مقديشو ( مركز مقديشو) وزعت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، اليوم الأربعاء، معدات حديثة لصيد الأسماك على عدد من الصيادين الصوماليين في العاصمة مقديشو، في ظل مساعيها لتخفيف الأعباء عنهم.
جاء ذلك في حفل أقيم بمكتب الوكالة في مقديشو حضره السفير التركي لدى الصومال، أولغن بيكر، ومنسق المشاريع للوكالة في البلد نفسها، غالب يلماز.
وفي كلمة له، أكد السفير التركي على أهمية هذا المشروع الذي تهدف منه الوكالة إلى رفع إنتاجية الصيادين الصوماليين وتخفيف أعباء الصيد عنهم.
كما أضاف بيكر إلى أن “الصومال تمتلك أطول ساحل في القارة السمراء ورغم هذا لا يتمكن الصيادون من استغلال هذه الفرصة نتيجة اعتمادهم على أدوات قديمة قد لا توفر لهم أحيانا لقمة العيش في اليوم”.
وأشار إلى أن “تركيا حكومة وشعبا عازمون على دعم الصومال في جميع المجالات بما فيها الصحة والتعليم والبينة التحتية”، موضحا أن “تيكا ستواصل دعمها للصياديين الصوماليين”.
من جانبه، تحدث منسق مشاريع الوكالة في الصومال خلال المناسبة إن هذه الأدوات ستساهم في رفع انتاجية الصيادين الصوماليين الذين كانوا يعتمدون على أدوات صيد بدائية.
ولفت يلماز إلى أن “هذه الأدوات تشكل المرحلة الأولى لمشاريع تهدف منها الوكالة لدعم الصيادين الصوماليين الذي يفتقرون لأدوات صيد حديثة”.
وتخلل المناسبة حصة تدريب قدمها مدرب تركي للصيادين الصوماليين حول استخدام أدوات الصيد الجديدة والمخاطر التي قد تترتب عند استخدامها بطريقة خاطئة إلى جانب طريقة حفظها من أشعة الشمس.
وتتمثل الأدوات التي تم توزيعها على الصيادين الصوماليين النظارة البحرية، وبندقية صيد الأسماك، وأحذية بحرية وخرطوم الهواء.
عبدلي متان صياد صومالي يبلغ من العمر (64 عاما)، قدم الشكر لتركيا حكومة وشعبا على دعهما العاملين في مهنة الصيد من خلال توفير أدوات صيد حديثة تمكنهم من جلب الأسماك بطريقة سهلة دون متاعب.
وفي حديث للأناضول، تحدث “متان”، الذي يعمل في هذه المهنة منذ أربعين عاما، إن “الصيادين الصوماليين يواجهون صنوفاً من المعاناة تعرقل مهنتهم المتوارثة”، آملا في أن تخفف هذه الأدوات من معاناتهم.
واستفاد من المرحلة الأولى من المشروع أكثر من 50 صيادا صوماليا يرتزقون من مهنة الصيد التي ورثوها أبا عن جد.
إسماعيل محمد (66عاما) من المستفيدين من المشروع، تحدث للأناضول إن “أدواته كانت محدودة ولم يكن يقدر على اصطياد الأسماك في عرض البحر لكن هذه المرة ومع هذه الأدوات الحديثة سأقطع مسافة طويلة وسأتطلع إلى صيد وفير”.
وبعد انتهاء حصة التدريب التي استمرت لساعات باشر الصيادون الغوص في عمق المياه البحر كعملية تطبيق لما استفادوا من التدريب حيث تعهدت الإدارة بمبلغ مئة دولار لمن يصطاد أكبر السمكة.
وكان عبدلي متان الفائر بالمسابقة حيث جلب أول سمكة بعد نحو 30 دقيقة في البحر، وتحدث للأناضول وعلامة الفرحة بادية عليه “استفدت من خبرتي من الصيد مع استخدامي المعدات التركية بطريقة صحيحة”.
ويعاني الصيادون الصوماليون من الصيد الجائر التي تمارسه السفن الأجنبية في عرض البحر إلى جانب مضايقات قد يتعرضون لها من قبل هذه السفن التي تدمر شبكات الصيد التي يلقونها في ظلمة الليل ليصطادوا بها صباحاً.
الأناضول