انطلق سكان إدارة صومالي لاند الانفصالية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء الـ 13/نوفمبر-تشرين الثاني/2024م، نحو مراكز الاقتراع، لانتخاب رئيسهم الخامس منذ إعلان هذه الإدارة انفصالها التام عن الصومال الأم في الـ18/مايو_أيار/1991م.
وتعدّ هذه الانتخابات هي الرابعة من نوعها منذ تأسيس هذه الإدارة، ويتنافس عليها في هذا الموسم الانتخابي 7 جمعيات سياسية و3 أحزاب وطنية يأتي منها المرشحون الثلاثة المتنافسون على رئاسة هذه الإدارة، وهم: السيد موسى بيحي عبده، الرئيس المنتهية ولايته ومرشح حزب “كلميه” الحاكم، السيد عبدالرّحمن عبدالله عرّو، مرشح حزب وطني (ودني) المعارض، والسيد فيصل علي ورابي مرشح حزب “أُعد” المعارض هو الآخر.
وقد أشادت وزارة الدّاخلية في الحكومة الفيدرالية الصومالية بهذه الانتخابات ودعت اللجنة الانتخابية في صومالي لاند إلى ضمان الأمانة في إدارة هذه الانتخابات، كما ناشدت السكان في صومالي لاند إلى الحفاظ على استقرارهم والسعي إلى إنجاز الانتخابات السلمية التي عاشتهر بها سكان هذه المناطق.
وتعتبر الانتخابات في صومالي لاند، منقبة تُحمد عليها سكان هذه المنطقة وإدارتها التي أتاحت للسكان فرصة انتخاب رئيسهم وممثليهم في المجالس التشريعية والمحلية، الأمر الّذي تمتاز به هذه المنطقة –حتى الآن- على جميع مناطق جمهورية الصومال الفيدرالية، وإن كانت هناك بعض المحاولات المتعثّرة إزاء هذا النوع من الانتخابات في ولاية بونتلاند شمال شرق الصومال.
إلى جانب ذلك تشكّل هذه الانتخابات حدثا مهما في المنطقة، حيث يراقبها عن كثب القوى الإقليمية والدّولية، ويحضر إليها مراقبون دوليون لمتابعتها والإشراف عليها، خاصة وأنها تتزامن هذا الموسم، مع وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي توترا دبلوماسيا واحتقانا سياسيا، بسبب مذكرة التفاهم الموقعة بين موسى بيحي عبدي، الرئيس المنتهية ولايته، وآبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا في الـ1/يناير-كانون الثاني/2024م، بشأن الوصول إلى السواحل الصومالية لأغراض تجارية وعسكرية، الأمر الّذي أغضب الحكومة الفيدرالية الصومالية واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها، وتدخلا سافر في شؤونها الدّاخلية، وبالتالي ألغت الدولة الصومالية بقرار برلماني هذه المذكّرة غير القانونية.
ولا شكّ أن حلّ هذه القضية تًهُم الناخب والمنتَخب في صومالي لاند، ولذلك يرى المرشح عبدالرّحمن عبدالله عرو، على أهمية تجديد هذا الاتفاق إذا كانت فيه مصلحة لصومالي لاند، حسبما جاء في حوار سابق له مع إذاعة البي بي سي، بينما يرى المرشح فيصل علي ورابي أن أولويته هي البحث عن اعتراف دولي لصومالي لاند.
وتمتاز هذه الانتخابات عن غيرها من الانتخابات التي شهدتها هذه المناطق بالعدد الكبير من الناخبين الّذي يتجاوز المليون ناخب، حيث ذكر السيد موسى حسن يوسف، رئيس اللجنة الانتخابية، في مقابلة له مع البي بي سي “أن العدد النهائي للناخبين الّذين يحق لهم التّصويت هو 1,227,48 شخصا، يصوّتون في 24,650، مركزا للاقتراع”.
كما تختلف هذه الانتخابات من الانتخابات السابقة في كونها “انتخابات مزدوجة” إذ يجري الاستحقاق الرئاسي بالتزامن مع انتخابات حزبية تتنافس فيها عشر منظمات سياسية، من ضمنها الأحزاب السياسية الثلاثة التقليدية(كلمية، ودني، وأُعد)، وسبعة جمعيات أو منظمات سياسية جديدة تسعى للتحول إلى حزب سياسي. وبحسب دستور صومالي لاند، فإن الأحزاب الثلاثة التي تتصدر المشهد الانتخابي، والحائزة على أعلى نسبة تصويت، هي التي ستصبح أحزابا سياسية رسمية. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن موعد انتخابات اليوم كان في 2022م، غير أن أسبابا متعدّدة أدت إلى تأخيره لمدّة عامين كاملين، على الرّغم مما أدى هذا التأخير إلى أعمال شغب راح ضحيتها بعضا من أبناء إدارة صومالي لاند الانفصالية.