تقع مدينة مقديشو وسط الصومال وعلى ساحل الغربي للمحيط الهندي، وتقدر مساحتها بـ20 كم2 ، يحدها من جهتي الجنوب والشرق المحيط الهندي ومن الشمال محافظة شبيلي الوسطى ومن الشمال الغربي محافظة شبيلي السفلى، وتعد المدينة مركز الثقل السكاني في الصومال ويعيش فيها حوالي 2.1 مليون نسمة حسب تقديرات نُشرت نهاية عام 2015، وتشهد في السنوات الأخيرة معدل نمو قياسي يقدر بنحو 7% نتيجة النزوح السكاني جراء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عقدين.
ينتمي سكان مقديشو إلى جميع القبائل الصومالية، لكن العشائر المهيمنة تقليديا في مقديشو هي عشائر هوية ولاسيما أبغال وهبرجذر ومورسذي، وشيخال ويُعرف السكان الأصليون في مقديشو باسم رير حمر و”يمكن اعتبارهم أقليات من حيث اللغة والثقافة”و يعيش الكثير منهم في المناطق القديمة والتاريخية في مقديشو بحسب تقرير للاتحاد الأوروبي.
يشكل أنباء العشائر المهينة على مقديشو أعلى نسبة من أفراد القوات المسلحة والشرطة والمخابرات، وكثير منهم لايزالون يعطون ولائهم لعشائرهم حيث يصطفون في بعض الأحيان إلى جانب الرموز القبلية في حال وقوع خلاف بين تلك الرموز والحكومة وأن الاشتباكات التي وقعت في تقاطع مانابوليو في شمال مقديشو بين الشرطة وجنود من الجيش موالين لنائب في البرلمان في يوم الجمعة 13 أبريل الجاري خير دليل على ذلك وأن دور تلك القبائل في دعم قوات الأمن ومساعدتها في ضرب بؤر الإرهاب ومواجهة خطر الجماعات المسلحة ضئيلة، وكأن الهجمات والتفجيرات التي تشهد المدينة لا تعنيها وأن الضحايا ليسوا من أبنائها… ولكن ليس الأمر كذلك. فقد فقدت قبائل مقديشو نتيجة العمليات الإرهابية في المدينة مئات من خيرة شبابها ومثقفيها بينما يعاني مئات آخرين من اعاقات وعاهات بسبب تلك العمليات.
تحيط مدينة مقديشو ثلاثة مداخل ومنافذ برية رئيسية، ورغم أنها تخضع لسيطرة القوات الحكومية الا أن كثيرين يعتبرونها عاملا لعدم الاستقرار وممرا آمنا للاشخاص المتورطين في العمليات الاجرامية والارهابية التي تقع في العاصمة مقديشو.
- المدخل الأول: إكس كونترول أفجوي (Ex control afgooye) هو المنفذ الذي يربط المدينة باقليم شبيلي السفلى ويفصل بين مقاطعتي دينيلي وطركيلي والمعروف بشارع كس كونترول يبدأ من دوارة رقم 4 مرورا بتقاطعات زوبي وبنادر، وهو الأكثر ازدحاما ونشاطا باعتباره مؤديا لمدينة أفجوي والمناطق الزراعية في الاقليم وهناك تواجد كثيف للقوات الحكومية وتنتشر الحوجز الأمنية في عدة نقاط من هذا الطريق.
- المدخل الثاني : هو اكيس كونترول بلعد (Ex control Balcad ) يبدأ من تقاطع إكيس كونترول افجوي ويتجه شمالا نحو مدينة بلعد بمحافظة شبيلي الوسطى، هو كذلك تحت سيطرة القوات الصومالية وهناك جواجز في طول الطريق وخصوصا عند حي سوس ( sos) وسوق المواشي بناحية هيلواي.
- المدخل الثالث هو أقل ازدحما من الأول والثاني ويعرف بـ(طريق البحر ) وهو طريق ثان يربط بين العاصمة مقديشو واقليم شبيلي السفلى ويمر بمحاذاة ساحل المحيط الهندي وهو طريق غير معبد يستخدمه غالبا المسافرون الي مدينة مركا الساحلية عاصمة الاقليم ، والمناطق المحيطة بها.
- وكذلك هناك طريق ساحلي آخر يربط مقديشو بمحافظة شبيلي الوسطى ( طريق ورشيخ).
- نضيف إلى ذلك هناك طرق التفافية برية كثيرة يمكن أن تدخل عبرها السيارات والمارة القادمين من المناطق الأخرى في الصومال ودون عناء نظرا لطبيعة المناطق المحيطة بالمدينة وكلها مناطق مفتوحة شاسعة وقليلة السكان والانتشار العسكري فيها أو إبقائها تحت المراقبة الدائمة أمر في غاية الصعوبة بالإضافة إلى العلاقات العائلية وصلات الرحم والقرابة بين الصوماليين والتي تسهل دخول المهربين أو العناصر الخارجة عن القانون إلى المدينة وبما يحملونهم أيضا من سلاح أو مواد متفجرة.
تتكون مدينة مقديشو من 18 مديريات، وإلى حد ما تخضع جميعها لسيطرة الحكومة الصومالية وأن قواتها من الجيش والشرطة والمخابرات منتشرة في كل تلك حي من أحيائها، وهناك مراكز للشرطة تعمل ليل ونهار وتسير دورات أمنية بشكل منتظم وفي نفس الوقت لم تستطع تلك القوات حتى الآن بسط سيطرتها الكاملة على جميع مقاطعات المدينة مداخلها ومنافذها وطرقها الإلتفافية ولم تتمكن من متابعة ما يجرى فيها من مخططات وعمليات اجرامية، بل أكثر من ذلك هناك أحياء في مقاطعات المدينة تعاني من ظهور لافت لعناصر حركة الشباب، مثل أحياء في مقاطعتي دينيلي وهيلواي أما في المقاطعات الأخرى فعناصرها تنتشر متخفية بواجهات مختلفة حيث يتسنى لهم تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات ثم الانسحاب والعودة إلى بيوتهم قبل وصول قوات الأمن إلى موقع الحدث. وأكد ذلك حاكم اقليم هيرشبيلي، بل وأجزم أن الحكومة لا تسيطر الا أجزاء محددة من العاصمة ، وقال في تصريح صحفي إن المقاطعات التي تقع ما وراء شارع وادنه (قلب العاصمة) لا تخضع لسيطرة الحكومة ، مشيرا إلى أن هذا الشارع هو الخط الفاصل بين الحكومة وحركة الشباب وهذا يعني أن مقاطعات دينيلي وياقشيد وهيلواي وأجزاء من ورطيغلي وهدن لا تخضع لسيطرة الدولة.