حذر مبعوث الأمم المتحدة في الصومال من أنه على الرغم من بعض المكاسب السياسية والأمنية، إلا أن الوضع الإنساني في البلاد التي تشهد اضطرابات منذ فترة طويلة قد تدهور، مع حاجة أكثر من ثلاثة ملايين شخص الآن إلى المساعدة، بما في ذلك أكثر من مليون صومالي ليس لديهم ما يكفي من الطعام.
وفي الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي عن الصومال قال نيكولاس كاي الممثل الخاص للأمين العام هناك إن هذا الرقم ارتفع 20 في المائة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ستة أشهر. وبحلول نهاية شهر آب/ أغسطسس تضاعف عدد الأسر التي تحتاج إلى المعونة الغذائية.وقد تم تسليم أكثر من 300 طن متري من الإمدادات لعشرات الآلاف من الأشخاص جوا بسبب عدم إمكانية الوصول الآمن إلى المناطق التي تم استردادها. ولكن هذا لا يرقى إلى حجم الاحتياجات على أرض الواقع. ببساطة رحلات الشحن الجوي لا يمكنها تسليم الكميات المطلوبة. ولذلك من الضروري تسهيل طريق وصول آمن. وكان فيليب لازاريني منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الصومال قد حذر في مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة من أن خمسين ألف طفل صومالي قد يلقون حتفهم قريبا إذا لم يتلقوا مساعدات فورية.
وقد أدى الجفاف إلى تدهور الوضع الإنساني في الصومال الذي شهد أكثر من عقدين من انعدام الأمن. وقد تم إخراج الجماعة الإرهابية حركة الشباب من عدد من المدن ألا أنها قامت بقطع طرق الإمداد الغذائي في بعض أجزاء من البلاد. وشدد لازاريني على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي الآن لإنقاذ أطفال الصومال قائلا، “لدينا أكثر من مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الطارئة، من بينهم مائتان وخمسون ألف طفل، منهم خمسون ألفا على أبواب الموت إذا لم يتم تقديم المساعدات لهم.”
وأكد السيد كاي أمام المجلس أن “هناك حاجة للعمل الطارئ والمتناسق من الحكومة الفيدرالية الانتقالية والشركاء الدوليين في مجالات الأمن والتنمية والسياسة والجهود الإنسانية. ومن أجل ذلك نحتاج إلى توحيد الهدف من السياسيين الصوماليين والقادة المسئولين عن تحويل البلاد. لن يصبر الصومال أو المجتمع الدولي على أي أحد يقف بشكل متعمد عقبة في طريق السلام والمصالحة والاستقرار.”