العن جد جدك وانت تضحك !!

منذ زمن بعيد وحتي الأيام القريبة التي مضت كان المجتمع الصومالي ولا زال  لديه حساسية من بعض القضايا التي لا يستطيع أحد أن يتجرأ عليه ومن يفعل كان لا يأمن علي سمعته وجاهه بل وعلي حياته .. وإذ في الأيام الأخيرة نري من منصة التيكتوك امورا غريبة طارئة علي الناس وإن كنت تريد أن تسميه تحديا فقد اجتاز هذا الحد وبلغ مداه وصار الأمر الي حد سب الوالدين والآخر راض عن ذلك ، لهذا لا يمكن القول أن هذا تحدي .

هذا الأخير الذي يستمتع بشتم والديه وهتك أعراضه يصبر فقط للحظة أن يسبق أو يفوق عن صديقه الذي ينتقصه واذا حان ذلك يلزمه الصمت ويجبره علي السكوت ويبدأ دوره في الشتم والسب وكل انواع المذلة والسخيمة.. وإذا لم يفز في التحدي سيرجع وهو غير آبه بهذا الأمر أو ذاك .

إن هذه الظاهرة لمن أغرب الظواهر التي رأيتها ولم أكن اتخيل أن هناك أناسا بهذه السذاجة والقبح سيصبحون مسلمين وصوماليين مع نفس الأمر ويدعون أنهم في عمل جيد وأن هذا الكم من الانتهاكات لا تفسد للود قضية.

ولا تقتصر حدود هذه الشتيمة والانحطاط الذميم بمجرد سب الأب والأم أو الجد والجدة بل تجاوزت الي حدود سب القبيلة …

ولكن في نفسي شيء محير وهي أن أغلب هؤلاء هم من الرجال وليسوا من الفتيات والنساء ! .

 هذه خطة غبية ومفيدة في نفس الوقت ، قبل شروعهم في بدأ اللعب التحدي لدي منصة التيك توك يكلمون مع بعضهم البعض ، مرحبا صديقي :

انا وانت سنلعب تحديا ولكي نجلب متابعين كثر لازم نسب بعضنا ونلعن بعضنا

 … مرت أيام ولم تعمل هذه الخطة فلجأؤو الي تعديل بعض من نسخة الخطة وليس استبدالها.

تعديل الخطة :

يا صديقي العزيز لكي نحصل علي حصتنا في الأموال التي تطير في آفاق هذه المنصة لدي اقتراح جميل وهي اذا كنا نريد الأموال بسهولة في بضعة دقائق فقط وبتحريك الشفتين لا بد أن نثير حفيظة كل من قبيلتنا .

يرد هو الأخر : وكيف نحرك حفيظتهم؟

يُجيب : انت غبي ووالدك غبي وأمك معتوهة وكل قبيلتك تحت قدمي !!

ما إن سمع هذا الكلام حتي انفجر وقال : تبا لك هل جننت ؟

رد عليه : يا صديقي لم أجن ولكن هذه هي النسخة التعديلية الجديدة لكي نجلب ونفوز ونجمع المال من هنا وهناك وهذه شوية تدريب لك حتي لا تنزعج فور بدءنا بالشروع في اللايف ( المباشر).

أجاب: يالك من أحمق وذكي ، حمقك سبق ذكائك ، لنبدأ إذن علي بركة الله .

يَردُّ : تمام علي بركة الله .

يبدأ التحدي :

مرحبا يا ناس يا عيال، سنلعب مع هذا الغبي لا تفضحوني مع هذا الوغد ، الا تدرون من اي قبيلة ينتمي هذا ؟ إنه من قبيلة هرقطون الثالث عشر ومن فخذ قنصح الخامس عشر هؤلاء سفلة لا يدرون شيئا وهم قوم من العصر الحجري .

الأخر : مالكم يا قومي هل ترضون بهذه المهانة ، هيا العبو جيدا لنفوز.

يردُّ عليه : اسكت يا غبي .

يُجيب الآخر : بل اسكت انت لقد تفوقت عليك ، مثلما قبلت التحدي معك انت أيضا يجب عليك أن تقبل التحدي واصمت .

يرد عليه : تمام تمام .

الآخر : يا ناس هذا واحد من قبيلة (فلان) كيف تسوون احكي معه والله هذه إهانة لي ولكم .. منذ متي نحن وهؤلاء كنا نتكلم مع بعض خلينا فقط نفوز بهذه المباراة لا ألعب مع واحد من هذه القبيلة.

وبعد انتهاء التحدي وإغلاق اللعبة يكالم الصديقان:

مرحبا قد كانت لحظة مرحة لقد جنينا الكثير من الأموال يا صديقي .

يجيب الآخر : نعم سيدي العزيز يا لها من صدفة رائعة لكن اريد ان أسألك مالذي أعجبك خلال التحدي الجاري بيننا في منصة التيك توك؟

يرد عليه  : ما أعجبني صراحة هو الحمقي والمغفلين الذين ارسلوا لنا الهدايا والأموال بحجة اننا ندافع قبيلتهم او ننتقص من عرض قبيلة أخري لا يحبونها .

يجيب الآخر : علي كل هذه فرصة عمل جيدة لنا ونتابع المسير من خلالها .

يرد : تمام يا حبيبي تمام ، المكالمة المقبلة سنحدد الزمان التي نخوض فيها لعبة افضل من السابق ، ما أجمل هذه المهنة ، ندخل الي التيك توك ونسب ونشتم وبعد ساعة أو أقل نجني هذه الأموال.

ويستمر هذا المسلسل لغاية ما يفهم الأغبياء اللعبة جيدا أعني صناع القرار ، عفوا أخطأت اقصد …. الذين يلعبون لكلا الفريقين .. لكن لا فرق هم صناع قرار في هذه المرحلة …

متي يفهم هؤلاء ويتعلمون الدرس؟!

الحل الأمثل لهذه المشكلة

شاهدت بالصدفة في يوم من الايام خلال السنة الجارية أو الماضي لا أذكر بالضبط أو بالتحديد  إن كانت هذه السنة أو السنة الماضية ،المهم شاهدت في الفيسبوك مقطعا مقتطفا من التحدي بالتيك توك وكان كل من الفريقين حصلوا علي ملايين الهدايا …

واحد حصل أربعين مليونا وآخر مائة وعشرين مليونا …

تسائلت بتعجب ماذا لو حولت هذه الهدايا الي مستحقيها أعني الجائعين والذين لا يجدون قوت يومهم وخاصة في تلك الأيام كان الجفاف أكل بعض المناطق وكان الأطفال يموتون جوعا؟.

حتي لو بصفة قبلية ماذا لو حولوا هذا الكم من الهدايا والأموال الي ذويهم الجائعين الذين يموتون من فرط الجوع بدل إهمالها في تافه يشتم ويذمر ويسفه ويعربد؟.

حقا إنها ظاهرة غريبة ومحزنة في نفس الوقت ..

أخيرا أود أن أخبر أن كل إنسان مسئول عن جوارحه وعن لسانه وأمواله فلنا وقفة أمام الله عز وجل وسيسألنا عن كل ذرة من قول أو فعل ماذا تقول لربك غدا وانت وكل شغلك هو السب والشتم لأعراض المسلمين ؟.

محمد بن الحسن

كاتب وباحث صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى