استقبل رئيس أرض الصومال موسى بيحي ، يوم أمس الأربعاء، وفدا مصريا ضم دبلوماسين رفيعي المستوى، وضباط عسكريين من القوات المسلحة المصرية في قصر الرئاسة بهرجيسا، وذلك بحسب موقع إذاعة “دلسن” الصومالية نقلا عن مصدر دبلوماسي.
بحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقة بين مصر وأرض الصومال ورفع مستوى التعاون بينهما في كافة المجالات ولاسيما في مجالي التعليم والثروة السمكية.
كما طرح خلال اللقاء فكرة إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في سواحل أرض الصومال المطلة على خليج عدن، حيث زار الوفد عددا من المدن الساحلية في الإقليم.
وفي الختام، اتفق الجانبان على افتتاح مكاتب لرعاية مصالح الطرفين في كل من هرجيسا والقاهرة .
وقال المصدر إن الوفد المصري غادر هرجيسا في ذات اليوم، عائدا إلى بلاده عبر طائرة خاصة دون الإدلاء بأي تصريحات حول مغزى وهدف الزيارة.
كما لم تدل حكومة أرض الصومال أي تصريح حتى الآن بشأن زيارة الوفد المصري.
واللافت أن زيارة الوفد المصري تأتي في وقت تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا الجارة الغربية لأرض الصومال، توترا على خلفية سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على أحد فروع نهر النيل، علما بأن إثيوبيا تربطها علاقات وثيقة مع إقليم أرض الصومال الذي أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991 وتعتبره جزءا من أمنها القومي.
كما تأتي الزيارة في وقت تشهد العلاقات المصرية- الصومالية برودة شديدة بسبب تحفظ الحكومة الصومالية مرتين على قرار مجلس الجامعة العربية الذي رفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وتطابق مواقف الصومال من القضايا العربية مع مواقف قطر وتركيا .
وصنف البعض رغبة مصر بإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال ضمن الحرب الإعلامية، لأن مصر ترفض أساسا فكرة إنشاء قواعد عسكرية خارج حدودها نظرا لحساسيتها، وقد نشرت مواقع عربية في وقت سابق اهتمام مصر بإنشاء قواعد عسكرية في كل من جيبوتي وجنوب السودان وإرتريا دون تأكيد رسمي من مصر أو البلدان الأخرى ، وأن زيارة الوفد المصري إلى أرض الصومال في الحقيقة لا يمكن قراءتها بعيدا عن هذا السياق.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية أعلنت مطلع يناير الماضي عن بناء أكبر قاعدة عسكرية في البحر الأحمر وسط حضور عربي ودولي لافت، لتعزيز قدراتها العسكرية، وأعتبر الناطق بإسم الرئاسة المصرية بسام راضي هذه القاعدة بالقوة العسكرية الضاربة في البر والبحر والجو، وربطها بمتغيرات إقليمية ودولية، وبالتالي فإن تحرك مصر نحو جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها ربما يكون في إطار خطتها الدفاعية وتوسيع قاعدة نفوذها في منطقة القرن الإفريقي.