هناك أسباب ودوافع تقود إلى ممارسة العنف السياسي ولايمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على عامل واحد أو عنصر واحد بعينه لتفسيرها، بل يوجد تداخل بين المتبعات الفكرية والقيم والمثل وبين الظروف الاقتصادية والسياسية المعاشة وظروف البيئة السياسية المحلية وارتباطها بالبيئة السياسية الخارجية، وعليه يمكن حصر مجموعة من العوامل التي تشكل أرضية الإنطلاق نحو تفسير العنف السياسي، مايلي:
- المجموعة السياسية وتضم(1):
- استبداد وطغيان النظام السياسي وديكتاتورية الحكم وعدم وجود مشاركة شعبية.
- حرمان القوى السياسية من حرية العمل والتعبير.
- الافتقار إلى وجود مؤسسات شرعية تُوصل صوت الجماعة السياسية إلى السلطة.
- إعتماد الدولة أساليب قهرية في تعاملها مع المواطنين كالتعذيب والاغتيالات والسجن والإعدام.
- إنسداد آفاق التعبير وسيادة الإحباط بسبب عدم القدرة على تغيير السلطة وتداولها بطريقة سلمية.
- غياب مبدأ الحوار الوطني لحسم القضايا الرئيسية، وعدم وجود إجماع وطني حول القضايا الأساسية المصيرية.
- الاحتلال المباشر من قبل قوات أجنبية وانتهاك أرض وسيادة الدولة المحتلة.
- المجموعة الاقتصادية وتضم:
- رغبات العدالة في التوزيع بسبب تزايد التفاوت الطبقي.
- عجز الدولة عن تلبية الحاجيات الأساسية للمواطن كفرص العمل والتعليم والسكن والعلاج.
- المجموعة الفكرية وتضم:
- تتزايد السخط وعد الرضا من جانب الجماعات السياسية على السلطة.
- الأزمة الحضارية أو أزمة الهوية
- المجموع الاجتماعية:
إحساس القوى المهمشة بحالة الظلم والإغتراب وشعورها بعدم إكتراث السلطة بمصيرها أو إهمالها لقضاياها.
- استشراء الفساد الأخلاقي والقيمي وسيطرة الثقافة الاستهلاكية.
- عجز الدولة عن استيعاب واحتواء القوى الاجتماعية الجديدة.
- فقدان المشروع الوطني أوالديني الذي يتصف بالشرعية والاجتماع ويحقق الطموحات ويزرع الأمل في النفوس.
إن هذه الأسباب مجتمعة تعتبر محفزات ودوافع للجماعات السياسية والأيدولوجية المختلفة للشروع في ممارسة العنف أوالتهديد به لتغيير الوضع القائم أو إصلاحه بإعتباره المسئول عن ظهور الأزمة الفكرية أوالسياسية أوالاقتصادية أو الاجتماعية(2).
أسباب العنف تؤدي إلى استعمال القوة في بعض الأحيان كما نرى اليوم في بعض الحركات السياسية المسلحة في الصومال، الذين يتبنون العنف وسيلة للوصول إلى السلطة، ويقومون بالتفجيرات والاغتيالات السياسية(3)، وكذلك تمارس القبائل الصومالية العنف ضد القبائل الأخرى في العديد من المرات، وفي أماكن مختلفة من البلاد، والعنف في الصومال أصله جاء من القبائل، وكان الاقتتال العشائري منتشراً في الصومال، وجرت حروب ومعارك بين القبائل الصومالية أودت بحياة المئات من الأشخاص، ونقل زعماء الحرب هذه الظاهرة إلى المدن ومارسوا العنف بغية المشاركة في العملية السياسبة ولقبولهم طرفا أساسيا في السلطة، واليوم ينتقل عدوى ممارسة العنف بين الولايات الفيدرالية بسبب توسع الأراضي، وظهور أوجه جديدة من العنف في منظور السياسة الصومالية(4).
المراجع
- – ياسر أبو حسن أبو، ظاهرة العنف السياسي في الوطن العربي،1990-2007، مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية، الخرطوم،2008، ص:57.
- ياسر أبو حسن أبو، مرجع سابق، ص: 59
- – محمد معلم عمر ميري، رئيس مكتب محافظة بنادر لحزب مؤتمر الصومال، مقابلة، بتاريخ 15/7/2015م، 4:45 مساءا، في فندق ناس هبلود 2، في مقديشو.
- – أويس شيخ أحمد، رئيس منظمة التنمية للشباب الصومالي، مقابلة، بتاريخ 15/7/2015، 8:00 مساءا، في مطعم بلو إسكاى في مقديشو.