في ٢٢/يوليو-تموز/٢٠١٩م، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا حول تورط دولة قطر بتفجير وقع في مدينة بوصاصو شمال الصومال.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أنها حصلت على تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية جرت بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة وبين رجل أعمال قطري مقرب من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني.
وأوردت الصحيفة أن خليفة المهندي وهو رجل الأعمال القطري المذكور، أفاد للسفير القطري في الصومال بأنه يعرف الجهة المسؤولة عن التفجير الذي حدث ببوصاصو أوائل شهر مايو من هذا العام، وأضاف بأن الهدف من ذلك التفجير كان لتقويض الوجود الإماراتي في الصومال وانتزاع شركة موانئ دبي العالمية من ميناء بوصاصو.
وأفادت الصحيفة أنها أجرت اتصالات مع السفير القطري في الصومال الذي نفى ما جاء في التقرير، بل نفى أيضا معرفته برجل الأعمال الذي أجرى معه الاتصال حسب تقرير نيويورك تايمز، وسارعت جهات قطرية أخرى إلى نفي ما جاء في تقرير نيويورك تايمز، في حين أفاد رجل الأعمال القطري الوارد اسمه بأنه رجل أعمال متقاعد لا يعمل لحساب أي دولة، مشيرا إلى أن ما جاء في التقرير مجرد شائعات لا أكثر.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أصدرته عقب نشر التقرير، أكدت فيه أن قطر لا تتدخل بالشؤون الداخلية الصومالية، وأنها تسعى إلى بناء الصومال من جديد.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل تدخلت لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الصومالي، حيث استدعت اللجنة وزير الخارجية الصومالية أحمد عيسى عوض يوم أمس لاستجوابه حول هذا الموضوع، وقد استجاب لطلبهم، حيث أفاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصومالي السيد عبدالقادر عسبلي علي في مؤتمر صحفي عقده عقب استجواب الوزير، أفاد النائب بأن الوزير أجاب بكل صراحة ووضوح عن الأسئلة التي وجهت إليه حول الموضوع، وواصل النائب حديثه قائلا، “إلا أنه كان من المفروض إذا كان لدى قطر معلومات حول تفجير بوصاصو، أن تتبادلها مع المؤسسات الأمنية للحكومة الصومالية، إلا أن أحمد عيسى عوض أشار إلى أن وزارته لم تحصل على أكثر مما جاء في إجاباته التي تثبت عدم تورط قطر بالتفجيرات والهجمات الدموية.
وفي نهاية مؤتمره الصحفي أشار عسبلي إلى أهمية إجراء تحقيقات جدية حول هذه الحادثة لكشف ملابسات القضية برمتها.
يبدو مما سبق أن تقرير نيويورك تايمز سلط الضوء على جانب مما يجري في الخفاء من مؤامرات ومحاولات هدم لكيان الصومال، مما يتطلب من القوى السياسية الصومالية توحيد رؤيتها تجاه ثوابت الأمة والحفاظ على أرواحهم، واضعا في الوقت نفسه أسس العلاقات بين الدول، والتي من أهمها، الابتعاد عن الثقة المفرطة في بناء العلاقات بين الدول، إذ إن العالم الذي نعيش فيه هو عالم المصالح، فمن رأى أن من مصلحته دمار دولتك وانهيارها سيبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق ذلك. لذا ينبغي على ساسة البلاد بناء علاقاتهم مع الدول بحذر شديد حتى لا يكونوا معول هدم لبلدهم.