مشكلة الإتيكيت والبروتوكول الدبلوماسي في الصومال

يلاحظ الزائر مجرد هبوط طائرته على أرض مطار من مطارات الصومال المختلفة أن هناك مشكلة تتعلق بقواعد البروتوكولات، ونظام التشريفات والمراسم، والتقاليد والأعراف التي يجب مراعاتها عند ترتيب الزيارات الرسمية  واستقبال وتوديع الوفود سواء أكانت وفودا رسمية أو شعبية وخدمات الترحيب بداء من استقبال المسؤولين أمام الطائرة  واستعراض حرس الشرف والأمن المكلفين بحمايتهم مرورا بتسجيل الوصول وعمليات النقل والقاعات المخصصة للمسؤولين الكبار ورجال الأعمال وانتهاء بستقبالهم في المقرات والمكاتب الحكومية الرسمية.

فالطريقة التي يستقبل المسؤولين الصوماليين الوفود الرسمية وخصوصا الرؤساء ورؤساء الوزاراء والمسؤولين الكبار من المنظمات الدولية والإقليمية لا تتوفر فيها أدنى معايير الترتيبات البوروتوكولية العالمية التي تتناسب مع حجم ودرجة الوفود الزائرة للبلاد، وتفتقر إلى السلوك السليم وأصول الدبلوماسية المتعارفة عليها دوليا وأنها تقدم صورة مصغرة عن هشاشة الهيئات المكلفة بتنيظيم مراسم الزيارات الرسمية، وعدم قدرتها على تحقيق أهداف زيارة المسؤول، بل واحيانا ترسل رسائل سلبية إلى مسؤولين لدول أخرى قد تؤدي إلى إلغاء زيارتهم أو ارسال مسؤولين بمستويات أدني بناء على الانطباع السيئ الذي تشكل لديهم خلال مشاهدتهم طريقة استقبال المسؤولين السابقين الذين زاروا البلاد.

  تخلو مراسم استقبال الوفود الرسمية في الصومال  العديد من قواعد المجاملة ، والإتيكيت الدبلوماسي، ومظاهر الاحترام والتقدير المناسبة للمسؤول الزائر، حيث تجد أن الجهة المسؤولة على تنظيم البرتوكولات الدبلوماسية سواء أكانت من الرئاسة أو إدارات التشريفات في رئاسة الوزراء أو الوزارة الخارجية لا تهتم كثيرا بدقة الترتيبات البروتوكولية الخاصة بالزيارة ولا تراعي  مظاهر جمال أرض المطار ، وتزيينه وإدخال السرور والبهجة في نفوس الضيوف وأظهار الأهمية القصوى والمكانة الرائدة التي يحظون وبلادهم  لدى الدولة المضيفة. تجد أن أرض المطار مكسرة ولم يجر تهيئتها بصورة ترقى إلى مستوى ومكانة المسؤول الزائر أو دولته. وكذلك لا تولي الجهات المنظمة للزيارات الاهتمام المطلوب بطريقة ترحيب الضيف بعد نزوله من الطائرة ويتم عادة استقباله وسط فوضى وازدحام ينجم عن كثرة وتعدد المستقبلين من المسؤولين والعسكرين المنتشرين في مدرج هبوط الطائرات.

 وبدورها لا تحظى الصالات المخصصة لكبار الزوار أو كما يسمى قاعات الشرف، العناية المطلوبة وتعاني  من الإزدحام وغياب وسائل الراحة وتفتقر إلى الجمال والمشاهد المهيبة والمقاعد المريحة. يضطر الضيوف أحيانا إلى وضع حقائبهم أمامهم وشرب المياه من العبوات مباشرة أو الوقوف بسبب قلة المقاعد في الصالة.

لا تنتهي مشكلة الإيتكيت الدبلوماسي في الصومال عند هذا الحد بل تتعدى إلى كيفية إدارة مواعيد ولقاءات المسؤولين والضيوف وتنظيم اجتماعتهم مع نظرائهم الصوماليين، حيث يستقبل الوفود بغض النظر عن درجاتهم ومراتبهم في داخل مكاتب المسؤولين ، ويتم الاجتماع معهم في قاعات شرف تشكو من ضعف الإعداد، وقلة الذوق واللياقة الدبلوماسية.

وفي الختام يجب على الجهات المسؤولة في ترتيب وتنظيم الزيارات الرسمية ومراسم الاستقبال مراعاة نظام وقواعد وأحكام البروتوكولات الرسمية وخاصة فيما يتلعق بتزين ساحة المطار،  وصالونات الاستقبال، والشوارع التي تمر بها موكب الوفود، وقاعات الاجتماع بالإضافة إلى الالتزام بتفاصيل  الزيارة ومواعيدها وبرامجها بدقة لإنجاح مهمة الزيارة ولتعزيز العلاقات بين الصومال والدول التي يمثلها الضيوف.

وأخيرا ينبغي ألا يتم استقبال الوفود الرسمية في مكاتب المسؤولين وأمام منضدة أو طاولة الوزير بل في مكاتب مخصصة للإستقبال وقاعات تمت ديكورتها لعقد الاجتماعات وتتوفر فيها كافة وسائل الراحة.

زر الذهاب إلى الأعلى