بلدية مقديشو وجهودها نحو تحسين مظاهر المدينة

 تشهد العاصمة الصومالية  في الآونة الأخيرة تطورات لافته ، وبدأت تتعافى عن آثار الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 30 عاما، وأن الزائر يلاحظ تغيرات واضحة في معالم المدينة سواء من الجانب العمراني أو من الناحية التجارية في ظل تحسن الوضع الأمني داخل العاصمة مقديشو والمناطق القريبة منها ، حيث شيدت في المدينة وخاصة شارع مكة المكرمة  الذي يربط المطار بالقصر الرئاسي خلال فترة وجيرة عمارات شاهقة يملكها تجار صوماليون تضاهي العمارات في الدول المجاورة ومراكز تسوق يستثمرها تجار محليون وأجانب، كما أنك تلاحظ عمال أجانب من دول آسوية كالهند وبنغلاديش وسوريا، ومصر وأخرى من جنسيات أفريقيا وهؤلاء العمال يعملون في مجال البناء والتشييد، والفندقة، والمطاعم. لو تجولت في مختلف مديرات الـ16 التي تتكون منها العاصمة تجد في كل زاوية من زواياها مركز تسوق جديد، أو متجر أو مصنع يعمل فيها عدد لا بأس بها من الموظفين.

هذه التطورات اللافتة  التي تشهدها العاصمة مقديشو إن دلت على شيئ إنما تدل على أن الإدارات التي حكمت العاصمة مقديشو في السنوات الآخيرة أعطت أولوية قصوى في توفير المناخ الملائم لإنتعاش الاقتصاد الصومالي، وجذب الإستثمار الخارجي والداخلي، وعودة الصوماليين في المهجر إلى بلادهم والمشاركة في إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب ، حيث أعطت اهتماما كبيرا في تحقيق الأمن ، ووضع الإستراتيجيات اللازمة لتحقيق انسيابية  العمل التجاري، كما أنها خطت خطوات ملموسة نحو تطوير البنى التحتية لبلدية مقديشو، وتسهيل حركة التنقل داخل العاصمة ، ومحاربة الفساد والمفسدين ، وكل من يشوهه صورة المدينة حتى أنها أعطت مهلة لأصحاب المباني المهدمة في الأماكن الاستراتيجية بالعاصمة لإعادة بنائها وذلك بهدف تحقيق جمال المدينة ورونقها وازلة كل آثار الحرب وما يشوه صورة المدينة.

حرصت بلدية مقديشو على وضع الخطط الإستراتيجية في تطوير البلدية ، وإيجاد منطقة تتوفر فيها كل مقومات الحياة والرفاهية والنجاح. بدأت بلدية مقديشو في الآونة الأخيرة بتخطيط وإعادة بناء منظومة الصرف الصحي، واستقطاب أفضل المواهب والموارد البشرية المؤهلة لتحقيق خطط البلدية، وضمان مشاركة واسعة من المواطنين وذوي الخبرة من مواطني  الصومال في المهجر، وتغيير السلوك السلبي لدى المواطنين، ودفعهم نحو حماية بلادهم ، والحفاظ على مقدراته ، والمكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، وعدم العودة إلى الوراء ، كما بدأت إدارة العاصمة هذه الآيام بإنارة الطرق ، وتجميل الشوارع ، ووضع اللوحات الإرشادية، وتنظيم الأسواق ، والقيام ببناء مرافق تصريف مياه الأمطار،  والمحافظة على النظافة ، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية من أجل تحسين مظاهر العاصمة مقديشو لؤلؤة المحيط الهندي، وتدعو البلدية جميع المواطنيين إلى المشاركة في إعادة بناء البلاد وحماية وتحسين ظروف الحياة فيه وتقديم بعض ما لديه من مال وخبرة من أجل بلده.

زر الذهاب إلى الأعلى