أنفجرت ، مساء يوم الخميس وبعيد صلاة العشاء، شاحنة مليئة بمواد حادة وكميات كبيرة من المتفجرات كان يقودها رجل انتحاري بالقرب من فندق مكة المكرمة ومطعم هلاع يوكي على شارع مكة المكرمة ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا وفق الحصيلة الأولية وطبقا لما نقله شهود عيان وناجين من الحادث، وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين بجروج وصفت بعضهم بالخطيرة.
أهمية شارع مكة المكرمة
وقع الانفجار في شارع مكة المكرمة الذي يربط مطار آدم عدي الدولي بوسط العاصمة مقديشو متوجها نحو القصر الرئاسي مرورا بمقر وزارة الأمن الداخلي ومبنى مجلس الشعب ويعد الشارع أحد أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة وأكثرها ازدحاما واكتظاظا بالمارة والمتسوقين وتنتشر جانبيه عشرات من المحلات التجارية والفنادق يرتادها المسؤولون الحكوميون والشخصيات المهمة، كما يسكن في الحي الذي يقع فيه شارع مكة المكرمة أفراد يعملون في الدوائر الحكومية المختلفة.
ماذا حدث بعد التفجير الإنتحاري؟
وبالتزامن مع التفجير الانتحاري تمكن مسلحون بزي قوات القوات المسلحة الصومالية قدر وفق بعض المصادر بأربعة أشخاص ينتمون إلى حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة لم تتضح بعد ما إذا نزلوا من إحدى المركبات المركونة على جانبي الطريق أم خرجوا من منازل قريبة من موقع الحادث، من دخول مبنى مجاور لمطعم هلاع يوكي الملاصق لفندق مكة المكرمة وأعتلوا الطابق الأول في محاولة بحسب بعض الروايات للانتقال إلى فندق مكرمة المكرمة الذي يتمته بحراسة مشددة ومحاط بأكياس من التراب أو أنهم أخطأوا الهدف بحسب رواية أخرى.
الهرج والهلع
ساد مكان الانفجار هرج ومرج وانتاب الناس هلعا شديدا وهام كل واحد على وجهته وهو لا يدري أين يتجه، وسقط قتلى وجرحى قدرت بالعشرات، ثم وصل إلى الموقع على الفور قوات من الشرطة الصومالية، واشتبكت مع المسلحين وطوقتهم من كل جانب لإلقاء القبض عليهم أو لقتلهم قبل تمكنهم من دخول الفندقين أو تفجير أنفسهم ودار بينهما قتال عنيف استمر لعدة ساعات بسبب تحاشي الشرطة من استخدام قوة نارية هائلة حفاظا لأرواح المدنيين في المنبى الذي دخله المسلحون من بينهم أطفال ونساء . وبعدها انضم إلى العملية قوة من كتيبة غاشان ضمن قوات النخبة الصومالية لحسم الموقف بأقل الخسائر لكن تلقت هي الأخرى مقاومة مستميتة من قبل العناصر الإرهابية الذين اتخذوا المدنيين دروعا بشرية مستخدمين القنابل اليدوية وأسلحة رشاشة واستمرت الاشتباكات حتى ساعات متأخرة من الخميس وبات عشرات من الأسرة وهي لا تعرف مصير عدد من أبنائها وذويها.
كيف صار المشهد صباح الجمعة؟
في صباح يوم الجمعة، أتضحت الأمور أكثر وتبين أن المقاتلين لم يستطعوا دخول فندق مكة المكرمة كما أشيعت، وتمكنت قوة غاشان من انقاذ عدد من المدنيين الذين كانوا في مبنى أسرة آل مريدي وتحرير عشرات آخرين كانوا عالقين في فندق مكة المكرمة ومطعم هلاع يوكي وقامت بتضيق الخناق على المتطرفين الأربعة الذين المتحصنين في مبنى آل مريدي وقتل ثلاثة منهم ومطاردة العنصر الرابع داخل المبنى الذي كان ضيقا ومكونا من غرف عديدة لإلقاء القبض عليه حيا الا أنه قتل خلال الاشتباكات وتم انتشال جثته لاحقا من تحت الأنقاض.
خسائر الهجوم
أدى الهجوم إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة وراح ضحيته ما لا يقل من 30 شخصا وإصابة أكثر من 80 آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات المحلية، وكان معظم الضحايا من المارة وأشخاص كانوا داخل أو أمام المحلات التجارية على الشارع والمنازل القريبة من موقع الانفجار، كما خلف الهجوم أضرارا مادية كبيرة، حيث أدى إلى تدمير مبان بأكملها واسقاط أسقف وجدران لمنازل ومحالات تجارية بعيدة عن شارع مكة المكرمة بالإضافة إلى تدمير واحتراق عشرات من المركبات والسيارات. وصرح وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي “أن المسلحين دخلوا عقب التفجير أحد المنازل المدنيين واحتجزوهم كرهائن” وكان هناك مخاوف من وقوع كارثة انسانية الا أن قوات الأمن نجحت في تقليل الخسائر. وقال الرائد موسى علي لوكالة رويترز “نعرف حتى الآن بمقتل 29 شخصاً معظمهم مدنيون وإصابة 80 آخرين. وبدورها قالت سعدية يوسف، وهي ممرضة في دار الشفاء وهو أحد المستشفيات الذي يعالج الضحايا للوكالة، إن بعض الجرحى فقدوا أطرافهم.