وصل الرئيس حسن شيخ محمود، أمس الأول الإثنين إلى العاصمة الجزائرية في ثاني زيارة له خلال عامين، وذلك تلبية لدعوة رسمية تلقاها من نظيره الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون، وكان في استقبال الرئيس حسن شيخ على أرض مطار الجزائر الدولي رئيس البرلمان الجزائري ، إبراهيم بوغالي بتكليف رسمي من الرئيس عبد المجيد تبون، كما حضر مراسم الاستقبال، عدد كبير من وزراء الحكومة الجزائرية، ومسؤولون من كبار الدولة، في إشارة واضحة إلى أن البلدين يسعيان بخطى ثابتة نحو فتح آفاق جديدة ورحبة للعلاقات الدبلوماسية بينهما.
أجرى الرئيس حسن شيخ محمود أمس الثلاثاء، محادثات مغلقة ومطولة مع نظيره الجزائري عبد العزيز تبون، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى الإفريقي والعربي، حيث ناقش الرئيسان الأوضاع الراهنة في فلسطين، وليبيا، والسودان بالإضافة إلى قضية الساحل والصحراء.
وبعد إنتهاء اللقاء، حضر الرئيسان مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات. تم خلال هذه المراسيم، التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي التعليم العالي للبلدين. كما تم التوقيع على اتفاق بين حكومتي البلدين في مجالات الفلاحة والصيد البحري، والصحة الحيوانية، والنفط والغاز والتعدين.
وكذلك وقع الجانبان اتفاقا بشأن الإعفاء من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية.
يشترك البلدان في صلات تاريخية ، وروابط نضالية ، تتجسد في التنسيق والتشاور ضمن إطار المؤسسات الدولية والاقليمية بهدف توحيد المواقف ، واتخاذ قرارات منسقة تحقق مصالحهما المشتركة، وتعزز الأمن والسلم الدوليين.
كانت الصومال والجزائر على مر التاريخ الحديث ركيزتان أساستان في العمل العربي المشترك ، ومشروع الإفريقي التحرري ، الأمر الذي يفرض على البلدين في هذا المرحلة الاستثنائية والمليئة بالتحديات والتقلبات السياسية والأمنية، إحياء هذا التاريخ المشترك ، ووضع أسس جديدة من التعاون لتحقيق الترابط والتكامل في جميع الميادين والمحافل وذلك في إطار جامعة الدول العربية، والاتحاد الافريقي، ومنظمة التعاون الاسلامي، وتحقيق تقارب أوثق ، وروابط أقوى يتطور في المستقبل القريب إلى شراكة استرتيجية تحقق مصالح البلدين الطويلة الأمد، وتعزز نفوذهما وتأثيرهما في المحافل الاقليمية والدولية .
جاءت زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى الجزائر تتويجا لجولات من اللقاءات ، والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين ناقشوا خلالها تطلعاتهم إلى مرحلة استثنائية من التعاون ، وتوحيد الجهود حول الملفات ذات الاهتمام المشترك.
جرت خلال الشهور الماضية لقاءات بين مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين في مقديشو ، والجزائر، وأديس أبابا ، ونيويورك وغيرها، واتفقا على نقل العلاقات بينهما إلى أعلى المستويات من التنسيق في مستجدات الأوضاع على الصعيدين الدولي والاقليمي وخصوصا فيما يتعلق بمنطقة القرن الأفريقي والصحراء الغربي، وقد أكد وزير الخارجية الصومالي عبد السلام عبدي خلال زيارة له للجزائر على أن الجزائر شريك للصومال وأن وقوفها إلى جانب بلاده لم يكن ظرفيا أو عابرا بل هو موقف تاريخي راسخ ومتجدر يستند إلى قناعة الجزائر التامة بأمن واستقرار منطقة القرن الافريقي والقارة الإفريقية برمتها.
في هذا السياق، يجب الإشارة إلى إن نقطة إلتقاء البلدين والتي تساهم بشكل رئيسي في فتح آفاق جديدة للعلاقات بينهما تتمثل في رؤية قيادات البلدين المتقاربة وخصوصا فيما يتعلق بالأوضاع في منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الصحراء الغربي. وقفت الجزائر بصورة واضحة لا غموض فيها إلى جانب مصالح الصومال في القرن الأفريقي، ورفضت جميع أشكال التدخل في شؤونها الدخلية متعهدة بتقديم كل أنواع الدعم لتتمكن الصومال من الدفاع عن أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
وفي المقابل أبدت الصومال تفهمها لموقف الجزائر بشأن الصحراء الغربي، واستعدادها لدعم الجهود الجارية لتحقيق السلام والأمن في تلك المنطقة وبما يحقق مصالح الجزائر وسكان الصحراء الغربي.
وبناء على هذه المعطيات ورغبة القيادتين في إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون الثنائي، بالإضافة إلى القضايا الكثيرة ذات الاهتمام المشترك، يتوقع أن تتخذ قيادات البلدان خلال الشهور أو السنوات القليلة المقبلة خطوات واضحة ومدروسة تهدف إلى نقل العلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية تشمل مجالات الأمن، والاقتصاد ، والثقافة، والطاقة، وبناء تحالف سياسي في مواجهة التحديات الماثلة أمام البلدين.





