شهدت محافظة شبيلى السفلى توترا كبيرا بالنسبة للمحافظات الأخرى في جنوب الصومال خلال شهر رمضان الذي كثفت فيه حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة هجماتها في جنوب البلاد.
هجمات دامية
لقي أكثر من عشرة أشخاص على الأقل مصرعهم جراء هجوم شنته حركة الشباب في العشرين من شهر يونيو الماضي على مدينة أفجوي الواقعة على بعد 30 كلم من العاصمة مقديشو. واستولى عناصر حركة الشباب خلال الهجوم على مركز الشرطة في المدينة واقتادوا عدد من السيارات فيه.
وفي السادس والعشرين من شهر يونيو الجاري شنت حركة الشباب أعنف هجوم على قوات الاتحاد الأفريقي في بلدة ليغو الواقعة في محافظة شبيلى السفلى، وأسفر الهجوم عن أكبر خسائر بشرية في صفوف القوات البروندية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الفترة الأخيرة، حيث قتل في الحادث أكثر من 50 جنديا، وتمكن مهاجمو حركة الشباب من الاستيلاء على القاعدة ومصادرة معدات عسكرية وآليات مدرعة من القاعدة العسكرية.
تقهقر القوات الأفريقية
أجبرت سلسلة هجمات حركة الشباب القوات الأفريقية على إخلاء بعض معسكراتها في محافظة شبيلى السفلى، ولا سيما بعد الهجوم الدامي الذي استهدف القاعدة عسكرية في بلدة ليغو.
وفوجئ المواطنون الصوماليون في محافظة شبيلى السفلى بإخلاء القوات الأفريقية معسكراتها في عدد من المدن منها ليغو وونلوين وقريولي ومبارك وبريرة وأوديغلى وتوراتورو، الأمر الذي أتاح لمسلحي حركة الشباب فرصة السيطرة على بعض هذه المدن، ما يعرض حياة سكان تلك المناطق للخطر، كما ذكره وزير الدفاع الصومالي السابق عبد الكريم حاجي محمود فقيه في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا.
دلالة تصاعد الهجمات
بناء على تصريحات خبرا عسكريين ومسؤولين حكوميين يدل تصاعد هجمات حركة الشباب في محافظة شبيلى السفلى بشكل أكثر بالنسبة للمحافظات الأخرى في البلاد على ما يلي:
• أهمية المحافظة:
أرجع حاكم إقليم شبيلى السفلى عبد القادر سيدي –في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا- ازدياد هجمات حركة الشباب إلى الموقع الاستراتيجي الذي تقع فيه المحافظة، وقال سيدي إن المحافظة تحتوي أرضي زراعية شاسعة ومناطق غابات يمكن الاختباء فيها، مشيرا إلى أن قادة حركة الشباب يرون المحافظة ملاذا آمنا لهم، بدليل مقتل عدد من قادتها بغارات جوية في المحافظة، وكان آخرهم أمير الحركة أحمد الذي قتل في غارة جوية أمريكية في المحافظة في العام الماضي.
• قدرات الشباب العسكرية:
ويقول محللون وعسكريون إن تصعيد حركة الشباب هجماتها في الصومال بشكل عام وفي محافظة شبيلى السفلى بشكل خاص دليل على مستوى قدراتها العسكرية، وهو ما أكده الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القوات الأمريكية في القارة الإفريقية المعروفة بـ” أفريكوم” والذي أشار إلى أن حركة الشباب الصومالية ما تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية، ما يؤدي إلى محاولة الحركة بسط سيطرتها على مناطق جديدة في جنوب الصومال استفادة من قدراتها العسكرية.