اندلعت يوم أمس في مدينة بوصاصو الساحلية أعمال شغب واحتجاجات عنيفة بين الشرطة التابعة لإدارة بونت لاند وطلاب مدرسة النجاح إحدى المدارس الأهلية المتميِّزة في إقليم الشرق، واندلعت المواجهة إثر محاولة الشرطة اعتقال بعض الطلاب في المدرسة الذين تتهمهم السلطات المحلية بالضلوع في أعمال تخل بالأمن العام حسب تصريح قائد شرطة بوصاصو العقيد عبد الحكيم يو سف حسين.
وقد رفضت إدارة المدرسة اعتقالهم وسط الطلاب بحجة أنه ليس لهم طلب اعتقال من محكمة، وأيضا أن اعتقالهم من المدرسة بدون علم أولياء أمورهم غير مناسب، واندلعت تظاهرات طلابية ومواجهات استخدمت فيها الشرطة ذخائر حيَّة لتفريق الطلاب المحتجِّين، تخللتها أعمال عنف كقطع الطرق والاعتداء علي الممتلكات العامة مما أدى إلى توقف الأنشطة التجارية في المنطقة، وإغلاق مدرسة النجاح واعتقال إدارتها.
وتبرز تصريحات قائد شرطة بوصاصو مدى عمق الأزمة بين إدارة المدرسة وعناصر الأمن نظرا لاتهامات قائد شرطة بوصاصو لإدارة المدرسة، وللأسلوب القاسي الذي واجهتها الشرطة لإعتقال الطلاب، وهناك عدة عوامل ساعدت في تفجر الأزمة واندلاع المواجهات العنيفة ويمكن إيجازها فيما يلى:
1- سوء العلاقة بين الأجهزة الأمنية والإدارة التعليمية في منطقة الشرق:
ولولا رداءة العلاقة وانسداد أفق التعاون بين الأجهزة الأمنية والإدارة التعليمية لما استخدمت الشرطة تلك القوة المفرطة ضد طلاب لايحملون السلاح، ولم يتطور الأمر إلى اعتقال إدارة المدرسة وبعض الطلاب وتفريق المحتجين بقوة السلاح مع استخدام ذخائر حية، وكان من الممكن إنهاء هذه الأزمة بطرق أخرى أكثر إيجابية دون اللجوء إلى استخدام العنف.
2- إمكانية وجود طلاب مخربين:
لا يستبعد وجود طلاب ذوي اتجاهات متطرفة أو معادية للنظام، كما يتضح من اتهامات قائد الشرطة حيث قال:”علمنا أن بعض طلاب هذه المدرسة ليسوا طلابا عاديين، وإنما أعداء للشعب الصومالي”، وهذا الاتهام الخطير لا يمكن أن يأتي من فراغ، وربما علمت الشرطة من مصادر استخباراتية عن وجود مجموعات تخريبية على الأقل تنشط داخل المدرسة، الأمرالذى أدى إلى مداهمة الشرطة للمدرسة أثناء اليوم الدراسي.
3- تصرفات غير ملائمة من الشرطة:
ويرى الأستاذ عبد الله فارح مري مدير دائرة التعليم في جمعية التضامن الاجتماعي في بونت لاند أن الإشكالية تكمن في غياب القوانين التي تنظم العلاقة بين المؤسسات التعليمية والقوات الأمنية إلى جانب ضعف التدريب للقيادات الأمنية التي تسلك مسلك الصرامة والعنف في الغالب، وتفتقر إلي المهارات التي لا تؤجج الأوضاع.
فالشرطة التي اكتشفت المدرسة التي يدرس بها الطالب المتهم أيًّا كانت التهمة لا شك أنها تستطيع أن تكتشف سكنه، وبدلا من أن تعتقله وسط مئات الطلبة تستطيع اعتقاله من بيته بسهولة وهذه من الفنّيات التي تحتاج إلي وعي وتدريب.
ثم إن مدير المدرسة مسؤول أمام أولياء الأمور لحماية طلابهم، وليست المدرسة مركز لوجيستي للشرطة يسلم من يشاء بل هناك طرق قانونية لابد من تقنينها حتي لا تتكرر مثل تلك الأخطاء.