أبدى الدكتور جلال الدين يوسف أحمد أحد كبار الطاقم الطبي في وزارة الصحة الصومالية قلقا كبيرا حيال آخر التطورات بشأن فيروس كورونا في الصومال، مشيرا إلى سيناريو مخيف عن الوباء، في وقت أعلن عمدة مقديشو عمر فليش عن وجود حالات وفاة كثيرة بسبب كورونا في الصومال.
حذر الدكتور جلال الدين عضو اللجنة الوطنية لمواجهة وباء كورونا في مقابلة مع إذاعة دلسن المحلية من انتشار سريع لفيروس كورنا في الصومال، وزيادة معدلات الوفاة بوتيرة متصاعدة.
وأوضح جلال الدين بأن العاصمة مقديشو تواجه أسابيع عصيبة وأن هناك احتمال كبير من زيادة عدد حالات المصابيين بفيروس كورونا في الصومال بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة.
وقال “ستواجه مقديشو أسابيع أليمة وسيصاب عدد كبير من السكان بفيروس كورونا” مشيرا إلى اخضاع جميع مسؤولي وموظفي وزارة الصحة لفحص بعدوي فيروس كورونا إثر التأكد من إصابة 2 من الطاقم الطبي للوزارة بالفيروس.
وصرح الدكتور جلال الدين أن ظهور حالات من المرض لم يكن لهم اتصال بالخارج أمر مثير للقلق ومؤشر خطير على امكانية انتشار الوباء بسرعة في ظل غياب الإمكانيات الضرورية لإحتوائه ومكافحته.
هذا وحذرت بلدية مقديشو من اكتساح فيروس كورونا المستجد للعاصمة بعد تسجيل أول حالة وفاة بسبب الفيروس لشخص لم يغادر مدينة مقديشو ولم يتصل بمصابين بالوباء، ورتفاع حالات المصابين به في المدينة وحدها إلى 12 شخصا.
وقال بلدية مقديشو عمر فليش في تصريح صحفي إن عددا كبيرا من المواطنيين توفوا جراء وباء كورونا في مقديشو، مضيفا بأنه يعرف عددا منهم.
والجدير بالإشارة أن عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم يتجاوز المليون و400 ألف شخص، وأودى حتى الآن بحياة أكثر من 90 ألف شخص.
أعلنت وزارة الصحة يوم الأربعاء عن تسجيل أول حالة وفاة لشخص يبلغ من العمر 58 عاما بسبب فيروس كورونا، مؤكدة أن الشخص لم يغادر البلاد ولم يخالط المصابين بجائحة كورونا.
وأوضحت وزيرة الصحة فوزية أبيكار نور أن حالة الوفاة تأتي بالتزامن مع الكشف عن 4 حالات إصابة جديدة بالفيروس لم تسافر إلى الخارج ولم تكن لديها أي اتصال بالمصابين أو العائدين من الخارج، معلنة عن بدء مرحلة “انتقال المجتمعي” لفيرس كورونا.
وكشفت فوزية عن إصابة 2 من الطاقم الطبي في الوزارة بالوباء، ونقل جميع موظفي الوزارة الذين كانوا على اتصال بهما إلى الحجر الصحي .
وأضافت فوزرية أن وزارتها منشغلة بالبحث كذلك عن الأشخاص الذين الذين خالطوا حالات الإصابة الأربعة الجديدة.
ودعت وزيرة الصحة فوزية أبيكار المواطنين إلى البقاء في منازلهم حفاظا على صحتهم وسلامتهم ، والمشاركة في مواجهة انتشار العدوى من خلال الالتزام بالتعليمات الصحية والطبية الصادرة باستمرار عن الوزارة .
وفي سياق متصل ، هناك مخاف من أزمة غذائية وتفاقم الوضع المعيشي جراء توقف جزء كبير من النشاط التجاري وحركة التنقل بين المواطنيين، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي عن وضع خطط تشغيلية تحدد الاحتياجات العاجلة للاستجابة لوباء كوفيد ١٩ في الصومال للحيلولة دون تحول هذه الأزمة الصحية الي أزمة غذائية ، وتفاقم وضع الأمن الغذائي في الصومال الذي كان أصلا هشا.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيث بيرس إن الصومال لديها مؤشرات ثابتة لسوء التغذية والصحة، مشيرة إلى أن تفشي الوباء في البلاد سيدمر النظام الصحي الهش بالفعل.
وأضافت أن البرنامج يعطي الأولوية للمساعدات الغذائية المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفا ، وسيقدم خلال شهر أبريل حصص غذائية تكفي لمدة شهرين إلى أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء الصومال ، كما سيواصل تقديم المساعدات الغذائية وعلاج سوء التغذية لأكثر من نصف مليون من النساء الحوامل والأطفال الصغار .