يقوم القائد العام لقوات الشرطة اللواء محمد حسين حامد هذه الأيام بزيارة رسمية إلي الجمهورية الايطالية وذلك لبحث العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين.
وقال القائد العام لقوات الشرطة في تصريح لإذعة مقديشو الرسمية إن زيارته تأتي في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الصومال وايطاليا وخصوصا في المجال الأمني والعسكري، مشيرا الي تحقق تقدم وتفاهمات أمنية بين الجانبين خلال اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الأمنين الايطاليين.
وأضاف القائد أن الصومال تقدمت بطلب إلي الحكومة الايطالية للمشاركة في تدريب ضباط الشرطة الصومالية، وفتح أبواب الأكاديميات العسكرية والجامعات الايطالية أمام الضباط الصوماليين كما كان الحال في عهد ما قبل الحرب الأهلية.
التقي قائد الشرطة اللواء محمد حامد خلال زيارته لايطاليا التي تستغرق عدة أيام نظيره الأيطالي الجنرال تولليو ديل سيتتي في العاصمة ، وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين الشرطتين الصومالية والإيطالية. كما زار قائد الشرطة والوفد المرافق له بعدد من المنشآت التابعة للشرطة الايطالية في العاصمة روما.
جاءت زيارة قائد الشرطة بعد ثلاثة أشهر تقريبا من زيارة قام بها كلاوديو غراتزيانو رئيس أركان الجيش الايطالي إلي مقديشو التقى خلالها المسؤولين العسكريين الصوماليين وفي مقدمتهم وزير الدفاع عبد القادر شيخ علي ديني واللواء محمد آدم محمد قائد اركان الجيش. وتم خلال اجتماعات رئيس أركان الجيش الايطالي كلاوديو غراتزيانو مع المسؤولين الصومالين بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخصوصا فيما يتعلق بالتنسيق العسكري والتعاون الدفاعي وتبادل الخبرات، بالاضافة إلي احياء الاتفاقات القديمة بين الصومال والاتحاد الأوروبي وخاصة أيطاليا التي كانت تربط مع الصومال قبل انهيار الحكومة المركزية عام ١٩٩١ علاقات قوية في مجالي الدفاع والأمن.
في العام الماضي تسلمت وزارتا الأمن الداخلي والدفاع 54 عربة عسكرية ايطالية مخصصة لدعم العمليات الأمنية التي تقوم بها القوات الصومالية. ووفقا لبرنادو منكرغيلي ممثل وزارة الدفاع الإيطالية الذي سلم المعدات للوزارتين إن المعدات العسكرية جزء من برنامج الدعم والمساعدة التي تقدمها ايطاليا للجيش الصومالي الذي يخوض حربا ضروسا ضد متمردي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، مضيفا بأن ايطاليا ملتزمة بوعدها لدعم المؤسسات الأمنية الصومالية، ومؤكدا وجود مساعدات عسكرية اضافية ستصل الي الحكومة قريبا.
كانت ايطاليا أول دولة غربية عينت سفيرا لها إلي الصومال عام 2014 واعادة افتتاح سفارتها في مقديشو التي أغلقت بعد اندلاع الحرب عام 1991 وذلك بهدف تعزيز تواجدها السياسي والأمني في الصومال، ولتلعب دورا كبيرا في دفع عملية بناء المؤسسات الأمنية الوطنية والتي كانت بأمس الحاجة إلي دعم خارجي قوى يساعدها في أداء واجباتها الوطنية.
كما سعت ايطاليا خلال الأعوام الماضية إلي المشاركة في الجهود الدولية لدعم الصومال والتي عقدت في كل من لندن، وبروكسل، وكوبنهاجن ومؤتمر اسطنبول الأخير والذي أعلن وزير الخارجية الأيطالي على هامشه استضافة بلاده في شهر مارس الجاري منتدى للأعمال حول الصومال.
وشدد جنتيلوني على أن الجهد الأيطالي يتركز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحوكمة، معبرا عن رغبتة بلاده في اقامة شراكات اقتصادية جديدة مع الصومال، ومؤكدا استعدادها بزيادة المساعدات المالية المقررة لعام 2016 الى 20 مليون يورو “منها 14 مليونا عبر قنوات التنمية واكثر من ستة ملايين للمساعدات الانسانية”.
وجدد وزير الخارجية الإيطالي جهوزية ايطاليا لدعم العملية الانتخابية المزمغ اجراؤها في الصومال نهاية العام الحالي، مشيرا إلي وجود مساهمات مالية “مخصوصة” عبر الامم المتحدة لدعم العملية الانتخابية.
فيما يبدو أن الصومال وايطاليا عازمتان على اقامة علاقات متميزة تتطلع الي الارتقاء نحو اقامة شراكة تعاون استراتيجية شاملة تتجاوز المجالات الأمنية والعسكرية إلي ارساء شراكة اقتصادية قوية تفتح أبواب الأسواق الايطالية إلي الصادرات الصومالية مثل صادرات الموز والخضروات.