وسط أجواء من الإحباط والتشرذم والاختلاف بين القيادة السياسية في البلاد حول رؤية انتخابات عام2016، والذي يتنبؤ الكثير من المحليين ان ينتهي بالفشل، غادر رئيس جمهورية البلاد صباح هذا اليوم متوجها الى نيروبى ومنها الى مدينة إلدوريت لمشاركة تأبين الجنود الكينين الذي قتلوا في الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عيل عدى التابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية الأميصوم في 15 من كانون الثاني/يناير الجارى.
يدور هناك جدل واسع في الأوساط الشعبية حول مشاركة الرئيس لهذه المراسم،دون الإعلان عن نتيجة المباحثات الجارية في”فيلا صوماليا”حول كيفية الإنتخابات،وهل أراد الرئيس ان يشارك مع القيادة الكينية في مراسم التأبين ثم يعود الى البلاد لإستكمال المباحثات؟
أيهما أولى بالمشاركة؟
تأتى زيارة الرئيس هذه في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الترقب إثر التجاذبات السياسية حول نوعية وكيفية الانتخابات المقبلة، وتشير كل التقارير الى عدم التوصل الى حل نهائي حتى صباح هذا اليوم.
وبما ان قضية مشاركة الرئيس في تأبين الجنود الكينين قضية عادية تفرضها العلاقات البينية، وأن هؤلاء الجنود قتلوا وهم يساعدون الصومال في استعادة عافيته، وأمنه واستقراره، فإن انجاح مؤتمر المنتدى قضية وطنية كبرى، خاصة وأنها تمر بمرحلة حرجة لايمكن الاستهانة بها، وهذه القضية لا شك أنها تأتى في سلم أولويات المواطن العادى، ناهيك عن المسؤلين السياسيين، ولكن تصرفاتهم وخاصة –رئيس الجمهورية- تبدو غير مكترثة بها، مما يثير الشكوك والتساؤلات لدى المتابع العادي، ألم يكن من الأجدر ان يعتذر الرئيس عن المشاركة ويترأس الوفد بدلا منه رئيس الوزراء أونائب رئيس الوزراء؟!أم ان مشاركة مراسم دفن الجنود الكينين أو لى من مشاركة المنتدى والعمل على إنجاحه.
بالحقيقة لاينقضي عنك العجب إذا علمت ان الرئيس كان سببا في تعقيد المشهد السياسي وعرقلة مسار المفاوضات بعيد افتتاح الجلسة الاولى للمؤتمر،ثم سافر الى كينيا قبل التوصل الى حل نهائي وكأنه مع ابي الطيب المتنبئ في ميميته:
أنام ملأجفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جرّاها ويختصم