في عالم يسوده القلق لا بأس ان يلتفت انظارنا الي سطور صفحات التاريخ التي تحفظ في اعماق ضميرها الواعي وصرها الرحيب أفكارا خالدة حينا وزراعها حينا اخر.
في عالم يتهيأ كل يوم وطول اوقاته ان يذهب الي ساحة الإعدام. لا بأس ان نزور الي معبد حفاظ الأثار (التاريخ).
حبي السرمدي الي تتبع أثار العظماء وكشف ارشيفاتهم البالية التي اغلفتها الغبار يدفعوني ان اذكر اشخاصا لهم في صفحات التاريخ مظاهر جذابة اسطورية والي ان اذهب تذكاريا الي مناطق البطولات وايام النضال ضد الاستعمار وظلمه الغاشم و كلما تطرق حيثك النفاسني الي تأمل ايام النضال وليالي الحراسة الوطن وساعات الذود الملة والأمة او تذكر قصص المناضليين التي سمعت منذ حداثت سنك في غسق الليل حينما بزغ القمر طرفا منه وسفوح الجبال تشعر بالخلوة سوي نسيم قليل تحرك الأوراق الجافة تحت الأشجار الباسطة والجو هادي سوي صوت الأغنية رعاة الأبل تفوح هنا وهناك التي تحرك اشجان الأخطاء القديمة يمدح الحادي إبله ويصف كيفة سيرها في دهاليز الكلأ وطرقات المياه =جدة لك راوية عن جدها الذي كان من ضمن كتيبة عسكرية ضاربة تشعر بالنشوة والحيوية من نوع إستثناىي التي ربما لا تشعر عنما تروي لك اسطورة من الأساطير مثل طغطير ربما تشعر خوفا من الداخل او يأتيك نابوس في صورتها التهمية في ليلتك وهي تأخذ بك براثنها الغليظة!
فعند ما تنزل هذه الكلمات من القلم الي القرطاس يأتي ورائها حشد كبير من الأسماء نذكر طبعا من بينها الأستاذ السيد محمد …. والشيخ حسن برسمي…. وإذا اوغلنا فسنذكر المجاهد ويلوال(wiil waal) ومن الاحسن أن نذكر وراءه اساذه الإمام الغازي احمد جري
ربما يضيف البعض الي الرئيس الراحل محمد سياد
عندما تحرك عيون الأستعمار نحو القارة السوداء وأمعن النظر في ربوعها – وهي مصورة فوق طاولته – رأي في اثناء جولته التفقدية الإستعمارية بلدة عذراء مملوءة بالخيرات بلدة غنية بالثروة الحيوانية والزاعية والسمكية فضلا بما تتمتع من موقع جغرافي استراجيجي بلدة طمقراطية آمنة من كل الدسائس بلدة اسلامية يرفرف الإسلام في انحاء ربوعها ذلكم الصومال
إذن هناك الف سبب وسبب ان يتوجه صوبها
في عام 1884م نزلت السلطات الإستعمار الي بربرة شمال البلاد التي كانت تحت رعاية العثمانيين برهة من الوقت وتم في واحد من صبيحتها أنزال علم العثمانيين الذي كان تهب الريح في سماء الصومال حقبة من الزمن.. ورفع علم الإستعمار …
إنها رحلة من الحرية الي العبودية
السيد محمد كان عبارة عن قمر بزغ في حين ارخي ليل بهيم سدوله علي جميع انحاء الصومال الكبير والشمس فوق اتلال بعيدة قريبة نحوي الأرض متوجهة صوب الغروب حينما نزل مينياء بربرة السيد محمد غادرا من بلاد الحرمين حيث تشرب فيها الثقافة الإسلامية من نسختها الأنيقة
والأمة تحت وطأت الإستعمار تذوق ويلات العبودية ونهب ثرواتها الطبيعية والحيوانية الفيتها وشرودتها ومظاهر الإستخفاف اوالعنهجية سائدة في البلاد التي تلقيها الشعب من كل شرائحه المختلفة وهي لاشئ بالنسة الذين سقوا الي اعواد المشانق والطقوس النصاري تسمع من هنا وهناك والشبان يبكرون الي زوايا الربط للنصاري وغيرت اسمائهم من علي الي جون . واصبحت المساجد اعشاب الحمام لا راكع ولا ساجد ما اقل ما بقي من المساجد قلة من الشيوخ الطاعننين في السن والتجاعيد ملأت وجوههم سنا وهم طلقوا الدينا وطلقتها ثلاثا .
في ذلك الوقت الذي يعاني البلاد صروف الليالي وخدود العواثر وفي حين سقت هوية الأمة الي ساحة الإعدام وزيج القيم الإسلامية الراقية الي ساة الموت وفي حين اصبحت ابجديات الدين علي مشارف الإنهاء. جاء المناضل المجاهد والعلامة الأوحد السيد محمد .ارتجف قلبه بما يلاقي شعبه المسكين من قبل الإستعمار من القتل والتشرد والسجن والعبودية جميع البلاد جنبا الي جنب
كان ظهورابناء الصومال جسرا يعبره الأستعماري فخرا من ان يمش برجليه مادام يجد ظهور الصوماليين مفروشة علي الأرض وهم والثور سواء في عملية الحدائق تحفر بهم الأرض .
عند نزوله قصة عجيبة ومشهورة . فلما استوطن المدينة قام بدريس العلوم الإسلامية و بترشيد الناس الي طريق دينهم وبث العقيدة الإسلامية وتعاليم الإسلامية وذم الإستعمار. وكشف ونواياهم وبين امرهم ثم نهي الإستعماري الي هذه القضية فلم يبال بما لديه من نفس أبية ذي نشوة
اسلامية وحمية دينية ولم تلقي هذه الصرخة اي صدي ثم وعدوه مرة اخري بالسجن والطرد البلاد وفي يون من الأيام دعاه المدير الشؤون البلدية وأمره ان يعتزل كل حركة وطنية فطأطأ رأسه رافضا امىر الإستعماري فهدده بالعقاب والنفي البلد وإذهابه الي غياب السجن . لكنه كان يتمتع همة عالية لا تعرف الكلل والملل ولم تضعف همته اتجاه هذا التهديد التافه
ذهب في هدوء من المكتب الي الشارع بربرة عابسا مطأطأ الرأس والناس ينظون اليه وهو يترنم …
لا تسقيني ماء الحياة بذلة بل فاسقيني كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم. …وحهنم بالعز اطيب منزل
فلم يزل يلهب نار الغضب في الناس ويخلق فيهم الحماسة الوطنية ويحثهم علي الإقدام علي القتال ضد العدو ويملأ قلوبهم …
لكن الغالبية كانت تعد اعماله ضربا من المغامرة وفنا من فنون الجنون هذه من طبائع البشر المهزول منذ القدم الذي ساده الخوف علي ضميره الروحي.
للحديث بقية