وصل الي العاصمة الاتحادية مقديشو، أمس الأربعاء، ثلاثة رؤساء من الحكومات الاقليمية في الصومال في زيارة هي الأولى من نوعها يقوم بها وفد محلي بهذا المستوى في وقت واحد.
وصل الي مقديشو، أمس، كل من عبد الولي غاس رئيس حكومة بونت لاند وأحمد مادوبي رئيس حكومة جوبا لاند وشريف حسن آدم رئيس حكومة جنوب غرب الصومال في زيارة وصفها الرؤساء بالمهمة لتقرير مستقبل العملية السياسية في الصومال.
وقال عبد الولي غاس رئيس بونت لاند في تصريح مقتضب للصحفين لدى وصوله في مطار مقديشو « جئنا للمشاركة في لقاء تشاروي حول مستقبل المسار السياسي في الصومال» مؤكدا على ضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات للتوصل الي اتفاق «بشان مستقبل البلاد واستعادة كرمته».
واضاف غاس: «ان زيارته ستغرق يوما أو يومين»
ومن المتوقع ان يلتقي غاس خلال زيارته رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود ومسؤولين من الحكومة الاتحادية ووفود الحكومات الاقليمية المشاركة في اللقاء التشاوري.
ومن جانبه أعرب أحمد اسلان مادوبي رئيس حكومة جوبا لاند الصومالية في تصريح للصحفين عن سعادته للمشاركة في اللقاء التشاوري الذي دعا اليه رئيس الجمهوية حسن شيخ محمود للمناقشة حول مستقبل العملية السياسية في البلاد.
وقال مادوبي إن زيارة رؤساء الحكومات الاقليمية الي مقديشو تأتي في اطار تقوية العلاقات بين الحكومات الاقليمية والحكومة الاتحادية معربا عن أمله في استعراض مجمل التطورات الأخيرة في الساحة السياسية، والتوصل الي اتفاق حول القضايا المدرجة على جدول اعمال اللقاء التشاوري.
مستقبل رؤية عام ٢٠١٦، وتوحيد القوات الصومالية في مختلف المناطق بهدف انشاء جيش وطني، وتشريعات مثيرة للجدل ارسلتها الحكومة الاتحادية الي البرلمان الاتحادي للمصادقة عليه، واستماع رأي رؤساء الثلاثة في شأن التشكيلة الوزارية الجديدة، هذه من أهم الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال اللقاء التشاوري بين رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود ورؤساء الحكومات الاقليمية الثلاثة ، بحسب مصدر لوفد الحكومات الاقليمية.
ويأتي اللقاء التشاوري بين الرئيس حسن شيخ والرؤساء الثلاثة في ظل حراك سياسي تشهده العاصمة مقديشو في الأونة الأخيرة بشأن التشكيلة الوزارية التي اعلنها رئيس الحكومة عمر عبد الرشيد الاسبوع الماضي.
كما يتزامن اللقاء في وقت تتزايد الخلافات بين الحكومة الاتحادية والحكومات الاقليمية حول مشروع قوانين بشأن انتخابات عام ٢٠١٦ وتعديل مسودة الدستور عرضتها الحكومة الاتحادية مؤخرا للبرلمان الاتحادي للمصادقة عليها.
وافادت مصادر صحفية ان رؤساء الحكومات الاقليمية الذين وصلوا أمس الي مقديشو سيوجهون رسالة واضحة الي الرئيس حسن شيخ محمود تعبر عن رفضهم التام لإنفراد الحكومة الاتحادية بالاتخاذ القرارات المصيرية ولاسيما بخصوص القوانين والتشريعات المتعلقة بالنظام الفدرالي وتشكيل اللجانات المستقلة.
واضافت المصادر ان اللقاء التشاوري الذي سيعقد اليوم الخميس في مقديشو جاء لعرقلة قمة لرؤساء الحكومات الاقليمية دعا اليها شريف حسن رئيس حكومة جنوب غرب الصومال في كسمايو لبحث العلاقة بين الحكومات الثلاثة والحكومة الاتحادية لكن الرئيس حسن شيخ استبق الأمر وطالب منهم بلقاء تشاوري مواسع في مقديشو يشاركه ممثلون من المجتمع الدولي.
ووفق أنباء شبه مؤكدة ان رؤساء الثلاثة يخططون لتضيق الخناق على رئيس حسن شيخ محمود للحصول على تنازلات اكبر يضمن لهم مشاركة واسعة في تقرير مصير العملية السياسية لما بعد عام ٢٠١٦.