بات مستقبل الطلاب الصوماليين في مدارس الائمة والخطباء التركية في خطر، بعد ان اعلنت هيئة وقف الديانة التركية تراجعها عن تعهداتها بتوفير منح جامعية لخريجي مدارس الائمة والخطباء.
وكشف بعض اهالي الطلاب الصوماليين في مدارس «وقف الديانة التركية» ان الديانة تراجعت عن تعهداتها بتوفير منح جامعية لأبنائهم بعد تخرجهم، مخيرية أبناءهم بين ثلاثة خيارات مريرة، اما الهجرة غير الشرعية الي اوروبا او العودة الي الصومال او البحث عن جامعات من داخل تركيا وعلى نفقتهم الخاصة.
وقد شكل قرار الوقف االتركي صدمة كبيرة لدي اهالي الطلاب الصوماليين في مدارس الوقف التركي، حيث وصفوا القرار بانه قرار غريب ومفاجئ لا يليق بمكانة دولة عظيمة مثل تركيا التي تعلن دوما وقوفها الي جانب الصوماليين.
واعرب محمد عبدي والد احد طلاب ثانويات الائمة والخطباء التركية عن قلقه العميق تجاه مستقبل ابنه الذي يتخرج العام المقبل من مدرسة عبد الرحمن جرسيس في انقرة والتي تتبع لوفق الديانة التركي .
واضاف عبدي إنه لا يشعر بالاطمئنان على إبنه ويخاف عليه الهجرة الي أوروبا أو الوقوع في ايدي داعش كما فعل كثير من زملائه في مدارس الوقف التركي.
واستغرب عبدي تصريحات مسؤولي وقف الديانة التركي حيال الطلاب الصوماليين في مدارسهم ، متسائلا كيف تجرؤ مؤسسة مثل وقف الديانة اتخاذ قرارات تشجع الطلاب على الهجرة الي اوروبا بصورة غير الشرعية.
وناشد عبدي مسؤولي الوقف التركي باعادة النظر في قرارهم قبل ان يكون مصير ولده كمصير محمد احمد وهيلة الذي انضم مؤخرا الي تنظيم داعش أو زملاء آخرين له تركوا مقاعد الدراسة ، وسافروا الي اوربا حيث لقى البعض منهم حتفهم في حادثة قطار بصربيا.
وذكرعبد العزيز والد آخر لاحد طلاب المدارس الشرعية في تركيا لمراسل موقع مقديشو إن ابنه هرب الي اوروبا بعد أيام من تصريحات وقف الديانة التركي وأنه موجود حاليا في صربيا، ويعيش في ظروف غاية في الصعوبة .
وقال عبد العزيز الذي يعمل سائف تاكسي في مقديشو : «تحول فرح ابني بالسفر الي تركيا والالتحاق بمدارسها الي كابوس مزعج يهدد مستقبلنا»، مناشدا الحكومة التركية والدول الاسلامية والعربية النظر بعين العطف والرحمة على قضية ابائهم في تركيا.
يُذكر أن ٣٠٠ طالبًا صوماليًا حصلوا على منح دراسية من مختلف المدارس الثانوية في كافة الولايات التركية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن هذا العدد بدأ يتناقص، وان ما يقرب من نصف الطلاب الذي حصلوا على منح دراسية من ثانويات الوقف الديانة التركي تركوا مقاعد الدراسة وان معظم عبروا الحدود التركية نحو اوروبا في رحلة محفوفة بالاخطار، بحسب طالب في مدراس الشرعية بتركيا.