السيد محمد عبدالله حسن والترجمة
وهناك الشيخ المناضل السيد محمد عبد الله حسن الذى استطاع أن يترجم القصائد الاسلامية بالصومالىة حتى يسهل ترسيخها فى أذهان العامة الذين لا يكتبو ن ولا يقرأون ، وقد ساهمت هذه القصائد فى تعميق المفاهيم الاسلامية ورفع الو عى لدى الشعب الصو مالى.
وهناك الشيخ حسين بالى يالى وله طر يقة فريدة فى نو عها لنشر الثقافة العربية و الاسلامية فى افريقيا فقد ادرك الشيخ بان الشعوب الافر يقية مولعة بالرقص الشعبية فألف قصائد دينية ذات ايقاع مو سيقى جميل تستخدم فيها الطبول وبهذه الطريقة التى توائم نمط حياة الا فريقيين استطاع الشيخ ان ينشر الا سلام فى الاجزاء الجنوبية من اثيوبيا .
و هناك الشيخ أويس الذى ألف مجمو عة ضخمة من القصائد الدينية باللغتين الصومالية و العربية و قد تم جمع قصا ئده العر بية فى كتا ب الجواهر النفيس وقد يحتار كل من يزور المناطق النائية فقد يجد هناك شعبا من رعاة الأبل و البقر و الغنم الا انهم على جانب كبير من الوعى الثقافى بفضل الخلفية الثقافية التى كان الشعب الصومالى يتلقاها عن طريق الترجمة سو اء فى الحلقات الدراسية أو خطب الجمع او فى الاجتماعات الد ينية الاخرى حتى هضم التعاليم الاسلامية و استطاع استثمارها فى جميع مجالات الحياة.
و على العموم فقد احتك الصوماليون منذ القدم بعدد من الثقافات الا جنبية بحكم روابطهم التجارية مع الشعوب القديمة كالثقافة الصينية والافريقية و الرومانية و الفارسية و الفرعونية و الهندية والاوربية الا انهم لا يعتزون بتلك الثقافات قدر اعتزازهم بالثقافة العربية الاسلامية على الرغم من أن تلك الثقافات الداخلية كانت مدعومة باغراءات مادية من سلطة وجباه أو ارصدة مالية ضخمة او عوائد و ارباح تجارية فلو لم يكن الصوماليون اصحاب الثقا فة الاسلامية لما حملو لواءها عالية خفاقة وما قدموا فى سبيلها كل هذه التضحيات وما صمد وفى وجه التحديات الاستعمارية يقدمون المزيد من شهداء للدفاع عن مجد العروبة وثقافتها الاسلامية العريقة، ولكن فى التاريج الصومالي حلقة مفقوده ينبغى ان يتصدى لها علماؤها بالبحث والتنقيب والتحرى والاستفصاء ولكنى أترك للاجيال القادمة هذا العدد الضخم من علامات الاستفصاء لتحدد ملامح الصو رة الحقيقة بمنتهى الصراحة .
والجدير بالاشارة الى ان الصوماليين سيظلون متمسكين بلغتهم الصومالية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتفاهم بينهم، و بما انها تحتوى على عدد هائل من المفردات العربية فهى لاتتعارض ابدا مع اللغة العر بية ولا تشعرها بحساسية ضدها والواقع ان اللغة الصو مالية ذات شأن عظيم فهى من اللغات الا فريقية الثلا ث المتعرف بهما دوليا (الصو ما لية- السواحلية -الهوسا).
و هناك عدد كبير من البا حثين الأوروبيين المختصصين فى الدراسات الصومالية و فى مقدمتهم البا حث الا نجليزي اندرووسكى، و لكن للا سف الشديد لا يوجد حتى الآن باحث عربى او هيئة عربية متخصصة اهتمت بهذه اللغة الغنية بالشعور والأدب والفن و التى خدمت الثقافة العربية الاسلامية حقبة طو يلة من الزمن.
وأخيرا فانه لشر ف عظيم للامة العربية ان تكو ن العربية هى اللغة السائدة فى شمال القا رة الافريقية بينما اللغة الصو مالية هى السائدة فى منطقة القرن الافريقى.