في اطار ما صار نسميه التدوين عن جنوب الصومال ،نتطرق هذه المرة للحديث قليلا عن عادة مشهورة ومشتركة لعدد من القبائل والعشائر القاطنة في جنوب الصومال .
عادة جبلي شمبر “gabley shinbir” ويصح لنا في هذا المضمار أن نضيف الرقصة “الشمبرية” إلى الرقصات التي تمارس في جنوب الصومال والتي تمارسها كل من قبائل – ابغال abgaal وججنطبي ،Gugundhabe ووعظان Wacdaan ، وجالجعل Gaaljecel وعشائر اخرى مثل جلذي Galadi ، او جرى ، Garre وغيرهم من القبائل الاخرى
فعلى سبيل المثال لا الحصر يقام في سوق “حلوالي” في مدينة أفجوي -وهو سوق شهير يباع فيه كل أنواع المواشي والسلع الضرورية للمتسوقين القادمين من الولايات – حفلات صاخبة غالبا ما تكون الرقصات فيها من نوع جبلي شمبر ، لاسيما في المناسبات العامة.
ففي ميدان كبير يقع خلف السوق تقام في كل من عيدي الفطر والأضحى رقصة جبلي شمبر دون تخطيط مسبق بيد انها سرعان ما تعم الميدان كله ، وكأنها قد تم الاعداد لها مسبقا ،مما يدل بانها رقضة مفضلة لدى الجميع .
وطريقة رقصها أن يكون هناك صفان: صف باليمين وأخر باليسار ومعظم الراقصين من الفتيان ، بجانب خضور لافت للفتيات احيانا، وتتوسط فتاة واحدة او اكثر بين الصفين مع مراعاة أن تكون ماهرة في أداء الرقصة ،فيشرع اثرها الافيال afyaalka مدح الفتاة وسرد مجد اهلها، ومن ثم تشير بأصبعها الى من تراه ماهرا من بين الصفوف ليرقص معها، وهنا يتسابق الشبان لإبداء مهارتهم بغية الفوز بالرقص مع الماهرات وقليلا من يفوز بذلك ، واما بدء الرقصة عموما تكون بضرب منسق المجموعة حجرا بحجر او حديدة على حديدة ، وما أن تسمع المجموعات هذ الصوت إلا وتباشر الرقصة، والتي بدورها تتكون من فصول وحلقات فكل حلقة لها رقصتها الخاصة ولكل رقصة لها إيقاعها الذي يميزها عن غيرها، غير ان الجدير بالذكر في هذا المقام ان التناغم يزداد طرديا كلما زاد الرقص من الركض ورفع الأيادي للأعلى.
وغالبا مايكون هنالك منسق للمجموعة وهو المسؤول عن الفواصل والترتيب و إشعار الآخرين ببدء كل حلقة سواء بإشارة صوتية متعارفة عليها او مستخدما أساليب اخرى، ويعود تاريخ هذه الرقصة إلى منتصف القرن المنصرم وتمارس عند كل من اهل الوبر والمدر على حد سواء
بقلم : ادم شيخ حسن الأزهري