وفقا لمصادر مطلعة فأن الحكومة تعتزم القيام بإجراء تغييرات جديدة في الدبلوماسية الصومالية، وتعيين سفراء جدد لعدد من سفاراتنا في العالم وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وذكر المصدر نفسه أن عددا من الشباب العاملين في الوزارة الخارجية في مقديشو حصلوا بالفعل على تأشيراتهم الي الولايات المتحدة وإلي بعض الدول الأوروبية وأنهم يتسلمون مهمامهم في سفاراتينا وقنصلياتنا في نيويورك، وواشنطن، وبروكسيل، وروما وغيرها من الدول الصديقية قريبا.
هذا الأمر أثار خلافا حادا بين وزراء في الحكومة، لا يختلفون على شروط القدرة والكفاءة التي يجب أن يتمتع بها الشخص الذي يعين لمنصب في سفاراتنا في الخارج وانما الاختلاف يدور حول طرق التوزيع وحصص القبائل في التغييرات المتوقعة والسفراء التي يتم تعينهم في الأيام المقبلة، حيث فشل الوزراء بحسب المصدر المطلع في عقد مؤتمر استثنائي ليلة أمس الجمعة دعا إليه رئيس الوزراء وتم تأجيله إلي أجل غير مسمى.
صورة الصومال أمام العالم في خطر بعد أن أصبح معيار تعين السفراء على حسب الولاء الحركي، والانتماء القبلي وليس على أساس الكفاءة والقدرة على التمثيل وخصوصا في ظل هذا الظرف الصعب الذي تمر بها البلاد وفي ظل هذه المرحلة الحرجة التي نحن بأمس الحاجة إلي دعم الأصدقاء والأشقاء لبناء دولتنا واستعادة هيبتنا وشرفنا في العالم.
فما ذا يكون الوضع إذا تم تعيين سفير لا يجيد لغة البلد الذي يعمل فيها ولا يصلح هندامه أن يمثل بلدا مثل الصومال، ولا يعنيه سوى كعكة للتقاسم والأ شد ألما من ذلك هو ما ذا يكون مصير من حصل على المنصب بسبب انتمائه إلي عشيرة فلان أوعلانة لا شك أن هذا السفير لن يدافع مصالح الصومال إذا تعارضت مصالح عشيرته، لأنه يمثل العشائر التي ساعدته في نيل هذا المنصب وبالتالي قد يكون أول مهام يقوم به السفير استصدار تأشيرات إلي رجال أعمال وزعماء عشيرته أو أبنائهم وبناتهم الذين تقطعت بهم السبل في الدول التي لها الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. لن يلقي معاليه بالا للمهام الأساسي الملقاة على عاتقه والمتمثلة في توثيق العلاقة بين الصومال والبلد الذي استضافه ، والعمل من أجل تطويرها وتحسينها على كافة المستويات والمجالات بالإضافة إلي عقد المؤتمرات واللقاءات مع الشركات ورجال الأعمال في الدول التي تقع دائرة اختصاصه لإقناعهم بالزيارة إلي الصومال والاستثمار في القطاعات الاستثمارية الواعدة التي من الله علينا.
لا يطلع كثير من سفرائنا المرشحون من قبل زعماء العشائر وممثليهم في الحكومة دورهم في الدفاع عن سمعة البلاد وشرفه أمام العالم، بل أن بعض سفراءنا متهمون بضعف الأداء والمشاركة في استصدار التأشيرات لأقربائهم دون غيرهم من الرعايا .
عدد كبير من سفرائنا في الخارج فشلوا في حماية الرعايا الصوماليين المنتشرين في انحاء العالم ويمكن رؤية هذا الفشل من خلال العدد الهائل من الصومالين المقبوعين في سجون العالم وخاصة في البلدان التي توجد فيها سفاراتنا وعمليات الترحيل القسرية والخارجة عن القانون التي يتعرض رعايا الصومالين في أوروبا وبعض الدول الإفريقية والأسوية. هناك عدد كبير من شبابنا وشباتنا قضوا سنوات عديدة وراء القضبان في ليبيا، وناميبيا، والمكسيك، يذوقون فيها شتى أنواع التعذيب والتنكيل. من يدافع عن هؤلاء اليس هذا من مهام السادة السفراء ؟! والأعجب من ذلك أن بعض سفرائنا متهمون بالمشاركة في تسهيل عمليات الترحيل القسرية التي يتعرض لها الصوماليون في أوروبا. فبدلا من أن يؤدوا واجباتهم تجاه مثل هذه القضايا الانسانية! أختاروا حفنة من المال والإمتيازات.
تحولت بعض سفاراتنا في الخارج إلي مباني مهجورة، وإلي مكاتب لرعاية شؤون عشائر العاملين في السفارة، وأن سعادة السفير أصبح نفسه مقاولا كبيرا أو ممثلا لرعاية شؤون تجار ورجال أعمال العشيرة. وفي أفضل الأعمال يقوم السفير بتقديم طلبات لمشاريع تنموية إلي المنظمات الخيرية في البلد الذي يقيم فيه وينقلها إلي المناطق التي ينحدر منها ما أثار ويثير حفيظة العشائر الأخرى التي تلقي اللعنات على الدول الممولة لتلك المشاريع وعلى حظها التعس الذي منع أبناءها من الحصول على مناصب في الحكومة أو مناصب في سفارات البلاد بالخارج.
لنحسن صورتنا في العالم وقبل أن يتفاقم الوضع في سفاراتنا بالعالم يجب على الرئيس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية أن يتريثا والا يتعجلا في تعين سفراء جدد من أجل اقناع العشائر والحصول على تأييدهم خلال الاستحقاقات المقبلة والانتخابات المزمع إجراؤها في البلاد نهاية العام الحالي، لأن ذلك يكون وبالا على مستقبل البلاد وشرف الأمة.