اليوم، يحتفل الصوماليون بذكرى مرور 55 عاما على الاستقلال ، وتطهير البلاد من رجس الاستعمار الايطالي والبريطاني على ايدي ابطال ضحوا دمائهم واموالهم في سبيل الحرية ، وقادوا كفاحا مسلحا ضد الاستعمار مر بسلسة محطات مهمة تجسد الثمن الباهظ الذي دفعه اجدادنا لنيل هذه الحرية التي نستنشق اليوم عبيرها. وفي السطور التالية نسرد أبرز ما كتب عن تلك المحطات.
وفي مطلع القرن الثامن عشر، احتل بعض اجزاء الساحل الصومالي الجنوبي شخص يدعى سالم السميمي نيابة عن سلطان عمان . ولما كان سلطان زنجبار وريث سلطان عمان وولي عهده في ذلك الوقت فقد باع حقوقه في حكم ذلك الحزء من الساحل الي ايطالياعام ١٨٨٩.
وفي نهاية عام ١٨٨٩ ابلغت الحكومة الايطالية الدول الأوروبية الأخرى أنها فرضت الحماية على أجزاء المنطقة الساحلية، وفي هذا الأثناء كانت بريطانيا قد قامت محمية لها في شمال الصومال ، مستندة في تصرفها هذا الي اتفاقيتي عامي ١٨٢٧و١٨٨١-١٨٨٦.
وفي عام ١٨٨٧ بدأ امبراطور اثيوبيا مينيلك بتنفيذ مخططه التوسعي بهجوم وحشي على بلدة هرار المسلمة واعلن أنه سيأتي الي هرر، ولكن الإثيوبيين لم يستطيعوا حتى هذا اليوم ازالة التقاليد الاسلامية من تلك البلدة الصومالية المسلمة.
وفي عام ١٨٨٧ ابلغ مينيلك السلطات الاستعمارية البريطانية في عدن انه رفع العلم الإثيوبي على بلدة هرر وان جنوده احتلوا المدينة. بالطبع لم يكن هناك اي مبرر تاريخي أو اخلاقي لاحتلال مينيليك لهرار أو المطالبة بمناطق صومالية وافريقية اخرى ولكنه، رغم ذلك، بدأ سلسلة من حملات الغزو وحرق المدن والقرى والنهب والسلب في اراضي الصومال. ولم بحاول المستعمرون البريطانيون على رغم التزامهم بذلك بموجب معاهدات الحماية التي فرضوها على المناطق الشمالية، اذ كل ما كان بريطانيون يحتاج اليه من الصومال هو تأمين الاسماك الطازجة لقواتهم في عدن، ودفعتهم مصالحهم الي اجراء تسوية سريعة مع الاثيوبيين، فقرروا اختصار مناطق نفوذهم في القرن الافريقي واتفقوا مع مينليك على رسم حدود جغرافية جديدة، وكذلك مع الدول الاستعمارية الاخرى حيث امتنعت كل من فرنسا وايطاليا عن الوفاء بشروط معاهدات الحماية المعقودة مع الصومال. وفي ١٤ مايو من العام نفسه توصلت بريطانيا واثيوبيا الي اتفاق ينص على تحديد الحدود وتعليمها . وقد تنازلت بريطانيا لإثيوبيا بموجب هذا لاتفاق عن اراضي صومالية صرفة لم تكن في اي يوم من الأيام جزاء من الأراضي الإثيوبية.
وحذت ايطاليا حذو بريطانيا، حيث تنازل الايطاليون لمينيليك عام ١٨٩٦ عن اجزاء واسعة من الاراضي الصومالية بما فيها أوغادين.
وقد ادرك الصوماليون مبلغ الظلم والأذى الذي لحق بهم فثاروا وحملوا السلاح دفاعا عن وحدة تراب الوطن، في عام ١٨٨٩ شكل القائد القومي الصومالي السيد محمد عبدالله حسن حركة قومية في الحزء الشرقي من البلاد وأعلنها حربا شاملة على الوجود الاستعماري في ارض الاباء والأجداد. وقد خاض حروبا ومعارك على مدى عشرين عاما لتطيهر الصومال من رجس الاستعمار وظلمه. وحين ادركت بريطانيا مدى قوة حركة سيد محمد عبدالله حسن ارسلت حملة عسكرية ضد، جمعت قواتها من الهند وكينيا والسودان ونيسيلاند، بينما قدمت اثيوبيا وايطاليا الدعم لهذه الحملة للحيلولة دون انتشار حركة السيد الي باقي اجزاء الوطن الصومالي .
وفي عام ١٩٢٠ استطاعت قوى الاستعمار البريطاني والقوى المتحالفة معها هزم تلك الحركة الوطنية، ولكن لم تستطع القاء القبض على قائدها ومؤسسها، حيث توفي فيما بعد وذفن في ايمي،وهي ارض صومالية كانت تخضع في ذلك الحين للاستعمار الاثيوبي.
واثناء الحرب العالمية الثانية، هزمت القوات البريطانية ايطاليا في منطقة القرن الافريقي، واقامت حكومة عسكرية مؤقتة في الصومال.
بعد ذلك، كخطوة اولى نحو الاستقلال الكامل، حضرت الي الصومال عام ١٩٤٨ لجنة رباعية تابعة للأمم المتحدة، مؤلفة من ممثلي اربعة دول الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي وفرنس،وذلك بهدف التأكد من رغبات السكان. وفي نوفمبر ١٩٤٩ وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على فرض وصاية الامم المتحدة على الصومال لمدة عشر سنوات، ونصبت ايطاليا وصية على البلاد، تعمل تحت اشراف مجلس استشاري مؤلف من الفليبين ومصر وكولومبيا. وتسلمت ايطاليا مهام المنصب الجديد في الأول من ابريل عام ١٩٥١ وفي الأول من يوليو عام 1960 واعلن عن استقلال الصومال وتوحيد شطريه الشمالي والجنوبي.