قام رئيس إدارة جوبا لاند أحمد مدو بي بالوساطة والمصالحة بين إدارة جلمدغ والإدارة الصومالية بإثيوبيا للوصول إلى حل سلمي عن التوتر القائم بين الإدارتين إثر النزاع المسلح الذي وقع على طول الحدود بين الإدارتين في الأسبوع المنصرم والذي أودي حياة العديد من المدنيين.
انعقد المؤتمر التصالحي في مدينة جكجكا مقر الإدارة الصومالية بإثيوبيا، حيث وقع الجانبان اتفاقية التعاون، وإنهاء التوترات والنزاعات المسلحة في الحدود.
صاحبت عملية المصالحة استعراضات الإدارة الصومالية للقادة الزائرين في أراضيها بالإنجازات التي حققتها، حيث تم تجوال الرئيسين عبدي إيلي وأحمد مد وبي أحياء جكجكا وجلسا مع السكان العاديين في ملتقياتهم بدون أية حراسة تصاحبهما، الأمر الذي انبهر به أحمد مد وبي الذي لم يعهد في الفترة الماضية لهذا الأمر .
أحرزت الإدارة الصومالية بإثيوبيا في الفترة الأخيرة إنجازات ملحوظة، حيث شهدت مناطق الإدارة تحسنا أمنيا رفيعا و تطورا على كافة المجالات المختلفة، وذلك إثر أن اتجه غالبية سكان المنطقة نحو المسار السلمي، والالتحام التام مع إثيوبيا حكومة وشعبا، بعد أن كان يسودها التمرد في العقود الماضية، أتى هذا الانعطاف الملحوظ في مناطق الإقليم الخامس، بعد تقلد الرئيس الحالي المنصب في عام 2010، حيث ركز محاربة الحركات المتمردة ومن أبرزها جبهة أو إن أل أف، واتخذت عدة خطوات من بينها تأسيس قوات محلية المعروفة ب ليو بولس، والانتهاج بالنهج الثوري حيث حرصت الإدارة على التعبئة الجماهيرية عبر النوافذ الإعلامية، مما أدى إلى التغلب على الحركات المتمردة في الإقليم، و مكنت الإدارة من التحرك نحو توفير الخدمات الأساسية الذي كان يحلم بها السكان طيلة العقود الماضية، فالإنجازات الأمنية والخدماتية هي السبب وراء اكتساب الرئيس عبدي إيلي بالثقة والسمعة في أوساط كثير من السكان في مناطق الإدارة، بينما يصف خصومه بدكتاتوري متسم بقمع الحريات حيث لا يستطيع الكثير من أبناء الإدارة العودة إليها خوفا من الملاحقة بسبب آرائهم السياسية المناهضة للإدارة، كما هو الحال في عموم إثيوبيا .
جدليةالانتماء: كان المصطلح الأكثر تداولا وتكرار في خطابات القادة أثناء المؤتمر التصالحي إثيوبية الإدارة الصومالية، الامر الذي من ورائه الهدف للإدارة في ترسيخ انتمائها التي لم تكن محل الاجماع بعد في داخل صفوف الشعوب القاطنة في مناطق الإدارة، حيث تعارض جبهة أو أن أل أف بهذه الفكرة، وتنتهج النهج المسلح لمواجهة الحكم المتواجد في الإقليم، وتسعى إلى تأسيس كيان مستقل عن إثيوبيا، ومنفصل عن الصومال، في حين يعتقد الكثير من الصوماليين بأن الإقليم مازال صوماليا، إلا أن إدارة الرئيس عبدي إيلي تبوح بأن إثيوبية الإدارة أمر مقدس ولا يمكن المساس به، انطلاقا من الاعتقاد الإثيوبي تجاه الإقليم.
وخضع الإقليم الخامس الصومالي للاستعمار البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، حيث ألحق المستعمر البريطانية هذه المنطقة إلى إثيوبيا. والجدير بالذكر أن الحكومة العسكرية برئاسة اللواء محمد سياد بري خاضت حربا مع إثيوبيا في السبعينيات من القرن الماضي من أجل تحرير الإقليم عن إثيوبيا، الأمر الذي انقلب أخيرا على الصومال. هذا وقد شهد الإقليم في العقود الماضية معارك بين الحكومة الإثيوبية وجبهات مناهضة للحكم الإثيوبي، وخلفت تلك الحروب مآسي شهدت المنطقة طيلة تلك الفترة .