حاولت الصومال في مطلع الثمانينات الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. وبالفعل تقدمت بطلب الانضمام لكن لم يتم قبوله مثلها مثل جمهوية اليمن الشمالية.[1]. وصرح الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري في تصريح إعلامي بان طلبا صوماليا للانضمام إلى مجلس التعاون في الخليج المشكل حديثا قد رفض و أضاف “أن للصومال دور في هذا المجلس لأن أي خطر على الصومال الذي يشرف على الممر البحري لخليج عدن في البحر الأحمر خطر أيضا على الدول الخليجية، ويشكل الصومال العمود الفقري لشبه الجزيرة العربية[2].
وقال الرئيس بري في مقابلة نشرت في لندن ردا على سؤال عما اذا كان الصومال قد طلب الانضمام للمجلس الخليجي : نعم وقد كان الرد سلبيا ولي عتب في هذا الخصوص على تلك الدول[3] .
وبعد تأسيس المجلس التعاون الخليجي، بدأ الصومال يصدر تباعا تصريحات تؤيد فيها البيانات الختامية الصادرة عن قمم دول مجلس التعاون الخليجي ، الأمر الذي يدل مدى الإهتمام الذي كان الصومال يوليه لهذا الكيان الجديد، وكذلك الطرف الآخر.
تحدث الرئيس الإماراتي الشيخ زايد في مقابلة مع الاتحاد الأسبوعي 28/5/1981 … وسئل ما إذا كانت بعض الدول قد أعربت عن رغبتها في الانضمام لمجلس التعاون الخليجي ، ومنها الصومال واليمن الشمالي على سبيل المثال … فهل الباب مفتوح لإنضمام أي دولة أخرى؟
كان رد الشيخ زايد ردا دبلوماسيا وقال: ” كل شيئ له بداية وأساس … القلعة _ أو العمارة – تبدأ من طابوقة واحدة .. والأشقاء في دول الخليج أراد الله لهم أن يخطو خطوة التآزر والترابط فيما بينهم حتى تتكامل الخطوات ولكل شيئ ملحقات ، ولا بد أن يكون هناك شيئ من الملحقات بعد أن تقوم القاعدة . ولا بد للإنسان أن ينظر إلى أوضاعه في البداية وفي النهاية وستكون هناك أشياء أخرى [4]” .
وكان هناك أحداثا تظهر وجود إتجاه للتقارب بين مجلس الخليج العربي والصومال وراود الأخير الأمل من خلال هذا التقارب في أن ينضم إلى مجلس الخليج العربي أو أن يحصل على صفة مراقب أو شراكة استراتيجية مما يعزز علاقاته السياسية وروابطه الاجتماعية مع الدول العربية. ومن بين هذه الأحداث انعقاد الأمانة العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي معسكر العمل الخارجي في الصومال خلال الفترة من 3 يوليو إلى 17 يوليو وشارك فيها كل دولة من دل مجلس التعاون بعشرة شباب وإداريين وأربعة موظفين من الأمانة العامة للمجلس بالإضافة إلى 60 شابا وستة إداريين من الصومال ، وأشتمل برنامج المعسكر الذي استمر عشرة أيام على برامج متنوعة من بينها برامج ترفيهية، ورياضية، وثقافية ، وبرامج إعلامية من دول مجلس التعاون.
والجدير بالإشارة إلى أن هذا المعسكر أتي بناء على قرار وزاراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الثالث الذي عقد بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية[5].
[1] يوميّات ووثائق الوحدة العربيّة 1981 ص: 199
[2] يوميّات ووثائق الوحدة العربيّة 1981 الصفحة 113
[3] جريدة الأنوار الثلاثاء 24 آذار 1981
[4] يوميّات ووثائق الوحدة العربيّة 1981 ص: 739
[5] صحيفة الجزيرة 20 مايو 1986 العدد 4982