لم تكن بدايات الإدارة الأمريكية تحت قيادة دونالد ترامب بالنسبة للصومال والصوماليين، بأقل شبهاً منها بعلاقات الولايات المتحدة القديمة بالقارة الإفريقية من الجفاء والبعد؛ وقد ظهر هذا جلياً من خلال الأقوال والأفعال على السواء؛ إذ” لم يخف ترامب منذ بداية توليه لمنصب رئاسة البلاد وقبل ذلك، عداءه لبعض الدول الإسلامية وخصوصاً الصومال” الأمر الذي تبعه قرار عملي وتطبيقي لمنطوق هذا العداء” يقضي بمنع دخول المواطنين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى رحيل عشرات الصوماليين إلى بلادهم خلال 2017، إلى جانب تشديد الخناق على حاملي الجنسية الأمريكية من الصوماليين في الداخل الأمريكي”
لكن سرعان ما اكتشفت إدارة ترامب، فداحة النتائج المترتبة على هذا الموقف، خاصة فيما يتعلق بتطلعات الرئيس الأمريكي الجديد في الأفق الدولي والعالمي، والأفق الإفريقي على وجه الخصوص، بالإضافة لخوف الإدارة الأمريكية الجديدة من خسارة الرصيد الأمني والاستراتيجي الذي حققته الإدارات السابقة في القارة الإفريقية والصومال، ومن ثم أُعيد النظر في الموقف برمته، لتنفتح دفة العلاقات الأمريكية/الصومالية على آفاق قد تكون أرحب من سابقتها في عهود الإدارات الأمريكية السابقة.
وفي هذا التقرير يحاول الباحث تسليط الضوء على الدبلوماسية الأمريكية المتجددة في الصومال مركزا على طبيعة هذه الدبلوماسية مراحلها ومحدداتها ومستقبل التواجد العسكري الأمريكي في الصومال في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب.