اعلنت رئيسة اللجنة الوطنية لصياغة الدستور عائشة جيلي ديري، امس الأربعاء عن استقالتها من منصبها بعد مضي 11 شهرا على تعيينها. واوضحت الرئيسة في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة غالكعيو وسط البلاد، أسباب استقالتها، معربة عن أسفها الشديدة لعدم تمكنها من مواصلة عملها في هذا الظرف الصعب والدقيق الذي يمر به البلاد.
وقالت جيلي إنها لم تقرر تقديم الاستقالة الا بعد قراءة للوضع السياسي الراهن في البلاد، وتقييم الفرص المتاحة لايجاد دستور توافقي في ظل تزايد الاحتقان السياسي، ووجود خلافات حول تفسير بعض مواد الدستور الفيدرالي المؤقت.
واضافت جيلي ان عملية اعادة صياغة الدستور لم يتم التخطيط لها بشكل جيد، ولم تحظ بالاهتمام الكافي، متهمة اعضاء اللجنة الوطنية لصياغة الدستور بالتقصير وعدم الاستفاذة من الفرص المتاحة.
واشارت الرئيسة الي ان اللجنة فشلت في وضع اطار عمل استراتيجي بغية التعامل مع التجاذبات السياسية على الساحة الصومالية، واكدت وجود قوى وشخصيات لديهم جندات مختلفة من الدستور الفيدرالي الامر الذي قالت إنه سيشكل عقبة أمام انجاز دستور يحظى بتوافق جميع المكونات السياسية في البلاد .
صيف سياسي عاصف
جاءت استقالة رئيس اللجنة الوطنية لصياغة الدستور عائشة جيلي في ظرف سياسي دقيق وبالغ الحساسية، وفي وقت يستعد الجميع لاستحقاقات عام 2016، وانها فيما يبدو ليست الا مقدمة لصيف سياسي عاصف يقبله الرئيس الصومالي حسن شيخ خلال الشهور المقبلة، وانها لا شك تأتي لتعكس الخلاف المتجدر بين الرئيس وقيادات إدارة بونت لاند ليس فيما يتعلق بالنزاع حول اقليم مدغ وانما هناك أيضا خلاف عميق حول رؤية الجانبين تجاه مستقبل العملية السياسية في الصومال.
تعد استقالة رئيسة اللجنة الوطنية لصياغة الدستور بحسب مراقبين جزء من سلسلة خطوات اعدتها بونت لاند لمواجهة طموح الرئيس حسن شيخ السياسي، والتي قد تتوج في نهاية المطاف بخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد لادخال البلاد في فوضى سياسية تحتم الرئيس على الاستقالة والخروج من المشهد السياسي كما حدث لذراعه الأيمن فارح شيخ عبد القادر.
رسالة الي المجتمع الدولي
ارادت رئيسة اللجنة الوطنية لصياغة الدستور عائشة جيلي من خلال استقالتها توجيه رسالة الي المجتمع الدولي وخصوصا الولايات الامريكية المتحدة والدول المعنية بالشأن الصومالي لإبلاغها مدى الخلاف الحاصل بين الفرقاء السياسيين في الصومال، وان تصريحات الرئيس بان البلاد قطع شوطا كبيرا نحو تحقيق رؤية عام 2016، تفتقر الي الدقة والمصداقية وانها لأغراض سياسية ودعائية لن تغير من الواقع شئيا .
وبحسب المراقبين فان رسالة الاستقالة وصلت الي من يهمه الامر وان الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت سياسية قد تسبب في حدوث تصدع تحالف الرئيس وتغير مواقف المجتمع الدولي تجاهه.