تقود حكومة رئيس الوزراء خيري البلاد بشكل متسارع نحو مسار خاطئ، ينكأ جراح الماضي ويؤدي إلى تفكيك وحدة الأمة وتخلق عداوات خارجية نحن في غنى عنها، وهذا أمر خطير جدا ويتطلب إلى الاتحاد من أجل انقاذ الوطن وتصحيح المسار والدعوة إلى مؤتمر جامع يشارك فيه جميع التيارات السياسية والمدنية لبحث الوسائل والأساليب الممكنة لتوحيد كلمة الشعب الصومالي ورفض ممارسات الحكومة وسياساتها الداخلية والخارجية والتي لا تقودنا الا نحو مزيد من الصراع والعزلة الدولية والإقليمية ووضع تصور واضح حول العملية السياسية للحيلولة دون أن يتفرد فريق واحد بتقرير مصيرها ومسارها، وضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد بحلول عام 2020.
في المشهد الداخلي تتصاعد التوترات السياسية في عدد من الأقاليم والمناطق الصومالية والتي قد تتطور إلى صراع مسلح وتتزايد احتقان سكانها تجاه الحكومة المركزية وسياساتها الاقصائية بعد أن بات تدخلاتها في شؤون الحكومات الإقليمية فجا وغير مقبول في هذه المرحلة التي ينبغي أن نسعى إلى رأب الصدع وترميم جسور الثقة بين المواطنين، ولا يخفى على أحد دورها السلبي تجاه حكومات صومالاند وبونت لاند وما قامت به في ولايات جنوب غرب الصومال وجوبالاند وهيرشبيلي وما تقوم به حاليا في ولاية جلمدغ وكيف تهدر أموال الدولة وإمكانياتها العسكرية في اثارة الخلافات بين العشائر في وقت يعاني الشعب في العاصمة مقديشو مقر الحكومة ناهيك عن سكان المناطق الأخرى من ظروف أمنية ومعيشية قاسية.
أما خارجيا تبرهن الحكومة على أن الصومال لا يزال يشكل عامل عدم استقرار في المنطقة وعقبة أمام تحقيق تكامل سياسي واقتصادي واجتماعي لدول القرن الافريقي وذلك بسبب خروجها على الاطار العام للعلاقات الدولية وقرراها بالتغريد خارج السرب والابتعاد عن محيطها العربي والافريقي واللجوء إلى دول أخرى بعيدة ولا تملك استراتيجية واضحة تجاه وأمن ، واستقرار الصومال وهذه الدول لا تحركها سوى مناكفة الأخرين واستفزازهم وأن وجودها في الساحة الصومالية تكتيكية وليست استراتيجية، وبالتالي أن التحالف مع هذه الدول يضر مصالح البلاد وأمنها القومى سواء على المدى القريب والبعيد ولا يؤدي في النهاية سوى العزلة والاقصاء.
انطلاقا من واجبنا الوطني والأخلاقي لم يتبق لنا سوى تقديم النصيحة للرئيس فرماجو وخيري والمطالبة بضرورة إعادة النظر في تصرفات الحكومة ومشاريعها السياسية التي تدفع البلاد نحو الهاوية ودعوة شركاء الوطن إلى الوحدة والتكاتف من أجل تصحيح المسار وإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.