مقديشو (مركز مقديشو ) إنهاء الصراع العشائري في اقليم شبيلي حلم طالما تنمى تحقيقه جميع الرؤساء التي مرت بالبلاد. فخلال العقدين الماضيين بذلت جهود متعددة ومن أطراف مختلفة من أجل تحقق هذا الحلم، لكن لم تكلل تلك الجهود بالنجاح لأسباب لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة، سوى أن نويا البعض كانت غير صادقة.
فخطوة الرئيس فرماجو لانهاء الصراع تبدو مختلفة تماما عن نظيراتها السابقة لعدة أوجه أولها أنها جاءت من دون التنسيق مع إدارة جنوب غرب الصومال التي اعتبرها البعض جزءا من المشكلة.
والسبب الثاني استثنى الرئيس فرماجو بعض النواب وشيوخ العشائر المتهمين بتأجيج النزاع واثارة الفتن من المشاركة في جهود المصالحة. والأهم من ذلك أن خطوة الرئيس جاءت بناء على مشاورات ولقاءات سرية استمرت لعدة شهور مع ممثلين من سكان الاقليم الذين اكتوا بنار الحرب وتم تتويجها بزيارته لمدينة مركه عاصمة الاقليم والجلوس مع المواطنين للإطلاع على أوضاعهم والاستماع إلى آرائهم ومقرحاتهم.
التقى الرئيس محمد عبد الله فرماجو خلال الزيارة، المليشيات القبلية التي كانت تتقاتل خلال السنوات الماضية في المدينة، وكانت سابقة هي الأولى من نوعها لم يفعلها الرؤساء الذين سبقوه في الحكم، ووعدهم بتأهيلهم ودمجهم في القوات المسلحة.
أشاد الرئيس بعزم هؤلاء المليشات على المشاركة ضمن اقرانهم الأبطال الذين يسهرون من أجل تحرير الاقليم من تنظيم الشباب ومخططاتهم واعتداءاتهم المتكررة ضد السكان.
وأكد الرئيس للمسلحين القبليين أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لتوفيرهم فرص تعليمية سواء كانت مدنية أو عسكرية تفتح لهم مستقبلا واعدا وتمكنهم من المشاركة في تنمية الوطن والدفاع عنه من أي تهديد.
وتناول الرئيس باسهاب خلال لقائه مع المليشيات تداعيات الحرب الأهلية التي شهدها اقليم شبيلي السفلى والمشاكل التي ورث منها سكان الاقليم، مؤكدا لهم أن العدو الوحيد أمام تقدم وازدهار اقليمهم ليس سوى تنظيم الشباب الارهابي.
وذكّر الرئيس المسلحين وممثلي المجتمع، الشباب الذين ماتوا وهم في مقتل العمر جراء الحرب الأهلية، محذرا من مصير مماثل.
وأكد الرئيس على ضرورة الاتحاد والعمل سويا بهدف إنجاز المصالحة وتنفيذ الاتفاق الذي انهى الصراع بين العشائر في مدينة مركه، وحث وجهاء القبائل والقيادات المجتمعية على المشاركة بحدية في تحقيق هذا الهدف والنهوض من أجل بناء مستقبل زاهر للجيل القادم.
يعلق سكان شبيلي السفلى آمالا عريضة على زيارة الرئيس فرماجو لمدينة مركه التاريخية ويتنمى أن تكون بداية لنهاية الكابوس الذي جثم صدر سكان اقليم شبيلي السفلى الذي يعد من أغنى المناطق الصومالية بالثروات الطبيعية والكفاءات البشرية منذ أكثر من 30 عاما وأن تفتح لهم آفاقا جديدة تحقيق الأمن والاستقرار .