ترجل الفقيد عبد الرحمن عمر عثمان يريسو رئيس بلدية مقديشو ومحافظ إقليم بنادر يوم الخميس الماضي متأثرا بجروح أصابه في 24 من شهر يوليو الماضي داخل مقر بلدية مقديشو ، لقد كان رجلا في جميع الساحات، وفارسا في جميع الميادين وقائدا للإنجازات وحاملا لواء التطور والتغيير وكان يترك بصمات واضحة في كافة المناصب التي عمل فيها رحمه الله رحمة واسعة.
مسيرة الراحل في المشهد السياسي
- مولده ونشأته: ولد المهندس عبدالرّحمن عمر عثمان (يريسو) بالعاصمة الصومالية مقديشو في 16/أغسطس – آب/ 1965م، وترعرع فيها، حيث أنهى تعليمه الأساسي والثانوي والجامعي فيها، إذ أنّه تخرج من ثانوية بنادر في مقديشو، كما تخرّج في كلية الهندسة المدنية للجامعة الوطنية الصومالية في 1986م[1].
- أعماله في الحكومة العسكرية: أصبح المرحوم المهندس عبدالرّحمن عمر عثمان (يريسو) مهندسا ومديرا للمشاريع في كلّ من وزارة الإعمار والأشغال العامة، ووزراة المالية في الحكومة العسكرية في الفترة مابين 1986 – 1991م[2].
- هجرته إلى الخارج: كان المهندس رحمه الله ممّن فرّوا إلى خارج البلاد، وخصوصا إلى بريطانيا، عقب الحروب الأهلية في الصومال والتي أطاحت بالحكومة العسكرية التي كانت تتولّى مقاليد أمور البلاد. وفي بريطانيا أصبح ناشطا اجتماعيا ومديرا لعدّة مدارس، كما أنّه أصبح في الفترة ما بين 2004 – 2008م رئيسا لمنظّمة حقوقية تهتم بمراعاة حقوق الصوماليين في بريطانيا وكانت تسمى بـــ (Somali Concern Group)[3]، كما انّه استطاع خلال وجوده في بريطانيا مواصلة تعليمه الجامعي، حيث حصل على شهادة ماجستير في العلوم الإدارية عام 2004م، من جامعة ويستيمنسر في بريطانيا[4].
- المناصب السياسية والإدارية التي تقلّدها في الحكومات الصومالية في الفترة ما بين 2008 – 2019م:
- مدير مكتب رئيس وزراء الحكومة الصومالية الانتقالية في الفترة ما بين 2008 – 2009م.
- مدير مراسم وبروتكولات مكتب الرئيس الصومالي في الفترة ما بين فبراير/شباط _ أغسطس/آب 2009م.
- وزير الإعلام وإرشاد المجتمع في الحكومة الانتقالية في الفترة ما بين يوليو/تموز _ ديسمبر/كانون الأول 2010م.
- مستشار أعلى لرئيس الوزراء ومتحدّث باسم الحكومة الانتقالية في الفترة ما بين 2010 _ 2012م.
- مدير راديو بركلن في الفترة ما بين 2012 _ 2013م.
- مستشار ومتحدّث باسم مكتب رئيس الصومال في الفترة ما بين إبريل 2013م _ إبريل 2014م.
- مستشار أعلى للحكومة الصومالية في شؤون الإعلام والاتّصالات في الفترة ما بين إبريل 2014م _ مارس 2017م.
- عيّن وزيرا للإعلام والثقافة والسياحة للحكومة الصومالية في 21/ مارس_ آذار/2017م.
- عيّن محافظا لإقليم بنادر وعمدة للعاصمة الصومالية مقديشو في 21/يناير- كانون الثاني/2018م، وهو آخر منصب تقلّده في حياته، حيث أصيب بجروح بالغة في 24/يوليو – تموز/2019م، وهو يترأس اجتماعا أسبوعيا لأعضاء إدارة إقليم بنادر في مقرّ بلدية مقديشو التي تحظى بإجراءات أمنية مشدّدة، إلاّ أنه تمكّن لمنفذي الهجوم الوصول إلى مبتغاهم، حيث أدّى هذا الانفجار إلى وفاة عدد كبير من أعضاء إدارة بنادر وعلى رأسهم محافظ إقليم بنادر المهندس عبدالرحمن عمر عثمان (يريسو) الّذي توفي يوم 1/أغسطس- آب/ 2019م بالدوحة التي نقل إليها بعد إصابته بجروح لتلقي العلاج هناك، إلاّ أن المنية وافته هناك، وخلّف زوجة و7 أولاد، 5بنات وولدين.
أفكاره وانجازاته
يشهد المقرّبون من المهندس المرحوم بأن له عدّة خصال حميدة، أهمّها: تواضعه مع مرؤوسيه، وخبرته الإدارية، وتفانيه وحبّه لخدمة بلاده وشعبه، وهذا ما يؤكّده زعيم حزب وذجر المعارض الأستاذ عبدالرحمن عبدالشكور في منشور عزاء نشره على صفحته في الفيس بوك حيث وصف عبدالشكور المهندس بأنّه “كان رجلا نشطا وخجولا، قليل الكلام يتمتع بمهارات إدارية، ويحب خدمة مجتمعه”.
وعلى الرّغم من أن الفرد لا يستطيع وحده تحقيق إنجازات قويّة في مجال بناء الدّول وإعادتها إلى الحياة من جديد، إلاّ أن المهندس وبفضل صفاته الشخصية ومهاراته الإدارية استطاع أن يحقق بعض الإنجازات المتمثّلة في إعادة بيوت تم نهبها والتصرّف بها بقوّة إلى أصحابها الحقيقيين، كما أنّه بذل جهدا كبيرا في استعادة المرافق الحكومية وتشغيلها من جديد عبر مشروع “إسحلقان” التطوّعي، ومن أهم المرافق التي تم استعادتها المتحف الوطني والمسرح الوطني، اللذان يتم ترميمها عبر مشروع “إسحلقان” التطوّعي.
رحم الله المهندس عبدالرحمن عمر عثمان (يريسو)، فقد كان رجل دولة كرّس معظم وقته لخدمة بلده وشعبه.
[1] . https://radiokulmiye.net/2019/08/02/qaban-qaabo-lagu-keenayo-meydka-guddoomiye-yariisow-oo-socota/
[2] . https://www.bbc.com/somali/war-49196316
[3] . https://radiokulmiye.net/2019/08/02/qaban-qaabo-lagu-keenayo-meydka-guddoomiye-yariisow-oo-socota/
[4] . https://www.bbc.com/somali/war-49196316