يطلق على المشروع الحكومي لدعم الأسر الفقيرة الذي دشنه الرئيس محمد عبد الله فرماجو، يوم السبت الماضي، بإسم شبكة الأمان المستجيبة للصدمات “بحنانو” وهو عبارة عن تحويلات نقدية للإسر الفقيرة بهدف تطوير شبكة الأمان الإجتماعي، وحماية الأسر من الصدمات، وضمان نمو الأطفال بصحة جيدة، والذهاب إلى المدرسة البقاء فيها، بالإضافة إلى تمكين النساء والفتيات.
يمول المشروع البنك الدولي بمنحة مالية قدرها 65 مليون دولار أمريكي، وتم إجازته في 8 أغسطس عام 2019 بإشراف السيدة أفراح الأحمدي، وهي كبير أخصائي الحماية الاجتماعية بالبنك الدولي والسيدة نادية سليم وتتولى تنفيذه وزارة العمل والشؤون الإجتماعية الصومالية. ويستمر المشروع لمدة ثلاث سنوات، حيث يكلف شهريا 4 مليون دولار أمريكي.
يوفر برنامج “بحنانو” تحويلات نقدية غير مشروطة للأسر التي تعاني من فقر مزمن وعرضة للجفاف وسوء التغذية ، كما يعزز قدرتها على الصمود وتجنب آليات التكيف السلبية. وكذلك يساهم المشروع على تعزيز استثمار رأس المال البشري على المدى المتوسط إلى الطويل ، والاستمرار في سد فجوات الاستهلاك من خلال توفير تحويل نقدي يمكن التنبؤ به ويمكن الإعتماد عليه، حتى بعد انتهاء مخاطر الجفاف .
ويستفد المرحلة الأولى من مشروع “بحنانو” 200 ألف أسرة ( حوالي 1.2 مليون فرد) لديها أطفال دون السنة الخامسة. وتحصل كل أسرة على تحويل مالي شهري يقدر بـ 20 دولار أمريكي يتم تسليمها على أساس ربع سنوي، ويمكن أن يتطور المشروع ويتمكن من توفير بطاقات الدعم التمويني للسلع الغذائية للأسر الفقيرة. والجدير بالإشارة إلى أن حجم المبلغ المالي الذي ستحصل عليه الأسر الفقيرة يسند إلى التقديرات والبيانات الأولية حول أسعار سلة الإنفاق الدنيا للأغذية نظرا لإختلاف أسعار المواد الغذائية اختلافًا كبيرًا حسب المنطقة والموسم ، وتشير التقديرات التقريبية إلى أن التحويل الذي قدره 20 دولار أمريكي يغطي حوالي 50-70 في المائة من سلة الإنفاق الدنيا للأغذية اعتمادا على بيانات أسعار ديسمبر2028
يستعين مشروع ” بحنانو” وفق تقرير لوزراة العمل الصومالية الجهة المسؤولة عن تتفيذه بالخبرات والدروس المستفادة من الشركاء في الصومال الذين يقدمون المساعدة الإنسانية ودعم شبكة الأمان، كما ستعمل الوزارة مع الجهات المانحة الدولية والشركاء الإنسانيين ، لبناء أنظمة الحكومة اللأزمة للإستفادة من التحويلات النقدية الحالية نحو نظام شبكة أمان اجتماعي أكثر استدامة وقادر على الاستجابة الصدمات.
يعد برنامج شبكة الأمان المستجيبة للصدمات للرأس المالي البشري، أحد أهم مكونات استراتيجية البنك الدولي للحماية الإجتماعية والعمل للفترة 2012-2022 التي تهدف إلى مساعدة البلدان في الانتقال بعيدا عن البرامج المفتتة إلى أنظمة ميسورة التكلفة للحماية الاجتماعية من شأنها تمكين الأفراد من إدارة المخاطر، وتحسين قدراتهم على الصمود في وجهها من خلال الاستثمار في رأس المال البشري وتحسين قدرتهم على الحصول على الوظائف.
يمثل مشروع” بحنانو” أهمية قصوى للمجتمع الصومالي الذي عانى على مدى 30 عاما من نزاعات وأزمات سياسية وصدمات بيئة واقتصادية أدت إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، حيث لا زال الفقر متفشيا ومازال كثير من الصوماليين لا يحصلون على الخدمات الأساسية مثل الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف، ولذلك يهدف المشروع إلى تسريع وتيرة زيادة الإستثمارات في البشر كما وكيفا من أجل تعزيز العدالة والنمو الاقتصادي عبر توفير التغذية ، الرعاية الصحية ، والتعليم الجيد ، والوظائف ، وبناء المهارات، لكن لا بد من الإشارة إلى أن المشروع تخيمه العديد من التحديات وهناك أسئلة حول نجاعته وقدرته على تلبية احتياجات الأسر الفقيرة وتوفيره لها شبكة أمان اجتماعية تحميها من الصدمات المناخية والاقتصادية. كما أن هناك مخاوف من تسييس المشروع والإستغلال منه لأهداف سياسية ولأغراض شخصية.