بدأ الرئيس محمد فرماجو أولي لقاءاته التشاورية لإختيار رئيس الوزراء مع شيوخ ووجهاء العشائر في مقديشو. وقد التقي حتي اللحظة في محل اقامته بفندق الجزيرة بشيوخ عشائر من اثنين من كبري بطون عشيرة هوية المتنفذة في مقديشو.
ووفقا لمصادرنا، فان كلا من شيوخ هاتين العشيرتين طلبا بالحاح من الرئيس بتعيين شخصية تنتمي الي عشيرتهما منصب رئيس الوزراء، والمحا للرئيس ان تعاونهما مرهون بمدي استجابته لطلبهما، ومن المتوقع ان يلتقي شيوخ عشائر أخرى في الأيام القادمة وبنفس الغرض.
ومن المرجح ايضا ان تتزايد في الأيام القادمة الضغوطات التي تمارس علي الرئيس للتأثير علي قراره بتعيين رئيس الوزراء القادم، وتأتي هذه الضغوطات من عشائر وكتل سياسية جميعها تنتمي الي عشيرة هوية، لذلك، أمام الرئيس خيارين ليبني علي قراره وكل له تبعاته وتداعياته علي نجاح أو فشل الحكومة التي سيتشكلها:
الكفاءة علي حساب القبيلة
أولا، نظام المحاصصة القبلي المعمول في البلاد ينص علي تولي شخص من عشيرة هوية اذا ما اصبح الرئيس شخص من عشيرة دارود وهو ما حدث بعد انتخاب محمد فرماجو، و يمنع هذا النظام القبلي الرئيس فرماجو من تعيين أي شخص من غير عشيرة هوية مهما وصل من الكفاءة والخبرة ان يختاره كرئيس لحكومته، لذلك، الخيار الوحيد أمام الرئيس هو اختيار شخصية تنتمي الي هذه العشيرة ليتولي منصب رئيس الوزراء.
وتكمن العقبة الثانية أمام الرئيس في ان المرشحين السابقين للإنتخابات الرئاسية الذين تنازلوا في الجولة الثانية لصالحه يريدون المشاركة في اتخاذ قرار تعيين رئيس الوزراء خاصة الذين ينحدرون من عشائر مقديشو، فيهم من يطمح لتولي هذا المنصب بنفسه، وفيهم من يريد لشخصيات مقربة منه، وفي مقدمتهم النائب عبدالقادر عوسبلي والمرشح الرئاسي السابق علي عدو غيسي، والأخذ برأيهم مهم نظرا للتفاهمات التي جرت بين المرشحين المعارضين عشية الإنتخابات.
وتتمثل النقطة الأهم من ذلك أن الرئيس مجبر علي اخذ آراء شيوخ العشائر والمرشحين السابقين ولكن الاعتماد الكلي علي رأيهم قد يؤدي الي اختيار رئيس وزراء سيصعب عليه العمل معه، وتنشأ الخلافات بينهما بعد شهور من تعيينه مثلما جرت العادة بين الرؤساء ورؤساء الحكومات السابقين.
الوجوه الجديدة علي حساب الوجوه القديمة
الي حد الآن هناك اكثر من اسم تم طرحها لتولي منصب رئيس الوزراء، وهي مزيج من أسماء معروفة في الساحة السياسية الصومالية واخرى جديدة، مثل أحمد معلم فقيه المدير الأسبق لجهاز المخابرات،عبدالرحمن عبدالشكور وزير التعاون الدولي والنائب عبدالقادر عسبلي، المرشح الرئاسي السابق جبريل عبدلي والمرشح السابق عبدالناصر محمد عبدله . تتمثل نقطة القوة لدى الوجوه القديمه الخبرة في إدارة الدولة مهما كانت درجتها ولكن من جهة أخرى هي أسماء لن تجد قبولا من الشعب لأسباب مختلفة، ويتطلع الشعب الي اسماء جديدة يمكن ان تحقق الآمال الكبيرة التي علقها علي الرئيس محمد فرماجو، مما يعني ان الرئيس يقف أمام خيارين أحلاهما مر، اذا اختار الأسماء القديمة يمكن أن يفقد تأييد الشعب،وان اختار اسما جديدا لترأس حكومته من الممكن ان يخلق نفسه معارضة قوية تفشل حكومته في داخل البرلمان وخارجه.
هذه العوامل وغيرها تجعل مهمة الرئيس في اختيار رئيس الوزراء من المهام العصيبة التي قد تفشله حتي قبل دخوله فيلا صوماليا رغم التأييد الشعبي الواسع الذي يتمتع به.