السلطان يوسف علي ومنطقة مجريتنيا…الحلم الذي كاد أن يتحقق (8-10)

السلطان يوسف وأيطاليا (3)

خوفا من اتساع رقعة الحرب والتداعيات السلبية على مستعمراتها ومن أجل  سياسية إبقاء التوازن بين يوسف على كينديد وعثمان محمود.  “بادرت إيطاليا بقبول دعوة بريطانيا هذه المرة كان وزيرة الخارجية الإيطالية prinetti هو من التقط الدعوة البريطانية وأصدر تعليماته مرة أخرى إلى القنصل بستالوسا بإجراء المفاوضات مع السلطان عثمان محمود عبر وسطاء من وجهاء القبائل لإنهاء النزاع واعادته الى سلطنته في اتفاق جديد. واوصى الوزير  في حالة حدوث اتفاق مع السلطان عثمان محمود وجوب تحصينها بتقديم تطمينات اليه  كضمان تمكنه من خلالها إثبات  توبته الفعلية وولائه للحكومة الإيطالية   و كبادرة حسن النية تعترف الحكومة سيادته المؤقتة على بندر قاسم مقابل تسليم السلاح وارجاع حمولة الباخرة الألمانية المنهوبة من قبل رجال السلطان”. G.nicolosi p.48-50. زفور  بدء المفاوضات بادر السلطان عثمان بالمطالبة بتعويضات عن الخسائر التي لحقته عقب الهجوم والقصف الذي تعرضه. إستطاع بستالوسا اقناع السلطان عثمان بتوقيع الاتفاقية الجديدة بفضل سلسلة من الوعود ومزيد من التنازلات مما أضعف موقف إيطاليا، وهى(التنازلات)بمثابة  ضمانات التي أوصاها الوزير. وقد أقر بستالوسا أنه اضطر بتقديم بعض التنازلات مستعينا بمنطق الإيطالي المعروف “الكرم الحكومي” احسن سلاح في الإقناع     ”  G.nicolosi p.50 . . وفي  agustus 18, 1901 تم توقيع معاهدة الحماية الإيطالية الجديدة على مجيرتينا. ومن أبرز بنودها

يتعهد السلطان عثمان محمود بتسجيل كل السفن المجيرتينة الكبيرة والصغيرة بانتظام لدى الحكومة الإيطالية وأن ترفع علم إيطاليا  عدم نهب أو استحواذ حمولة السفن أو البواخر الغارقة أو المتعطلة في سواحل مجيرتينا منع ادخال السلاح الناري والذخيرة في مجيرتينا والسماح لحكومة الإيطالية ببناء منارة فى غوارفوي ومقرات إقامة مقيم وحاميات إيطاليا في قرية اولوك(ollok) و (Damo) و بندر علولا وبندر قاسم. والبند الأخير في الاتفاقية حول المدن المتنازع عليها بينه وبين يوسف على كينديد وينص على أن  بندر فلك ستبقى تحت سيادة السلطان عثمان محمود وأما علولا ستدار من قبل  ثلاثى:  على يوسف ابن سلطان يوسف  ومحمود على عم سلطان يوسف وزعيم عشيرة سواقرون يعني ستنتقل سيادة علولا إلى  يوسف على كينديد وهو انتصار جزئي ليوسف أقل بكثير مما كان يسعى إليه وحسبه أن بذل جهدا كبيرا  لكن السياسية هي “فن الممكن” كما يقال. هكذا تبخرت طموح يوسف وكانت نهاية فصل من فصول مغامراته  وتحدياته  في الحلبة المصارعة مع الكبار في القرن الأفريقي.

ترك يوسف مجيرتينا راجعا إلى هبيو على أمل أن يعود إليها فاتحا، وليبدأ فصل جديد من التحديات و معركة من معارك إثبات الذات.

خالد إبراهيم

باحث في تاريخ الصومال
زر الذهاب إلى الأعلى