في مرسوم أصدره يوم الأحد أعفى رئيس ولاية جوبا أحمد محمد إسلام”أحمد مدوبى” النائب الأول للرئيس الولاية الجنرال عبد الله شيخ إسماعيل “فرتاغ” والذي كان يشغل هذا المنصب منذ مايو من عام 2013، وقد تم تعيين السياسي محممود سيد آدم المنحدر من إقليم جدو نائبا أولا لرئيس ولاية جوبا لاند، كما تم إعادة تعيين النائب الثاني للرئيس الولاية سلطان عبد القادر “لوغو طيرى” الى منصبه.
وتأتي هذه الإقالة وما تلتها من تعيينات في إطار تشكيل الحكومة الولائية التي طال إنتظارها وتم تأجيلها أكثر من مرة لأسباب تتعلق بالخلافات السياسية بين القبائل القاطنة في أقاليم الولاية، ومن المنتظر أن يستكمل رئيس الولاية تشكيل المجلس الوزاري الولائي في غضون أيام، هذا مجمل ماجرى في ظاهر الأمر، لكن قراءة الواقع بشيئ من التأني والتمعن يثبت لنا مدى أهمية هذه الخطوة ، وهذا ما سنتوقف عنده في هذه العجالة.
كيف يرى نائب الرئيس المقال بهذه التغييرات؟
الجنرال عبد الله شيخ إسماعيل والذي تولى هذه المسؤلية في ظروف حسّاسة وبالغة التعقيد عبّر عن إرتياحه وسعادته بإقالته عن المنصب، وأنه إعطاء الفرصة للسياسين الآخرين المنحدرين من الإقليم، كمارحب بتعيين السياسي محمود سيد آدم لذات المنصب، وفسّر بتعينه بأنه جزء من المصالحة التي تقوم بها إدارة جوبالاند تجاه القبائل القاطنة في إقليمي جوبا لسفلى والوسطى وجدو
وتعين محمود سيد آدم جاءت في إطار تطبيق الإتفاقية المبرمة بين إدراة جوبالاند وقبيلة مريحان التي كانت من أكبر القبائل المعارضة لإدارة أحمد مدوبي منذ تشكيل هذه الإدارة.
ولاشك أن محمدو سيد آدم سياسي له وزن ثقيل ورصيد شعبي في أوساط قبيلته في مشهد تعتمد القبيلة على تكوين إداراته السياسية، والرجل جاء تلبية لمطالب قبيلته التي تعلق عليه آمالا كبيرة بحكم خبرته السياسية وولائه المطلق للقبيلته.
ومن خلال قرائتنا لهذه التغيرات يتضح ان إدراة جوبا لاند تتجه نحو المصالحة والوفاق،وهذا بدوره يقود الولاية نحو الإستقرار والتقدم، ولكي تنجح تلك السياسة فإنه لابد من إقناع القبائل الأخرى وإعطائهم فرصة أوسع لمشاركة الحكم في الولاية.