لطالما عانى الصومال من انعدام الأمن الغذائي، إذ أدت سنوات من الحرب الأهلية والجفاف المتكرر والفيضانات الأخيرة إلى سوء التغذية. غير أن مجموعة جديدة من المزارعين الشباب والطموحين وأصحاب المشاريع الزراعية، يقودون ثورة زراعية من خلال إدخال الممارسات الزراعية الحديثة.
تسمح الدفيئات الزراعية البسيطة للمزارعين بإنتاج الفاكهة والخضروات على مدار السنة، مما يزيد من الأمن الغذائي لسكان مقديشو.
ومع وجود أكثر من 250 دفيئة زراعية منتشرة في ضواحي مقديشو، فإن هذه المزارع محورية في ضمان إمدادات غذائية ثابتة للعاصمة الصومالية.
شهدت البلاد طقساً قاسياً في السنوات الأخيرة مع الجفاف الطويل والفيضانات المدمرة، كما تضرر الأمن الغذائي في الصومال بسبب أعمال الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب.
في السنوات القليلة الماضية فقط بدأ الصومال يستعيد عافيته، بعد ثلاثة عقود من الفوضى التي جلبها أمراء الحرب والجماعات المتطرفة.
يُنظر إلى ظهور الزراعة في البيوت المحمية على أنها وسيلة للسماح للمزارعين بزراعة الفاكهة والخضروات للسوق المحلية.
يقول عبد الرحمن ميري، مدير “شركة الحياة الخضراء” إن الفكرة وراء هذا المشروع هي جعل البلاد أكثر اكتفاءً ذاتياً، ويوضح قائلا: “لاحظنا أن معظم الخضروات المستهلكة في مقديشو مستوردة من الخارج. وهذا ما دفعنا إلى المغامرة في الزراعة الذكية باستخدام الدفيئات الزراعية وأنظمة الري. وكان هدفنا توفير المنتجات للسوق على مدار العام.”
وقد أدى نمو القطاع إلى خلق فرص عمل للخريجين الزراعيين الشباب مثل محمد مهدي، الذي يقول: “أشعر بسعادة غامرة لأن الشركات التي تقف وراء هذه الدفيئات الزراعية الجديدة خلقت فرص عمل لنا… نحن كشباب نشكل 75% من سكان الصومال، ونظراً لارتفاع معدل البطالة في البلاد، نحن ممتنون لفرصة العمل في مجال خبرتنا المختارة”.
ووفقاً للمكتب الوطني للإحصاء في الصومال، يبلغ معدل البطالة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً حالياً 30.1%.
المصدر: euronews.com