تحتل المملكة العربية السعودية صدارة قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية ويداها ممدودتان تنفق سنويا ملايين الدولارات لإنقاذ حياة ملايين البشر في أنحاء العالم والذين يعانون من الفقر والجوع والمرض، ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليد الطولى للمملكة في العمل الخيري والإنساني وأحد أبرز روافدها الذي يساهم في تخفيف معاناة شعوب دول العالم من خلال مشاريع تنموية في العديد من القطاعات الحيوية، مثل الأمن الغذائي، والتعافي المبكر، والقطاعات المتعددة، والإيواء والمواد غير الغذائية، إلى جانب المياه والإصحاح البيئي، والتعليم، والصحة، حيث نفذ المركز خلال العام الماضي وحده أكثر من 686 مشروعا تنمويا بتكلفة اجمالية بلغت 2,521,924,579 وبالتعاون مع 141 شريكا.
يعتبر الصومال واحد من أكثر الجهات المستفيدة من سخاء المملكة العربية السعودية ، وكان من نصيبه، مشاريع تنموية تصل 15.556.561 دولاراً وأن الجهود الإغاثية لمركز الملك سلمان في الصومال كانت لها أثرا ملموسا في تحسين أداء عدد من القطاعات الخدمية وخاصة قطاع المياه، حيث قام المركز خلال الأعوام الماضية دورا كبيرا في توفير مياه الشرب والإستخدام الشخصي والصرف الصحي لآلاف من سكان المناطق الأكثر احتياجًا للمياه في البلاد.
في الصومال، تعد المياه الصالحة للشرب من أهم السلع النادرة التي لاتزال يصعب الحصول عليها، ومن أبرز الأسباب والدوافع وراء استمرار الحروب والصراعات القبلية، ويتلقى المواطن صعوبات كبيرة من أجل الظفر بمياه شرب نظيفة، بل في بعض المناطق لا يحصل الشخص على ما يسد به ظمأه الا بشق الأنفس وبعد قطع مسافات طويله أو بعد دفع تكاليف لا يقدر عليها ، وقد أدى عدم توفر المياه في بعض الاقاليم إلى أسوء موجات جفاف راح ضحيتها مئات المواطنيين.
تعرض قطاع المياه في الصومال بعد انهيار الدولة عام 1991 لضرر بالغ وجرى تدمير جميع آبار وأنابيب المياه والقنوات التي كانت تمد لسكان المناطق والمزارعين ما يحتاجونه من المياه، وبات هذا القطاع في أمس الحاجة إلى عملية شاملة لإعادة بنائه ومشاريع من شأنها تعزيز الاستدامة طويلة الأجل لمصادر المياه.
لقد مول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية العديد من مشاريع لإعادة بناء جزء من قطاع المياه في الصومال، مثل مشاريع حفر آبار مياه وتمديد خطوط أنابيب مياه للمواطنين، وإنشاء خزانات مياه ومضخات بالطاقة الشمسية لضمان الحصول على المياه بالكميات المناسبة أثناء مواسم الجفاف، بالإضافة إلى مشاريع مرحلية لفحص المياه على فترات متفاوتة لضمان جودة المياه قبل وصولها للمستهدفين.
كما عمل مركز الملك سلمان للإغاثة خلال الشهور الأخيرة على تحسين الوصول إلى الصرف الصحي والنظافة والتدريب بواسطة إنشاء دورات مياه، وتعزيز النظافة الشخصية، وتدريب وتثقيف متدربين في مختلف الأنشطة المذكورة.
وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في شهر مايو الماضي، اتفاقية مشتركة لتحسين وصول مياه الشرب والاستخدام الشخصى والصرف الصحى للاجئين فى الصومال، بالتعاون مع المجلس النرويجى للاجئين وبتكلفة إجمالية بلغت مليونى دولار.
وتنفيذا لهذا الإتفاقية بدأ المركز في شهر أكتوبر الماضي حفر بئرين، ودورات مياه منزلية، وإعادة تأهيل بئرين آخرين باعتماد أنظمة الطاقة الشمسية للاستفادة من رفع الماء بدلاً من الطريقة اليدوية التقليدية، استفاد من المشروع 5,000 شخص من أهالي منطقة “طوساماريب” وسط الصومال.
كما قام المركز بصيانة 4 آبار مياه بتوفير 4 مضخات بالطاقة الشمسية مع إصلاح التمديدات اللازمة، وفحص المياه على فترات متفاوتة لضمان جودة المياه قبل وصولها للمستهدفين، وتأمين 10 خزانات مياه لكل بئر سعة 50 ألف لتر.
وعمل مركز الملك سلمان للإغاثة أيضًا على تحسين الوصول إلى الصرف الصحي والنظافة والتدريب بواسطة إنشاء 600 دورة مياه 300 منها في جنوب وسط الصومال و300 أخرى في منطقة بونتلاند شمال شرق الصومال، وتعزيز النظافة الشخصية بتوزيع 4,880 من أدوات النظافة الشخصية و 80 من أدوات النظافة العامة في أماكن دورات المياه.
هذ الأعمال تدل على مكانة المملكة العربية السعودية واهتمام قيادتها بتخفيف معاناة الفئات الضعيفة في العالم والمتضررين جراء الحروب والنزعات الداخلية، كما أنها دليل واضح على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين الضاربة في جدور التاريخ.