاند إحدى أكبر وأقدم الولايات الصومالية، واستطعت النجاح فيها والوصول إلى الترتيب الثالث، ثمّ إن الصومال اليوم بحاجة لقائد حقيقي يعتز بانتمائه لهذا الشعب ويستفيد من تاريخه المجيد في خدمة الشعب، وهذا ما يمكن أن يخرج البلاد من النفق المظلم الذي أدخلتها فيه الحروب الأهلية، تلك الاستحقاقات هي التي تعطيني الأمل في الفوز هذه المرّة بإذن الله.

مركز مقديشو:  أنت أحد المرشحين الذين ائتلفوا ضمن التحالف من أجل التغيير، ما هي نقاط التوافق بينكم؟ وما هي نقاط الاختلاف؟ وهل يمكن القول بأن هدفكم هو الإطاحة بالرئيس الحالي؟ أم إن لديكم رؤية سياسية مناسبة للمرحلة الحالية والقادمة؟

من ضمن أولوياتنا تغيير نظام الحكم، ولايتسنى ذلك التغيير لشخص بعينه أولفئة معينة من الناس ولابد من مشاركة الجميع في الحكم، بحيث يشارك كل شخص بخبرته لتحسين الوضع وجعله أفضل مما هو عليه، وكذلك إعادة ترتيب الجيش ومحاربة الفساد وإعادة الأمل للشعب وتحقيق المصالحة الشاملة. هذه هي الأمور التي اتفقنا عليها ونرجو أن تكون سببا في نجاح أحدنا في الوصول للحكم.

مركز مقديشو: لنفترض أنك فزت في الانتخابات وأصبحت رئيسا للصومال، ماذا سيحدث لو لم تحقق وعودك بعد عامين؟ هل ستستقيل أم ستتحجج بالظروف القاسية التي يمر بها الوطن؟

هذه قضية سابقة لأوانها لأننا لم نتمكن بعد من الوصول إلى الحكم، ولكن في حالة فوزي بالرئاسةسأعمل على اختيار الأفضل والأنسب للمرحلة ليصبح رئيسا للوزراء، وسأعمل على التركيز في إعادة الأمن والاستقرار والمصالحة العامة، وأتوقع أن لا تصل الأمور إلى الحدّ الذي تتصوره، ولكل حادث حديث إن شاء الله.

مركز مقديشو: هناك ملفات متعددة في الساحة السياسية الصومالية، ملف الأمن على سبيل المثال، ما هي خطتك لعلاج هذا الملف الشائك؟

نحن جميعا بحاجة إلي استتاب الأمن وتعزيز الاستقرار، ومن مسؤوليات الدولة الحفاظ عليى أمن الفرد والمجتمع، وتطبيق القوانين بقوة القانون وفرض النظام علي الجميع، والصومال بلد عانى كثيراً من ويلات الحرب الأهلية وما تبعها من فتنة الاقتتال بين فئات الشعب باسم القبلية تارة وباسم الدين تارة أخرى، حتى وصل الأمر إلى الخوف من دخول دور العبادة والمساجد، لهذا السبب فإن خطتي لمعالجة هذا الملف تعتمد على الآتي:

  • إعادة تنظيم هيئات الأمن
  • إعادة تأهيل الكوادر الأمنية
  • إعادة هيكلة الجيش والشرطة الوطنية
  • مشاركة الشعب بأطيافه في العملية الأمنية
  • تقديم كافة التسهيلات اللازمة للجيش والشرطة من حوافز ورواتب ومزايا ومراعاة حالتهم الاجتماعية
  • العمل على إيجاد لجنة حرّة أمنية لتقييم ولتدريب الجيش والشرطة
  • العمل على استراتيجية ثابتة لاستعادة الأمن وتقليل مخاطر المليشيات المسلحة
  • تنظيم بيت العدل والمحاكم لتقديم الجناة إلى العدالة وتعزيز علاقات المجتمع مع جهات الأمن والشرطة

مركز مقديشو: كيف تتعامل مع ملف السياسة الخارجية؟ خصوصا فيما يتعلق بدول الجوار والتحديات المتوقعة من جانبها؟

سياستنا الخارجية ستكون مبنية على الاحترام المتبادل والحفاظ على مقدسات الأمة الصومالية وكيانها الوطني، ومن أهم ركائزها:

  • الحفاظ على الوحدة الصومالية وسلامة أراضيها.
  • حلّ الخلافات الحدودية والنزاعات بما يتماشى مع الأعراف الدولية وحسن الجوار.
  • تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري مع دول شرق إفريقيا
  • إعادة الدور الصومالي الشريف وكرامة أبنائه حفاظا على سمعة البلد.
  • المشاركة في محاربة الإرهاب الدولي والجرائم المنظمة مع دول العالم.

مركز مقديشو:هناك أزمات دستورية عديدة من بينها أزمة ضبابية صلاحيات الرئيس ورئيس الحكومة، كيف تحلها؟ في حال اختلافك مع رئيس الوزراء هل ستدفع النواب لسحب الثقة منه كالعادة أم لديك حلول أخرى لتجاوز الخلافات؟

طبعا قضية صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء هي قضية دستورية، والدستور الحالي دستور مؤقت لا بد من تكملته بأقرب وقت ممكن، وسنعمل على تحديد صلاحيات كل منهما، وبعد ذلك يجب على كل منهما أن يتقيد بصلاحياته، هذه ضمن الأولويات لدي؛ لأنني أريد أن أعتمد على الدستور في تقوية الهيئات الدستوريّة ليكون الدّستور مرجع الخلافات، لا يمكن أن يكون هناك عدد من رؤساء الوزراء في أقل من أربع سنوات؛ فهذا سيعرقل مشاريعي في تنمية وتطوير البلد، نستطيع تجنب ذلك من البداية باختيار الأفضل لرئاسة الوزراء، وإعطاء الحكومة فرصة لتخدم البلد ويكون الدستور القاعدة الأساسية لحل النزاعات.

مركز مقديشو:ملف المصالحة مع أرض الصومال موجود منذ فترة دون حل نهائي، كيف سيكون تعاملك مع هذا الملف؟

قضية المصالحة مع أرض الصومال ضمن الأولويات المرحلية التي سنسعى للتعامل معها وفق مبادئ الحوار والتنازلات الودّية، فنحن صوماليّون إخوة تجمعنا روابط الدين والمذهب والنسب وغيرها، وفي اعتقادي تحتاج القضية إلى قائد يستطيع التعامل معها وفق المتطلبات التي تحدثت عنها، ولدي الثقة بأنني أستطيع حلّ تلك القضية بإذن الله.

مركز مقديشو: هلا أطلعتنا على رؤيتك للأزمة الفكرية المتمثلة بحركة الشباب، هل ستواجهها عسكريا؟ أم لديك طرق أخرى؟

حركة الشباب ليست ظاهرة عسكرية يمكن القضاء عليها عسكريا فحسب، بقدر ما هي ظاهرة فكرية تحتاج للتعامل معها وفق آليات سلمية، والجلوس معها على طاولة الحوار، بالتعاون مع العلماء والمثقفين، وقد جربنا المواجهة العسكرية في التعامل مع حركة الشباب ولم نصل إلى نتيجة، لذلك ينبغي أن نغيّر في استراتيجيتنا لمعالجة هذه الظاهرة، ونعتمد الحوار كجزء ضمن المصالحة الشاملة التي وعدنا بها، ولعلنا نستفيد من تجربة بريطانيا في تعاملها مع الجيش الجمهوري الأيرلندي(IRA) وحل نزاعاتها مع هذا الجيش عبر الحوار في أواخر القرن الماضي.

مركز مقديشو:فيما يتعلق  بالأمن، هل لديك برنامج لإعادة بناء الجيش الوطني؟

كان الجيش الصومالي في الماضي القريب مهاب الجانب قويا قبل أن ينهار بانهيار النظام العسكري في البلاد، وليس الصومال البلد الوحيد الذي انهارت قوته العسكرية، فالعراق مثلا مرّ بتلك التجربة كما هو الحال في أفغانستان أيضا، ويمكن إعادة تأسيس الجيش الصومالي عبر التكاتف والاستعانة بالخبراء الصوماليين وتدريب القوات الصومالية في إحدى الدول الصديقة للصومال كتركيا مثلا أو بريطانيا، ليمكن إيجاد جيش مدرّب تدريبا موحّدا، وينبغي تأمين حقوقه المادّية، وضبط سلوكه، كما ينبغي اختيار ضباطه على أساس الكفاءة والخبرة، هكذا يمكن إيجاد الجيش الصومالي الذي ننشده.

مركز مقديشو: لعل البعض يصنفك ضمن الإسلاميين لسبب أو لآخر،ما رأيك بذلك؟

الصومال بلد مسلم سني شافعي المذهب، ومن يقود البلد يجب أن يكون مسلما يحافظ على الدين والثقافة الإسلامية عامة والصومالية خاصة، ويعتمد على وسطية الإسلام وحفظ سمة الاعتدال في جميع الأمور بعيدا عن التزمت والجمود، فالانتماء الإسلامي ليس ضعفا وإنما هي ميزة، فخبرتي في التعامل مع الحركات الإسلامية عامة تعطيني الأهلية لأقود البلاد في انتخابات 2016م، وتجعلني رجل المرحلة القادمة.

مركز مقديشو:أخيرا ما هي حظوظك للفوز بالرئاسة في ظل تزايد أعداد المرشحين؟

كل مرشح يقدم ما لديه، ولابد أن تكون مفتوحة للجميع ولكننا نبدي تخوفنا من إطالة مدة الانتخابات، فالرئيس انتهت مدته في العاشر من سبتمبر 2016م، فينبغي الإسراع في الخطوات الانتخابية أولا وتقديم المرشحين لبرامجهم، ولأنني أثق بالله أولاً ثم باختيار نواب البرلمان القادم لدي قناعة بأنه سيقوم باختيار الأفضل والأنسب للبلاد، ولأنني رجل ذو خبرة وحنكة أْؤمل الفوز في الانتخابات.

مركز مقديشو: نشكرك سيادة المرشح على إتاحتك لنا هذه الفرصة القيّمة

الشكر لكم ولجهدكم الإعلامي المثمر

زر الذهاب إلى الأعلى