كتب- أحمد مسعود
لم تكد تمر أيام على مرور العاصفة الاستوائية التي ضربت المناطق الشمالية الشرقية من الصومال وتسببت في مقتل ما لا يقل عن مائة شخص على الأقل حتى تكشفت أبعاد أزمة إنسانية أخرى في جوهر بجنوب البلاد.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أنه في أعقاب الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة القرن الأفريقي فاضت ضفتا نهر شبيلي في جنوب الصومال فغمرت المياه قرى بأكملها ومزارع في طريقها آلاف الأشخاص اضطروا إلى النزوح عن ديارهم بسبب الفيضانات بحثا عن الإيواء في مناطق مرتفعة ويتفاقم هذا الوضع المزري نتيجة للاشتباكات بين قبيلتي جرير وعشائر أبغال والتي قتل فيها حتى الآن أكثر من مائة شخص.
لقد تكالبت الفيضانات والصراعات القبلبية على سكان المنطقة ففرت مئات العائلات باتجاه قاعدة بعثة الاتحاد الأفريقي، اميسوم، في مطار جوهر في الأيام الأولى للصراع.
علي حاجي وهيلو هو أحد هؤلاء المشردين ينحدر من غافاي وهي قرية صغيرة على ضفاف النهر وما أن فاضت مياه النهر واندلعت الاشتباكات حتى خرج في رحلة سار فيها لعشرات الكيلومترات مع غيره من القرويين إلى أن وصلوا أخيرا إلى مطار جوهر ويقول لقد جلبت الأمطار والفيضانات المشاكل فزادت من الجوع وغرقت مزارعنا وليس لدينا أي طعام ونحن في موقف صعب إذا لم نتلق المساعدة فلن يكون لدينا أي شيء والغالبية العظمى من النازحين في جوهر من النساء والأطفال وتم تحويل خيمة صغيرة إلى جناح مؤقت للولادة وتمكن الطاقم الطبي من توليد أكثر من عشرين طفلا بنجاح الأسبوع الماضي وبعيدا عن الولادات يتماثل المزيد من المرضى للشفاء من جروح نتجت عن الإصابة بطلقات نارية ومن أمراض الملاريا وغير ذلك من الأمراض هذا في الوقت الذي يعمل فيه الأطباء على معالجة حالات سوء التغذية الحاد .
وذكر التقرير الأممي أن الإمدادات الغذائية والطبية توشك على النفاد وتتقاسم قوات بعثة الاتحاد الأفريقي حصصها من المواد الغذائية مع الأسر النازحة فنظرا لحالة الطرق المزرية أصبح نقل الإمدادات مهمة شاقة وتلقت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أول قافلة من الإسعافات الأولية من جمعية قطر الخيرية وهي وكالة دولية يوجد مقرها في العاصمة القطرية الدوحة لقافلة المحملة بالمواد الغذائية والخيام لحوالي ألف أسرة قطعت الرحلة من مقديشو إلى مطار جوهروالتي تقدر بتسعين كيلومترا في أربعة أيام.
ولكن هذه الإمدادات هي أبعد ما تكون عن الوفاء باحتياجات النازحين.
ويقول العميد الجنرال ديك اولوم، قائد الوحدة الأوغندية في اميسوم ويوجد ما مجموعه نحو أربعة آلاف شخص هنا وأكثر من يعانون هم النساء والأطفال. إنهم فعلا يعانون. فمعظم آبائهم قد قتلوا ويأتي هؤلاء الأطفال والنسوة إلى هنا، بدون أي مساعدة. ولدينا أيضا وضع محزن آخر لنساء في مرحلة المخاض، واللاتي يوشكن على الولادة، وكما قلت هنا، فإن أميسوم هنا قد ولدت ما يقارب على العشرين طفلا”.
لقد أحدثت الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه النهر دمارا هائلا في مختلف أنحاء البلاد. ولجأ سكان بلدات مثل بلدوين، التي شهدت فيضانات شديدة العام الماضي أيضا، إلى النزوح عن المناطق المنخفضة الأراضي.
ويقول العميد الجنرال ديك اولوم معلقا إن الحاجة الملحة هي لإطعام هؤلاء الأشخاص. ثانيا، والمأوى. فنحن بحاجة للمأوى. ثالثا، نحن بحاجة إلى الدواء. وتلك هي المتطلبات الحرجة التي نحتاجها. لقد حل هذا الوضع بنا بدون إستعداد. ولكن أعتقد أن الأشياء الثلاثة، كما ذكرت هي في غاية الأهمية، الطبية والمأوى والغذاء ويهدد هذا الوضع بأن يصبح خارجا عن نطاق السيطرة في منطقة جوهر مع وصول المزيد من ضحايا الفيضانات بشكل يومي ومع تضاؤل ??الإمدادات، يبقى أمل الضحايا الوحيد في الوجبات التي يتقاسمونها مع الجنود، مع ترقبهم لقافلة المساعدات المقبلة.
نقلا عن الأهرام