تعرض مقر شرطة المرور في حي شنغاني شمال العاصمة صباح هذا اليوم لهجوم بسيارة مفخخة، وقدخلف الهجوم الأنتحاري على الأقل 3 قتلى من أفراد الشرطة، وجرح 8 آخرين كلهم مدنيون، وإذا نظرنا الى الموقع الأستراتيجي الذي يقع فيه مكتب شرطة المرور نرى أنه ليس من السهل الوصول الى هذه المنطقة وخاصة في هذا الوقت المبكر من الصباح،إضافة الى أنها منطقة محصنة أمنيا وفيها تواجد كثيف للقوات الأمنية ووجود حواجز تفتش على الطرق المؤدية الى المقر، صحيح إستطاع حرس المقر من إفشال عملية الإقتحام والتي حاول المهاجمان القيام بها أثناء الهجوم، بعد مقتل الإنتحاري سائق السيارة المفخخة، لكن السؤال الأبرز هنا هو كيف تمكن المهاجمون من الوصول الى هذه المنطقة؟ وماهي الدلات التي يحمل هذا الهجوم؟ قديظن البعض بأن الوصول الى هذه المواقع مؤشر الى عوة قوة حركة الشباب، كلا ليس الأمر كذلك، بل ان الأجهزة الأمنية في محافظة بنادر تعمل بشكل جادّ بحيث استطاعت إفشال مخططات هجومية سابقة على أهداف مدنية وعسكرية في العاصمة. وقد وضبطت القوات الأمنية عنصرين اتهما في حادث مقتل مدنين صباح هذا اليوم في شمال العاصمة مقديشو حسب ما صرح به الناطق الرسمي لمحافظة بنادر لوسائل إعلام محلية بعد الحادث، وإذا رجعنا الى الإجابة عن سؤلنا السابق فإنه يمكن القول إن هناك دلائل على هذا الهجوم ويوجد كذلك أكثر من عوامل تجعل الوصول الى هذه المنطقة سهلا وميسرا. منها على سبيل المثال لالحصر:
• وجود ثغرات أمنية لدى شرطة المرور،إذا امعنت النظر في تعاملاتهم مع السيارات تجد أنهم يفتقرون الى فهم قواعد التعامل مع مختلف السيارات، فهم يتساهلون مع السيارات، ويولون اهتماما أكبر مسألة التأكد من صلاحية شهادة دفع ضريبة السيارة، دون النظر الى استمارة السيارة والتحقق من ملكيتها، هم لايفتشون بصورة على السيارة التي تدخل الى مقر مكتب الشرطة.
• منها انعدام الحس الأمني وعندما تزور مكتب شرطة المرور ترى أعدادا هائلة من السيارات المخالفة لقوانين السير أو تلك المتورطة بمخالفات الضرائب، وقدتكون بعض تلك السيارات تابعة للجماعات الإرهابية أو تكون مفخخة وجاهزة للتفجير، وسحبها الى مقر الشرطة دون التأكد منها يشكل خطرا على أمن شرطي المرور قبل غيره من المواطنيين، فلا بد من حل لهذه المشكلة، فهجوم هذا الصباح خير دليل على إنعدام الحس الأمني لدى شرطة المرور.
• هناك ظاهرة أخرى غير صحية وهي كيفية تعامل شرطة المرور مع عربات توك توك والتي تتكاثر في العاصمة هذه الأيام، ولسبب كثرة مخالفتها لقوانين المرور ومحاولتها المتكررة للتسيب من الضرائب، الأمر الذي ادى الى سحب أعداد غير قليلة من تلك العربات الى مقر شرطة المرور الكائن في حي شنغاني شمال العاصمة مقديشو، وهذه الخطوة من شأنها تردد كثير من مالكي هذه العربات وسائقيها الى مقر مكتب شرطة المرور وهذا بدوره يسبب زحمة قدتكون بمثابة ثغرة أمنية يمكن ان يتسلل من خلالها الإرهابيون.
• وأخيرا يدل هذا الهجوم على ضعف حركة الشباب، وذلك بعد نقل الملف الأمني للعاصمة الى إدارة محافظة بنادر، صحيح أنها قد تتمكن بعض المرات من إغتيال المدنين أو الهجوم على المقرات الأمنية التابعة للجيش والشرطة، لكنها لم تعد كماكانت من ذي قبل، وصارت هجماتها تتراجع في الأشهر الأخيرة.